ما العلاقة السحرية بين رقمي 5 و8 ونوم الأطفال الرضّع؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إنه كابوس كل أمّ أو أب: طفل منهك لا يتوقف عن البكاء عندما يحين وقت نومه. أما الأسوأ، أن ينام أخيرًا بين ذراعيك ثم يستيقظ ويعاود البكاء عند وضعه في سريره.
والحل هو زوج سحري من الأرقام، خمسة وثمانية، وفقًا لباحثين يابانيين أجروا تجارب شملت 21 أمًّا يحاولن تهدئة أطفالهن الصغار حتى يناموا.
وإليك كيفية القيام بذلك: امشي بطفلك لمدة خمس دقائق في الحد الأدنى من دون القيام بحركات مفاجئة، بحلول ذلك سيكون هدأ الطفل، أو نام، بحسب ما ذكرته الدراسة. ثم اجلسي واحملي الطفل لمدة 8 دقائق أخرى قبل وضعه بلطف في سريره.
وقالت الدكتورة كومي كورودا، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وقائدة فريق وحدة السلوك الاجتماعي الإندماجي في مركز ريكن (RIKEN) لعلوم الدماغ في سايتاما باليابان، إنّ وضع الرضيع النائم في السرير من دون الجلوس أولاً بهدوء لمدة 8 دقائق كاملة قد يكون محبطًا.
وأفادت كورودا في بيان أنّه "رغم أنّنا لم نتوقّع ذلك، فإن العامل الرئيسي لاستسلام الرضيع للنوم بنجاح يتمثل بالتأخير عن موعد بداية النوم".
وأضافت كورودا: "لقد ربيت أربعة أطفال وأجريت هذه التجارب، لكن رغم ذلك لم أستطع توقع النتائج الرئيسية لهذه الدراسة حتى ظهرت البيانات الإحصائية".
ومن جهتها قالت الدكتورة جينيفر شو، طبيبة الأطفال في أتلانتا، ورئيسة التحرير الطبي لموقع الأبوة والأمومة التابع للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن إرشادات التوقيت قد تكون مفيدة لبعض الأهل ومقدمي الرعاية، لكنها لا تسري بالضرورة على الجميع.
وأوضحت شو، غير المشاركة في الدراسة أنّ "الأطفال يختلفون، وقد لا يستجيب بعضهم لهذا النظام".
وأضافت شو، المشاركة بتأليف كتاب "التوجه إلى المنزل مع مولودك الجديد: من الولادة إلى الواقع"، أنّ على الأهل ومقدمي الرعاية عدم استخدام هذه التقنية بانتظام إذا كان في إمكان الطفل النوم بمفرده.
وقالت شو لـCNN: "يكمن الهدف بالتأكّد من أنّ الطفل ينام جيدًا عبر هذه الأساليب أو غيرها، مع الحرص على تشجيعه للنوم بمفرده في نهاية المطاف، سواء في بداية وقت النوم أو خلال الليل عند الاستيقاظ".
مفتاح بيانات دقات القلب
وعاينت الدراسة المنشورة في مجلة "Current Biology" الثلاثاء، أثر أربعة سلوكيات مهدئة على بكاء الأطفال. طُلب من الأمهات حمل طفلهن أثناء المشي، والمشي مع أطفالهن في عربة أطفال أو "سرير متنقل"، وحمل طفلهن عند الجلوس، وأخيراً وضع طفلهن مباشرة في سريره. وراقب الباحثون دقات قلب الطفل وقاموا بتصوير كل حصة على شريط فيديو لتسجيل الاستجابة وتوقيتها.
ووفقًا للدراسة، فإن الجلوس وحمل طفلك وهو يبكي لا يؤدي إلى أي نتيجة، فقد أظهرت الشاشات أن معدل ضربات قلب الطفل يرتفع، وأنّ هذا السلوك مستمر. وليس مستغربًا عدم نجاح وضع الطفل الباكي مباشرة في سريره أيضًا.
ووجدت الدراسة أنّ الحركة فقط تهدئ الأطفال. وخلال خمس دقائق، توقف جميع الأطفال الذين تحملهم أمهاتهم ويمشين بهم عن البكاء، وتباطأ معدل ضربات القلب، ونام 46٪ من الأطفال. وأشارت الدراسة إلى أنّ 18٪ إضافية من الأطفال ناموا خلال دقائق قليلة أخرى.
ورأى الباحثون نتائج مماثلة عندما دفعت الأمهات أطفالهن في عربات الأطفال، لكن الآثار لم تكن قوية.
أما بالنسبة للجزء الأصعب المرتبط بوضع الأطفال النيام من دون إيقاظهم، فقد أوضحت النتائج أن ثلثي الأطفال في الدراسة استيقظوا فور وضعهم بوضعية الاستلقاء، رغم وضعهم بلطف. ووجدت الدراسة أنّ لمسة السرير على جسم الطفل لم تكن سببًا في استيقاظه، بل أظهرت الشاشات أن استجابة معدل ضربات قلب الطفل ارتفعت عندما انفصل الرضيع لأول مرة عن جسم الأم.
لذلك، رأى الباحثون أنه عندما أُبقِي على الأطفال لمدة ثماني دقائق إضافية، دخلوا في حالة نوم أكثر استقرارًا، فلم تتزايد دقات القلب لدى انفصالهم عن أمهم.
هل من المفيد حمل الطفل؟
ويستجيب الأطفال، على غرار الثدييات الأخرى، لما يُعرف بـ"استجابة النقل"، وهو رد فعل فطري يُلاحظ لدى الفصائل التي يُعتبر أطفالها غير ناضجين عند الولادة بحيث لا يمكنهم المشي أو الاعتناء بأنفسهم.
وتبدو الاستجابة فورية، ما أن تلتقط الأم الطفل وتبدأ بالحركة، فيصبح الطفل أهدأ نسبيًا، ويتباطأ معدل ضربات قلبه، وفقًا لبحث أجرته كورودا وفريقها.
لكنّ يبدو أن البشر غير محظوظين إسوة بأمهات الثدييات الأخرى، ويحتاجون إلى حمل صغارهم لفترة أطول للحصول على الاستجابة ذاتها.
وقالت شو إن "حمل أو هز الطفل بالكامل لوضعه للنوم يخلق روتينًا يتعلم الطفل توقّعه". وتابعت: "عندما يستيقظ الطفل في منتصف الليل في مرحلة النوم الخفيف إسوة بنا، فقد يحتاج إلى معاودة الروتين مرة أخرى".
وبالنسبة للأطفال الذين يبلغون من العمر 4 أشهر وما فوق، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بوضعهم في الفراش عندما يشعرون بالنعاس بدلاً من انتظار نومهم بالكامل.
وأوصت الأكاديمية بأهمية عدم التسرّع عند تهدئة الطفل الذي يزيد عمره عن 3 أشهر لدى استيقاظه، تمامًا مثل البالغين، إذ قد يتقلب الطفل كثيرًا ثم يعود إلى النوم.