بعد إعلان أول إصابة بشلل الأطفال منذ 10 أعوام بأمريكا.. إليكم أهم الحقائق عن الفيروس
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تسبّب فيروس شلل الأطفال القديم، بشلل وقتل البشر على مدى قرون عدّة. وتُظهر النقوش المحفورة على الأواني المصرية أشخاصًا برجلين ذابلتين يقفون على عكازين.
الأصعب حين يصيب الأطفال ما دون الـ5 سنوات، أما أسوأ أشكاله هو عندما يصيب الأعصاب الأمر الذي قد يؤدي إلى الشلل، وصعوبة التنفس، والوفاة.
خلال مراحل انتشار الأوبئة في القرن العشرين، غالبًا ما كان الفيروس يظهر خلال أشهر الصيف الحارة، ويجتاح القرى والمدن سنويًا أو نحو ذلك.
كان شلل الأطفال أحد أكثر الأمراض التي يخشاها العالم، إلى أن اخترع الدكتور جوناس سالك لقاح شلل الأطفال واختبر سلامته عام 1954.
وأشارت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى أنه "في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، قبل توفّر لقاحات شلل الأطفال، تسبّب تفشي الفيروس بأكثر من 15 ألف حالة شلل سنويًا" في الولايات المتحدة، وكان الأهل يخافون السماح لأطفالهم بالخروج، لا سيًما صيفًا حين يبلغ تفشي الفيروس ذروته".
بحلول عام 1988، وصلت حالات شلل الأطفال المبلّغ عنها في العالم إلى ذروتها عندما سجلت 350 ألف حالة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ما الذي يسبب شلل الأطفال؟
يسبّب فيروس معوي يُعرف بفيروس شلل الأطفال، هذا المرض. هناك ثلاث سلالات، تمّ القضاء على اثنتين منها في العالم، بحسب المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، البرنامج التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك، لا يزال أحد أنواع فيروس شلل الأطفال البري ينتشر في باكستان وأفغانستان، ويمكن أن يُصاب به المسافرون وينقلونه إلى أنحاء العالم.
وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها: "لا يتطلب الأمر سوى مسافر واحد مصاب بشلل الأطفال لنقل المرض إلى الولايات المتحدة".
يمكن أن يحدث الانتقال أيضًا عندما لا يتم تطعيم عدد كافٍ من الأطفال في منطقة ما.
نصادف ذلك عادةً مع لقاح شلل الأطفال الفموي، الذي ابتكره الدكتور ألبرت سابين واستُخدم للمرة الأولى عام 1961.
وتحتوي تركيبة هذا اللقاح على مزيج من الأنواع الثلاثة من سلالات فيروس شلل الأطفال الحية الموهَنة، وفقًا لمبادرة الشراكة العالمية لمكافحة الفيروس.
وأشارت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال إلى أنّ "السلالات الضعيفة يلقيها الأطفال الملقحون في البيئة عبر أجهزتهم الهضمية ويمكن أن تنتقل من فرد غير محصّن إلى آخر، وهي عملية تتفاقم بسبب سوء أنظمة الصرف الصحي، وغياب مياه الشرب النظيفة".
قد يكون هذا الأمر عاملاً في تشخيص الإصابة الأخير لرجل في مقاطعة روكلاند، بنيويورك، التي تُعد أول حالة لشلل الأطفال في الولايات المتحدة منذ عام 2013، وفقًا لوزارة الصحة بولاية نيويورك.
وصرحت وزارة الصحة في بيان إنّ الفحوص التي أكّدتها مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها اكتشفت نوعًا من الفيروسات الذي يرجّح أن يكون مصدره شخص تلقى "لقاح شلل الأطفال الفموي، الذي لم يعد مرخصًا في الولايات المتحدة ولا يسمح بإعطائه".
وجاء في البيان: "هذا يشير إلى أنّ الفيروس ربما يكون منشأه خارج الولايات المتحدة حيث يعطى لقاح شلل الأطفال الفموي، لأنّ السلالات العائدة لا يمكن أن تنبثق عن اللقاحات المعطلة".
يستخدم الاختصاصيون في مجال الصحة أنواعًا مختلفة من اللقاحات الفموية لمكافحة شلل الأطفال في العالم، لأنها غير مكلفة، وسهلة الاستخدام، وآمنة، وفعالة، وتوفر حماية طويلة الأمد.
رغم ذلك، فإن لقاح شلل الأطفال الأصلي المعطّل، الذي صمّمه سالك والذي يعطى عبر سلسلة من الجرعات في مرحلة الطفولة، كان الإصدار الوحيد المستخدم في الولايات المتحدة منذ عام 2000، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض.
شلل الأطفال شديد العدوى
يعيش فيروس شلل الأطفال في حلق وأمعاء الشخص المصاب. ويمكن للأشخاص الذين يحملون فيروس شلل الأطفال، ضمنًا الذين لا تبدو عليهم أعراض، نشر الفيروس شديد العدوى من خلال برازهم لمدة أسابيع.
وأشارت مراكز مكافحة الأمراض أنه في بعض الحالات نادرة، قد ينتقل الفيروس عبر قطرات من العطس أو السعال.
ينتقل شلل الأطفال لمعظم الأشخاص عن طريق التقاط قطعة صغيرة من البراز المصاب ثم لمس الفم.
ويحدث التعرض للفيروس أيضًا عندما يلعق الطفل ألعابه أو بواسطة الأغراض الأخرى الملوّثة بالبراز.
في ظروف غير صحية، يمكن أن ينتشر الفيروس أيضًا عن طريق الطعام والماء الملوثين.
أعراض شلل الأطفال تبدأ شبين بالأنفلونزا
على غرار "كوفيد-19"، هناك العديد من حالات شلل الأطفال التي لا تظهر عليها الأعراض.
وأوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أنّ المصابين لا تظهر عليهم الأعراض بنسبة 95% من مجمل حالات شلل الأطفال.
ويصاب بعض الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض جرّاء فيروس شلل الأطفال، بأحد أنواع شلل الأطفال الذي لا تنتج عنه الإصابة بالشلل، أي شلل الأطفال المجهض. وعادة ما يترافق مع أعراض خفيفة ومشابهة للإنفلونزا، مثل الصداع، والتهاب الحلق، والغثيان، والإسهال، والحرارة، والتعب.
وإذا تضمنت أعراضًا عصبية إضافية، مثل الحساسية على الضوء، أو تصلّب في الرقبة، فقد يكون الشخص مصابًا بشلل الأطفال غير المسبّب للشلل.
ولفتت منظمة الصحة العالمية إلى أن أخطر نسخة من شلل الأطفال يمكن أن تسبب الشلل خلال "ساعات".
يبدأ المرض بأعراض مماثلة لأعراض الأنفلونزا، ثم يتطوّر إلى آلام أو تشنجات عضلية، وفقدان ردود الأفعال، ويمكن أن يتبع ذلك شلل في جانب أو آخر من الجسم.
يمكن أن يؤثر المرض أيضًا على الرئتين، ويفارق الحياة بين 5 و10% من الأشخاص عندما تتعطل عضلات التنفس لديهم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ولمساعدتهم على التنفس خلال أوبئة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كان المرضى غالبًا ما يوضعون داخل ما يعرف بالرئة الحديدية، وهي أحد أشكال أجهزة التنفس الطبية الاصطناعية الذي يسمح للشخص بالتنفس عند خسارته التحكم الطبيعي بالعضلات.
ولسوء الحظ، يمكن أن يستمر الضعف والألم في العضلات أو المفاصل، ومشاكل في التنفس أو البلع، إلى اضطرابات النوم وتراجع القدرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة في بعض الحالات.
ولفتت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أنّ الفيروس يمكن أن يختبئ ويخمد ثم يظهر بعد سنوات، ويطلق عليه اسم متلازمة ما بعد شلل الأطفال.
علاج شلل الأطفال
لا يوجد علاج شافي لشلل الأطفال، هناك فقط علاج للتخفيف من الأعراض.
يستخدم العلاج الحراري والفيزيائي لتحفيز العضلات، وتعطى الأدوية المضادة للتشنج لإرخاء العضلات، وفقًا للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
ويعد التطعيم الطريقة الأكثر فاعلية للوقاية من الإصابة بهذا المرض.