أول حالة بأمريكا منذ عقد.. كيف أصيب شخص بالغ بشلل الأطفال؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تم تشخيص إصابة شخص من مقاطعة روكلاند، نيويورك، بفيروس شلل الأطفال، وهي الحالة الأولى التي تم تحديدها في الولايات المتحدة منذ حوالي عقد من الزمن.
وقالت الدكتورة باتريشيا شنابيل روبرت، مفوضة الصحة في المقاطعة، الخميس، إنّ الشاب البالغ، غير الملقح، بدأ يعاني من الضعف والشلل منذ حوالي شهر.
وتأتي هذه الحالة بعد قرابة شهر من تحذير وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة من اكتشاف فيروس شلل الأطفال بعيّنات الصرف الصحي في لندن.
ودلّ ذلك على انتشاره بين الأفراد في شمال وشرق لندن، رغم عدم تحديد أي حالات هناك.
ويذكر أنّ هذا المرض ناجم عن فيروس شلل الأطفال.
ويعاني 1 من 4 أشخاص تقريبًا تظهر عليهم أعراض أشبه بتلك الخاصة بالأنفلونزا، ضمنًا التهاب الحلق، والحرارة، والتعب، والغثيان، والصداع، وآلام المعدة.
وأوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أنه سيصاب 1 بين كل 200 شخص بأعراض أكثر خطورة، تشمل الوخز، والتنميل في الساقين، والتهاب الدماغ، أو النخاع الشوكي، والشلل.
وفي الواقع، لا يوجد علاج لشلل الأطفال.
وقد يشمل العلاج بعض الأدوية التي تعمل على إرخاء العضلات، وتخفيض الحرارة، والعلاج الطبيعي لتحفيز العضلات.
ومع ذلك فإن أي شلل ناتج عن فيروس شلل الأطفال يستمر مدى الحياة.
وقالت شنابيل روبرت إنّ "هذا المريض كان يعاني من الضعف والشلل".
وتعد هذه أول حالة شلل أطفال يتم تشخيصها في الولايات المتحدة منذ عام 2013، بحسب وزارة الصحة في نيويورك.
وحُدّدت حالة نيويورك بأنها فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح ذات النمط 2، ما يشير إلى أنه منتقل من شخص تلقى لقاح شلل الأطفال الفموي، الذي يحتوي على نموذج حي لكن ضعيف من فيروس شلل الأطفال.
ويشير ذلك إلى نشأة هذا الفيروس هي خارج الولايات المتحدة، بحسب المسؤولين، حيث لا يزال يُعطى اللقاح الفموي.
في الوقت الحالي، يتم التحقّق في منشأ فيروس هذه الحالة بالذات.
وقال مسؤولو الصحة الخميس، إن الشخص لم يسافر خارج الولايات المتحدة قبل أو بعد تشخيص حالته.
ولم يحصل لقاح شلل الأطفال الفموي على ترخيص للاستخدام في الولايات المتحدة.
وفي الواقع، لا يمكن لأي شخص أن يصاب بشلل الأطفال من اللقاح نفسه.
لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت حالات شلل أطفال مرتبطة بتسرّب من اللقاح الفموي، في المجتمعات حيث معدلات التطعيم متدنية.
ويعتقد مسؤولو الصحة أن سلالة الفيروس التي أصيب بها المريض نشأت بهذه الطريقة.
وعندما تنتشر هذه السلالة الضعيفة من الفيروس بين السكان غير المحصّنين، عادة في المناطق ذات الظروف الصحية السيئة، يمكن للفيروس أن يكتسب طفرات ويعود إلى الصيغة التي تسبب الشلل.
وكانت حالات شلل الأطفال شائعة في الولايات المتحدة وحول العالم.
وخلال واحدة من أشد حالات التفشي عام 1952، أصاب الفيروس 58 ألف شخص في الولايات المتحدة، وشلّ أكثر من 21 ألف شخص، وقتل أكثر من 3,100 شخص.
ورغم ذلك، أدّت حملات التطعيم إلى خفض عدد الحالات بشكل كبير.
ووقعت آخر حالة لشلل الأطفال في الولايات المتحدة، خلال العام 1979.