ما هي أسوأ وأفضل الأماكن من حيث تلوث الهواء بالعالم لعام 2021؟

نشر
7 دقائق قراءة
Credit: AAMIR QURESHI/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفاد تقرير جديد أعدته شركة "IQAir" لتعقب جودة الهواء العالمية، أنّ معدّلات التلوث غير الصحية ارتفعت في العالم عام 2021.

محتوى إعلاني

وأظهر تقرير أنّ المعدل الوسطي السنوي لتلوث الهواء في كل دولة، وفي 97% من المدن، فاق المبادئ التوجيهية لنوعية الهواء التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، المصمّمة لمساعدة الحكومات من أجل وضع قوانين تحمي الصحة العامة.

محتوى إعلاني

وبيّن التقرير أنّ 222 مدينة من أصل 6475 شملها المسح، تتمتّع بمعدل وسطي لجودة الهواء يتوافق ومعايير منظمة الصحة العالمية.

وبحسب التقرير حلّت كل من الهند، وباكستان، وبنغلاديش بين الدول الأسوأ لجهة تلوث الهواء، متخطية المعايير الإرشادية بعشر مرات.

أما الدول الاسكندنافية، وأستراليا، وكندا، والمملكة المتحدة فحلّت بين أفضل الدول لجهة جودة الهواء، مع معدل وسطي فاق المعايير الموضوعة بمرة أو انثتين.

وأفاد التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية تخطت الحد الموضوع من قبل المنظمة الأممية بمرتين أو ثلاث مرات عام 2021.

وقالت غلوري دولفن هامس، المديرة التنفيذية لشركة "IQAir" لـCNN إنّ "هذا التقرير يشدّد على حاجة الحكومات حول العالم لتقليص تلوث الهواء العالمي"، مشيرًة إلى أنّ "الجزيئات الدقيقة تقتل الكثير من الناس سنويًا ويتوجّب على الحكومات وضع معايير وطنية أكثر تشدّدًا لضمان جودة الهواء، واستكشاف سياسات خارجية أفضل تروّج لجودة هواء أكثر صحة".

ويُعتبر "PM 2.5" من أصغر الملوثات والأخطر بينها أيضًا. وعند استنشاقه، يستقر في عمق أنسجة الرئة ويمكنه الدخول منها إلى مجرى الدم. أما مصدره فهو حرق الوقود الأحفوري، والعواصف الترابية، وحرائق الغابات. وأُثبت أنه يشكل تهديدات صحية مثل الربو، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

ويموت ملايين الناس سنويًا جرّاء مسائل تتعلق بجودة الهواء. وفي عام 2016، سُجّلت 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة نجمت عن تنشق هذه الجسيمات الدقيقة، وفقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية. ورأت الأخيرة أنه لو تم تطبيق إرشادات عام 2021 على هذا العام كان يمكن تقليص العدد لنحو 3.3 مليون حالة وفاة ناجمة عن التلوث.

وقامت "IQAir" بتحليل محطات مراقبة التلوث في 6475 مدينة، موزعة على 117 دولة ومنطقة وإقليم.

وفي الولايات المتحدة، سجّل تلوث الهواء عام 2021، ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بعام 2020. وبين أكثر من 2400 مدينة أمريكية خضعت للتحليل، تبيّن أن هواء مدينة لوس أنجلوس هو الأكثر تلوثًا، رغم تسجيل انخفاض بنسبة 6٪ مقارنة مع عام 2020. كما أظهر التقرير ارتفاعًا كبيرًا بنسبة التلوث في مدينتي أتلانتا ومينيابوليس.

وقال الباحثون إن المصادر الرئيسة للتلوث في الولايات المتحدة كانت النقل الذي يستخدم الوقود الأحفوري، وإنتاج الطاقة، وحرائق الغابات، التي تلحق الضرر بالمجتمعات الأكثر ضعفا وتهميشا في البلاد.

وأشارت هاميس، التي تعيش على بعد أميال قليلة من لوس أنجلوس إلى "أنّنا نعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، خصوصًا في قطاع المواصلات"، موضحًة أنّه "يمكننا التصرّف بذكاء من خلال اعتماد صفر انبعاثات، لكننا لم نفعل ذلك إلى الآن. وهذا له أثر مدمر على تلوّث الهواء الذي نراه في المدن الكبرى".

وورد في التقرير أنّ الصين، التي كانت بين الدول الأسوأ لجهة تلوث الهواء، أظهرت تحسنًا بجودة الهواء عام 2021. وبيّن التقرير أنّ أكثر من نصف المدن الصينية التي خضعت للتحليل، سجّلت معدلات تلوّث هواء أقل من العام السابق. وتستمر العاصمة الصينية بكين بتنفيذ خطة تحسين الهواء الموضوعة لخمس سنوات، التي تتبع سياسة التخفيض التدريجي للصناعات الملوثة في المدينة.

ووجد التقرير أيضًا أنّ غابات الأمازون المطيرة، التي كانت المدافع الرئيسي في العالم ضد أزمة المناخ، انبعث منها ثاني أكسيد الكربون العام الماضي أكثر ممّا امتصّت، وذلك جراء إزالة الغابات والحرائق، الأمر الذي هدّد النظام البيئي الحيوي، ولوّث الهواء، وساهم بتغير المناخ.

وأوضحت هاميس أنّ "هذا كله جزء من المعادلة التي ستؤدي، أو تؤدي إلى ظاهرة الاحترار العالمي".

وكشف التقرير أيضًا عن بعض أوجه عدم المساواة، إذ لا تزال محطات المراقبة قليلة في بعض الدول النامية في أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والشرق الأوسط، ونتج عن ذلك ندرة في بيانات جودة الهواء في تلك المناطق.

ولفتت هاميس إلى أنّه "عندما لا تكون لديك هذه البيانات، فأنت تجهل الواقع هناك".

وأشارت إلى أنّ دولة تشاد الإفريقية أدرجت في التقرير للمرة الأولى، بسبب تحسن شبكة المراقبة الخاصة بها. وأفاد تقرير "IQAir" أنّ تلوث الهواء فيها يمثًّل ثاني أعلى معدّل بالعالم العام الماضي، بعد بنغلاديش.

ويرى طارق بنمارهنيا، عالم الأوبئة بمجال تغير المناخ في معهد سكريبس لعلوم المحيطات، الذي درس الأثر الصحي لدخان حرائق الغابات، أنّ ثمة نقاط ضعف في هذا النوع من التقارير الذي يعتمد فقط على محطات المراقبة.

وقال بنمارهنيا، غير المشارك في التقرير لـCNN إنّه يعتقد "أن اعتمادهم على شبكات مختلفة وليس فقط مصادر حكومية يُعتبر بمثابة أمر رائع"، مشيرًا إلى أنّه "رغم ذلك، لا توجد في العديد من المناطق ما يكفي من المحطات وتقنيات قياس بديلة".

وكانت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أوردت في تقريرها عام 2021، أنه بالإضافة إلى إبطاء سرعة الاحترار العالمي، فإن الحد من استخدام الوقود الأحفوري سيكون له فائدة إضافية تتمثل بتحسين جودة الهواء والصحة العامة.

وقالت هاميس إنّ تقرير "IQAir" يشكّل حجة إضافية لدفع العالم للتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري.

وأوضحت: "بات التقرير بحوزتنا، ويمكننا قراءته، واستيعابه، وتكريس أنفسنا لاتخاذ الإجراءات"، لافتة إلى أنّه "يجب أن يكون هناك تحرّك كبير نحو الطاقة المتجدّدة. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية من أجل التغلب على الاحترار العالمي، وإلا فإن الأثر والتوجه الذي نتخذه لا يمكن تعويضه".

نشر
محتوى إعلاني