دراسة: تحفيز الدماغ يحسّن الذاكرة قصيرة الأمد لدى كبار السن لمدّة شهر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل ترغب بتحفيز دماغك لتعزيز ذاكرتك من أجل البدء بمشروع جديد، أو المشاركة باجتماع عمل، أو تجمّع عائلي؟ يقترح بحث جديد أنّ العلم قد يكون قادرًا على تقديم علاج كهذا يومًا ما.
وتوصلت دراسة أجراها فريق من جامعة بوسطن، نُشرت في مجلة Nature Neuroscience الإثنين، إلى أنّ إرسال تيّارات كهربائيّة إلى جزأين من الدماغ معروفين بتخزين واسترجاع المعلومات عزّز بشكلٍ متواضع تذكّر الكلمات فوريًّا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
وقال مسعود حسين، أستاذ طب الأعصاب، وعلم الأعصاب الإدراكي بجامعة أكسفورد، غير المشارك في الدراسة، ببيان: "لا يزال يتعيّن اختبار إذا كانت هذه التحسينات ستطال الذكريات اليوميّة، وليس قوائم الكلمات فقط".
وكانت التحسينات أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين عانوا من أسوأ ذاكرة في الدراسة، والذين "يُعتبرون مصابون بضعف إدراكي بسيط"، بحسب رودي تانزي، عالم الأعصاب وأستاذ علم الأعصاب بكليّة الطب في جامعة هارفارد، غير المشارك في الدراسة.
تعزيز التغيّر بالدماغ
كان العلماء يعتقدون أنه بحلول نقطة معينة في بداية مرحلة البلوغ، يكون الدماغ ثابتًا، وغير قادر على النّمو، أو التغيّر.
واليوم، أصبح من المفهوم على نطاق واسع أنّ الدماغ قادر على التمتّع بالمرونة، أي القدرة على إعادة تنظيم بنيته، أو وظائفه، أو ارتباطاته طوال الحياة.
ويحاول تحفيز التيّار المتردّد عبر الجمجمة، أو tACS، تعزيز وظائف الدماغ بجهاز يطبّق تيّارات كهربائيّة أشبه بموجة، على مناطق معيّنة من الدماغ بواسطة أقطاب كهربائيّة توضع على فروة الرأس.
ويمكن للموجات الكهربائية أن تحاكي أو تغيّر نشاط الموجات الدماغيّة لتحفيز النمو، وتغيير الشبكات العصبيّة في الدماغ بحسب ما هو مرجو.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على نسخة بديلة تستخدم المجالات المغناطيسية لعلاج الاكتئاب، وهي تسمّى التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، أو TMS.
تلاشي الذكريات
وحلّل باحثون في جامعة بوسطن الذّاكرة طويلة الأمد، والذّاكرة قصيرة الأمد بشكلٍ منفصل في تجربتين شملت كل منهما مجموعات عشوائيّة من 20 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 65 و88 عامًا.
وتناوبت التجارب بين تطبيق موجات "جاما" التي بلغت 60 هرتز، وموجات "ثيتا" التي بلغت 4 هرتز لمركزين في الدماغ يلعبان دورًا رئيسيًا في الذّاكرة.
استهداف مناطق الذّاكرة في الدماغ
عُقدت الجلسات على مدى 4 أيام متتالية، وخضع كل شخص لـ5 اختبارات لتذكّر 20 كلمة خلال جلسة التحفيز اليومي التي تمتد لـ20 دقيقة.
وطُلب منهم تذكّر أكبر عدد ممكن من الكلمات على الفور في نهاية كل اختبار من الاختبارات الخمسة.
وبالنّسبة للأشخاص الذين تلقوا تحفيز "جاما"، أظهرت النتائج تحسّنًا بالقدرة على تذكر الكلمات بين 17 من أصل 20 من المشاركين منذ بداية الاختبار، أو ما أشار إليه العلماء بالذّاكرة طويلة الأمد.
وبالمثل، حسّن 18 من 20 مشاركًا خضعوا لتحفيز "ثيتا" ذاكرتهم العاملة قصيرة الأمد، أو قدرتهم على تذكّر الكلمات التي سمعوها في الآونة الأخيرة.
وبالمقارنةً مع مجموعة الأشخاص الذين تلقّوا التحفيز الوهمي، شهد أولئك الذين تلقوا العلاج نتائج "تجلّت بتذكّر الأفراد الأكبر سنًا 4 إلى 6 كلمات أخرى في المتوسط من قائمة الكلمات الـ20 بحلول نهاية الجلسات التي استمرّت لـ4 أيّام"، بحسب المؤّلف المشارك في الدراسة، روبرت راينهارت، وهو مدير مختبر علم الأعصاب الإدراكي، والسريري في جامعة بوسطن.
وقال تانزي: "من المهم التأكيد على أن الدراسة تُظهر بشكلٍ أساسي تحسنًا متواضعًا ولكن ملحوظًا بالذّاكرة قصيرة الأمد، لكنها لا تُظهر تأثيرات واضحة على الذّاكرة طويلة الأمد لأن الاختبار اعتمد على تذكّر الكلمات بعد دقيقة واحدة فقط أو أكثر من تعلّمها".