الغذاء والدواء تستعد لتوفير معينات سمعية بخسة الثمن ولا تستلزم وصفة طبية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مقرّر أن تصبح الأجهزة المساعدة على السمع متوفرة بسعر أرخص، وربما بنوعية أفضل، بموجب قانون طال انتظاره، أعلنته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الثلاثاء.
وبدلاً من الحصول على وصفة طبية وزيارة اختصاصي صحة سمعية والحصول على تركيبات مخصصة، سيتمكن الأشخاص المصابون بفقدان السمع الخفيف إلى المتوسط من شراء المعينات السمعية مباشرةً من متاجر البيع بالتجزئة أو عبر الإنترنت.
وقال مفوض إدارة الغذاء والدواء، الدكتور روبرت كاليف، إن هذه الخطوة ستجعل المعينات السمعية متاحة على نطاق أوسع في جميع أنحاء البلاد.
ويعاني حوالي 1 من كل 8 أشخاص في الولايات المتحدة، بعمر 12 عامًا وما فوق، من ضعف في السمع في الأذنين، ويزداد المعدل بشكل ملحوظ مع تقدم العمر.
ويعاني حوالي ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا من ضعف السمع، وترتفع هذه النسبة إلى 50% لدى الأشخاص بعمر 75 عامًا تقريبًا.
ولكن حوالي نسبة 16% فقط من عشرات الملايين من الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع يستخدمون أجهزة سمعية.
ولن تكون الأجهزة الجديدة مجانية، لكن تقدّر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن القاعدة الجديدة قد تعني توفير حوالي 2،800 دولار بزوج السماعات.
ويتوقع كاليف أن تكون أجهزة السمع التي لا تستلزم وصفة طبية متوفرة بالأسواق في وقت مبكر من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأوضح كاليف، الثلاثاء، أن القرار لن يساعد البالغين فقط، الذين لاحظوا أنهم يعانون من ضعف السمع الخفيف إلى المتوسط، على الوصول إلى خيارات إنتاج مبتكرة أكثر بأسعار معقولة، ولكننا نتوقع أن يطلق العنان لقوة الصناعة الأمريكية لتحسين التقنية بطريقة تؤثر على العبء الهائل للإعاقة من فقدان السمع الذي يؤثر على العالم".
وأقر الكونغرس الأمريكي تشريعًا لإنشاء فئة من المعينات السمعية خارج البورصة بدعم واسع من الحزبين، ووقعه الرئيس السابق، ترامب، ليصبح قانونًا عام 2017.
لكن لم يُتّخذ أي إجراء تنفيذي بذلك، ومنحت السناتور إليزابيث وارن، الراعية لمشروع القانون، إدارة الغذاء والدواء حتى أغسطس/ آب 2020 لإصدار اللوائح.
أرسلت وارن والسناتور تشاك غراسلي، رسائل عدة تحث فيها إدارة الغذاء والدواء على اتخاذ إجراء.
وفي يوليو/ تموز 2021، وقع الرئيس بايدن على قرار تنفيذي لتسريع العملية.
وأشادت الجمعية الأمريكية للسمع والنطق واللغة بعمل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وقالت جانيس آر ترينت، نائبة الرئيس لممارسة السمع في مجلس إدارة المجموعة: "تدعم الجمعية تمامًا إنشاء هذه الفئة الجديدة من أجهزة السمع التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي تزيد من توافر السماعات الطبية للعديد من الأمريكيين والقدرة على تحمل كلفتها".
وأضافت: "من المهم أن يفهم الجمهور أن هذه الأجهزة مخصصة فقط للبالغين الذين يعانون من ضعف السمع الخفيف إلى المتوسط، وأن يفكروا بضرورة الحصول على تقييم السمع من قبل اختصاصي معتمد كخطوة أولى قبل شراء أي جهاز".
جهاز طبي باهظ الثمن
تعد المعينات السمعية مكلفة، وينفق الأشخاص ما لا يقل عن 4 آلاف دولار على الجهاز لكلتي الأذنين كمعدل وسطي، وفقًا لدراسة أجريت عام 2020 نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية.
ويمكن أن تختلف الأسعار: إذ قد يعرض كبار تجار التجزئة زوجًا مقابل 1400 دولار، لكن قد يكلف البعض ما يصل إلى 6 آلاف دولار لكل أذن، اعتمادًا على التقنية المستخدمة.
وفي الوقت الحالي، تسيطر الآن خمس شركات كبيرة على نسبة 90% من السوق العالمية للمعينات السمعية.
ويعني ذلك أن هناك منافسة سعرية قليلة، وقد تكون الأسعار المرتفعة سببًا كبيرًا لعدم توفر هذه الأجهزة لدى معظم الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
ومع هذا التغيير، من المتوقع أن تدخل العديد من الشركات إلى الأسواق.
ويعتقد الخبراء أن الشركات المصنّعة الحالية ستطور أيضًا أجهزة كلفتها متدنية من دون وصفة طبية، بالإضافة إلى عروضها الحالية.
كيف يطبق القانون الجديد
في الوقت الحالي، لا يمكن للأشخاص الحصول على المعينات السمعية إلا من خلال إجراء فحص طبي باهظ الثمن، أو وصفة طبية من اختصاصي تحدد الجهاز للفرد.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إن القاعدة الجديدة تنطبق فقط على أنواع معينة من أجهزة السمع.
وسيظل الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في السمع، والذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بحاجة إلى وصفة طبية.
لكي يتم السماح لها بدخول الأسواق، ينص القانون الجديد، على أن المعينات السمعية التي لا تستلزم وصفة طبية ستحتاج إلى تلبية معايير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العالية للسلامة، ووضع العلامات، وحماية التصنيع، إسوة بجميع الأجهزة الطبية الأخرى.
لماذا تعتبر المعينات السمعية مهمة
لا تعد المعينات السمعية ضرورية فقط للسمع، إذ أنها تعد ضرورة للصحة الجسدية والنفسية أيضًا.
وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، ولم يتوفر لديهم أجهزة سمعية، هم أكثر عرضة للإبلاغ عن حالة صحية سيئة بشكل عام، كما أنهم أقل عرضة لمغادرة المنزل أو ممارسة الرياضة.
وهناك صلة بين ضعف السمع والضعف العام وزيادة خطر السقوط، وهما السبب الرئيسي الثاني للوفيات غير المقصودة في جميع أنحاء العالم، وفقًا لجمعية الصحة العالمية.
وتوصلت العديد من الدراسات إلى وجود صلة بين ضعف السمع وضعف الصحة النفسية والاجتماعية.
ويمكن أن يؤدي فقدان السمع إلى الاكتئاب، والوحدة، والعزلة، وحتى الخرف.
ومع احتمال أن يصبح الوصول إلى المعينات السمعية أسهل، ستتمكن شركات مثل "آبل" و"غوغل" والشركات التي تصنع سماعات أذن مبتكرة، من دخول السوق.