لماذا تسبب لدغات البعوض الرغبة بالحكّة..وكيف تمنع ذلك؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا تعرضت للدغة بعوضة من قبل، فربما تتذكر مدى الإزعاج التي تسببه.
وتبدأ النتوءات الحمراء الصغيرة بالتضخم على الفور تقريبًا، مما يخلق شعورًا بالحكة، وبمجرد أن تبدأ بالحك، يزداد الوضع سوءًا، ما قد يترك آثار تهيّج مؤلمة.
وعلى ما يبدو، هناك بعض الأشخاص الذين يجذبون البعوض، وكأنهم مغناطيس، وتنجذب هذه الحشرات إليهم أينما حلّوا.
إذن، كيف يختار البعوض فريسته، وكيف يمكننا التصدّي لهذه الحشرات؟
وفيما يلي بعض النصائح من خبراء:
لماذا تسبب لدغة البعوض شعورًا بالحكّة؟
عندما تلدغك البعوضة، فإنّها تخترق الجلد باستخدام جزء خاص من الفم (خرطوم) لامتصاص الدم.
ونظرًا لأن البعوضة تتغذى على الدم، فإنها تحقن لُعابًا في مسام الجلد، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
وأوضحت ليزلي فوسهول، من معهد هوارد هيوز الطبي، أن لُعاب البعوض يمتاز بسمة مماثلة للتخدير، لذلك لا تشعر باللدغة إلا بعد أن تبتعد الحشرة بعيدًا. كما أنّه يحتوي على مضادات التخثّر.
وأشارت فوسهول إلى أن "لُعاب البعوض يحتوي على الكثير من البروتينات، وبعضها يسبب الحساسية"، مضيفًة: "يتعرّف الجسم على بروتين البعوض كأنه بمثابة شيء غريب، وتنطلق خلايانا المناعية في محاولة لمحاربته".
وفي الواقع، اللدغة ذاتها لا تسبب الحكة، بل تُعتبر بمثابة استجابة الجسم لبروتين البعوض الغريب، الذي يحاول محاربته.
وهذا هو السبب في أنّ بعض الناس قد يكون لديهم رد فعل خفيف فقط تجاه لدغات البعوض، بينما يتفاعل البعض الآخر، الأكثر حساسية للبروتين الغريب، مع مناطق كبيرة من التورّم التي تكون أكثر إيلامًا.
ويُذكر أن إناث البعوض هي التي تلدغ فقط، إذ تقوم بلدغ البشر للحصول على الدم، وخاصة أن غالبيتها لا يمكنها إنتاج البيض من دون هذا الدم.
كيف يختار البعوض فريسته؟
ومثل غالبية الحشرات الأخرى التي تتغذى على الدم، يمكن للبعوض أن يشم البشر من مسافة بعيدة من خلال ثاني أكسيد الكربون الذي نخرجه مع الزفير، ما يجعل هذه الحشرات تقترب منّا في المقام الأول، وفقًا لما قاله دانيال ماركوفسكي، المستشار الفني لجمعية مكافحة البعوض الأمريكية.
وأوضح ماركوفسكي أنّه "بمجرد أن يقترب البعوض فعليًا من المضيف، فإنه يستخدم مجموعة متنوعة من الإشارات الأخرى للهجوم، والتي تتضمن عناصر مرئية مثل الأشكال، والأحجام، والألوان".
وتابع: "لهذا السبب لا يُنصح باستخدام الألوان الداكنة في موائل البعوض الرئيسية لأنها تبرز أكثر، لا سيما فيما يتعلق بالخلفيات والتباينات".
وأضاف أن الإشارات الكيميائية الأخرى "بما في ذلك روائح التنفّس، والمنتجات الثانوية للميكروبات على بشرتنا، أو الروائح البشرية العامة الأخرى مثل الأوكتينول، أو الأمونيا، أو حمض الكابرويك أو حمض اللاكتيك" تتحد جميعها مع ثاني أكسيد الكربون لدينا لتجعلنا أكثر أو أقل جاذبية لأنواع البعوض المختلفة.
وأشارت فوسهول إلى أنّه "من المحتمل أن ما يجذب البعوض هو مزيج من ثاني أكسيد الكربون لدى الشخص ورائح أخرى".
ومع ذلك، لا يزال من غير المعروف ما يجعل شخصًا ما أكثر جاذبية للبعوض مقارنة بشخص آخر.
وأوضحت فوسهول عبر البريد الإلكتروني، إنه أمرٌ ما زلنا نعمل على تحديده، أي رائحة الجسم المنبعثة من الشخص التي ربما تكون السبب.
وأضافت أنّ "هناك أبحاثًا تزعم أن السبب يتمثل في فصيلة الدم، أو حلاوة الدم، أو الجنس (من المفترض أن تكون النساء أكثر جاذبية للبعوض)، لكن لم يتم إثبات أيًّا منها بشكلٍ قاطع".
ما الذي يقاوم الرغبة في الحك؟
وينصح غالبية الخبراء والمهنيين الصحيين الأشخاص بعدم حك المنطقة المُصابة.
ورغم أنّه من الصعب تصديق ذلك، إلا أنّ الحك يؤدي إلى التهاب الجلد، ويزيد الالتهاب من الرغبة بحك المنطقة المصابة.
وحذّر ماركوفسكي من أنّ "الحك يمكن أن يسبب أيضًا التهابات ثانوية، ويطيل من فترة التهيج".
وبدلاً من ذلك، هناك العشرات من المستحضرات الطبية، مثل الكريمات والبخاخات التي تَعِد بتخفيف الحكة بالإضافة إلى العلاجات المنزلية وطاردات البعوض.
وقال ماركوفسكي: "بشكل عام، جميع الكريمات المختلفة المضادة للحكة متشابهة للغاية".
واقترح ماركوفسكي، أنّه "إذا كنت تعاني من حساسية شديدة من البعوض، فقد تحتاج إلى كريم يحتوي على مضادات الهيستامين المماثلة".
وأوصت فوسهول بوضع الماء الدافئ بدرجة حرارة الغرفة على اللدغة في أسرع وقت ممكن.
متى يتوجب الحصول على العناية الطبية
وأشارت فوسهول إلى أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم ردود فعل تحسسية خطيرة تجاه البعوض، على الرغم من ندرة ذلك في الممارسة العملية.
وإذا كنت تعاني من أعراض شديدة مثل الشرى، أو صعوبة التنفس، أو الحساسية المفرطة، فعليك التماس العناية الطبية على الفور.
ويجب كذلك زيارة الطبيب إذا كنت تخطط للسفر إلى بلد تنتشر فيه مسببات الأمراض المنقولة بالدم مثل فيروس زيكا والملاريا.
ويمكن للبعوض أن ينشر بعض الأمراض من شخص لآخر، لكن الطبيب سيكون قادرًا على إرشادك حول تلقي لقاحات أو علاجات وقائية متاحة.