هل علامات طفلك متدنية في المدرسة؟ إليك ما يقوله الخبراء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد استمرار الجائحة لثلاث سنوات، لم تأتِ درجات الاختبارات الوطنية للطلاب على قدر آمال المعلمين.. فهل يعني ذلك أن الوقت قد حان لتكثيف تمارين الرياضيات والمفردات؟
ربما لا، يقول الخبراء.
وينظم المركز الوطني لإحصاءات التعليم، المتفرّع من وزارة التعليم الأمريكية، امتحانًا سنويًا لطلاب الصفين الرابع والثامن في مادتي الرياضيات والقراءة، ويُطلق عليه غالبًا "بطاقة تقرير الأمة". وأظهرت نتائج هذا العام أن الطلاب سجّلوا تراجعًا في القراءة، وتراجعًا أكبر في الرياضيات.
وقال دوغ كليمنتس، الأستاذ المتميّز ورئيس قسم تعليم الطفولة المبكرة في جامعة دنفر، إن هذا الانخفاض قد يكون مقلقًا، لكنه غير مفاجئ قياسًا بالاضطراب الكبير الذي شهده القطاع التعليمي خلال العامين الأولين من الجائحة.
وأوضحت جولي ساراما، الأستاذة ورئيسة قسم تقنيات التعليم المبتكرة في جامعة دنفر، أنه "يجب أن يُنظر إلى هذه النتائج كإقرار بما ينجزه المعلمون في الظروف العادية". وأضافت: "اكتشفنا جميعًا مدى أهمية المعلمين".
وأشار كليمنتس، المدير التنفيذي المشارك لمعهد Marsico للتعليم المبكر التابع لجامعة دنفر أيضًا، إلى أن الطلاب الذين تأخروا أكاديميًا الآن لن يبقوا هكذا بالضرورة. ورغم ذلك، فإنّ التحرّك قدمًا يستلزم طاقة وجهدًا من قبل صانعي السياسات، والمعلمين، والطلاب وعائلاتهم.
لكن الدكتورة إليزابيث ألبرو، مفوضة المركز الوطني لأبحاث التعليم، شجعت الأهل على الاسترخاء، قبل شروعهم بطباعة أوراق التمارين الرياضية والعمل عليها مع الطفل، وتذكر أن هذه الاختبارات واسعة النطاق، ولا تعد مؤشرات النجاح الأساسية للمستقبل.
وأضافت ألبرو أنّ "التحدي مع من يتوقعون المستقبل أنهم يشكلون قطعة واحدة من اللغز".
ويشجّع الخبراء الأهل على النظر في كيفية دعم أطفالهم كي ينجحوا في الحياة عوض التركيز فقط على تفاصيل المنهج الدراسي الذي ربما فاته الطالب.
ولفتت ألبرو إلى أن ما يحتاجه طالب الصف الأول لتعويض ما فاته، مختلف عما يحتاجه طالب الصف التاسع، لكن التركيز على هذه الاستراتيجيات، عوض المنهج أو الواجب المنزلي، قد يساعد في إعدادهم للتغلب على عقبات التعلم في أي مرحلة.
نتعلم معا
ورأى كليمنتس أن النمذجة من خلال إدخال التعليم إلى الأسرة، تُعتبر طريقة رائعة لتعليم المهارات التي يحتاجها الأطفال.
وأوصى كليمنتس بضرورة سرد القصص لأطفالك إذ عانوا من مسألة ما وطلبوا المساعدة أو واجهتهم مشكلة لم يعرفوا كيفية حلها. وقد لا تكون هذه المهارات المواد التي يخضع الطالب فيها لاختبار، لكن معرفة كيفية الحصول على الدعم، وتخطي الصعوبات تجعل الطلاب أقوياء، وأكثر جهوزية لإتقان مناهجهم.
ولفتت ألبرو إلى أنّ القراءة مع أطفالك، لا سيّما خلال سنوات الدارسة الأولى، تشكّل دعمًا عالي الجودة.
وأشار كليمنتس إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون (التعليم) صارمًا، حتى يكون فعالًا.
وفي الإطار عينه، رأت إيفون جونسون، الرئيسة المنتخبة لاتحاد الأهل والمعلمين الوطنيين، أنّ مجرد الجلوس مع أطفال صغار في ملابس النوم بهدف قراءة القصص التي يحبونها أو مع الأطفال الأكبر سنًا الذين يرون أسرهم تشارك في الرياضيات والأدب، قد يساعد الطلاب والعائلات على الاستثمار في التعلم.
تشارك الألعاب
وقال كليمنتس إن هناك وقتًا ومكانًا لتمارين جدول الضرب، لكن الجمع بين المتعة والتعلم يشكل مفتاح تنشئة لمتعلمين جيدين.
وتابع أنّ الشعور بالإيجابية تجاه التعلم والاستثمار فيه يمثل نقطة انطلاق مهمة. سواء كان الطالب في الصفين الرابع أو الثامن، مشيرًا إلى ضرورة الاعتماد على الألعاب لبناء مهارات التفكير والثقة في قدرة الأطفال وذاكرتهم العاملة.
وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يمكن أن يعني ذلك ممارسة ألعاب "اتبعني" في السيارة، مثل فكر بالرقم 5، واضربه بـ2، ثم زد عليه 2، واطرح منها 7، ثم قارن الإجابات بين الأطفال.
وأضاف كليمنتس أنه بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، على الأهل طرح المسائل التي يمكن أن يشعروا بالحماس حيالها خلال يومياتهم، وتشجيعهم على النظر في المشاكل حتى يجدون لها حلولًا.
تحقق من صحتهم العقلية
ولفتت جونسون إلى أنّ على الأهل الراغبين بأن يكون أداء أطفالهم جيدًا في المدرسة، جعل رفاهيتهم الكاملة أولوية.
وتابعت أن ذلك يتمثل كالتالي: "الصحة العامة للطفل: تعني أن يأكلوا، ويتمتعوا بعقل سليم، ويشعروا بالأمان، كي يتم تصنيف حالهم بأنها جيدة في المدرسة".
ولفتت ألبرو إلى أنّ الوباء واضطرابات التعليم كانت مرهقة للجميع.
وأضافت: "من نواحٍ عديدة، فإن أبرز ما تعلمناه أنّ التواصل الاجتماعي يعتبر أحد الوظائف الحاسمة التي تلعبها المدرسة حضوريًا".
وأشارت جونسون إلى أنه حتى يعود الطلاب إلى المسار الصحيح في القراءة والرياضيات، يجب أن يستعيدوا إحساسهم بالأمان والتواصل الاجتماعي داخل الحرم التعليمي.
شكّل فريقًا مع أساتذتهم
وقالت ألبرو إنّ إحدى مزايا هذه التقييمات أنّ الأهل ومقدمي الرعاية يمكنهم مساعدة المعلمين على فهم نقاط القوة والضعف لدى أطفالهم الطلاب، ويمكن للعائلات العمل معًا لوضع خطة لتطورهم.
وكلّما كانت العلاقة بين الأسرة والمدرسة أوثق، سيتمكن الكبار من الوصول إلى فهم أكبر لكيفية مساعدة الطلاب. وقالت جونسون إنه إذا كان هناك حوار مفتوح بين الفريقين، فإنه يمكن للعائلات والمعلمين مشاركة ما يرونه أفضل ويرتبط بالرفاه الأكاديمي والعاطفي للطفل بحيث يكون لكل منهما صورة أكمل.
ونصح كليمنتس الأهل بالتوجه إلى المدرسة إن أمكن. وأوصى بالتواصل أو الكتابة للمعلمين للوقوف على رأيهم في كيفية مساعدة الأطفال على التطور.
ولفت إلى أنّ الاستجابة الأولى للمعلمين قد تتمثّل بإرسال ورقة عمل إلى المنزل لأن هذا غالبًا ما يجعل العائلات أكثر ثقة بأن الطفل يتعلم. لكن كليمنتس شجع البالغين على الضغط للحصول على المشورة بشأن مساعدة الأطفال على ممارسة المواد ومهارات التعلم معًا.
وخلص إلى أنه على العائلات "الشعور بالراحة عند إجراء تلك المحادثات مع المعلمين"، مؤكدّا أن "الأمر لا يتعلق حقًا بالعلامات، بل بكيفية تحسين نتائج الطلاب".