الكوليستيرول الجيد لا يتنبأ بصحة القلب خلافًا للاعتقاد السابق

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد لا يكون كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) الذي يُشار إليه غالبًا بأنّه الكوليسترول "الجيد"، مفيدًا بعد اليوم للتنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والحماية منها، على جري الاعتقاد الذي ساد سابقًا، بحسب ما توصّل إليه بحث جديد موّلته المعاهد الوطنية للصحة (NIH).

محتوى إعلاني

وكانت دراسة وُضعت في سبعينيّات القرن الماضي وجدت أنّ المستويات المرتفعة من تركيز كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) ارتبطت بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، واعتُمد هذا الأمر على نطاق واسع، واستُخدم في تقييمات مخاطر الإصابة بأمراض القلب. لكن البحث حينها شمل الأمريكيين من البشرة البيضاء فقط.

 

محتوى إعلاني

حاليًا، وجد البحث المنشور في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب (Journal of the American College of Cardiology) الاثنين، أنّ المستويات المتدنية من كوليسترول HDL ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية بين البالغين من البشرة البيضاء، لكنّ هذا الأمر لم ينسحب على البالغين من البشرة الداكنة. وأيضًا، لم تساهم المستويات المرتفعة من الكوليسترول الجيّد بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المجموعتين.

وأفادت ناتالي بامير، كبيرة مؤلفي الدراسة، وأستاذة الطب بمعهد نايت للقلب والأوعية الدموية في جامعة أوريغون للصحة والعلوم ببورتلاند، في بيان صحفي أنّه "كان من المسلم به أنّ انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد مضر، بغض النظر عن العرق، لكنّ بحثنا اختبر هذه المسلّمات". وتابعت أنّ "هذا يعني أنه مستقبلًا، لن يربّت الطبيب على كتفنا لارتفاع مستويات الكوليسترول الجيّد لدينا". 

واستند الباحثون في الدراسة إلى بيانات آلاف الأشخاص المسجلين في مجموعة أسباب الاختلافات الجغرافية والعرقية في السكتة الدماغية (REGARDS). وكان المشاركون يبلغون من العمر 45 عامًا في الحد الأدنى، عندما التحقوا بالبرنامج بين عامي 2003 و2007. وتمّ تحليل صحتهم على مدى 10 سنوات كمعدّل وسطي.

ورأى الباحثون أنّ المستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) ونسبة "متواضعة" من الدهون الثلاثية تنبأت بخطر الإصابة بأمراض القلب بين البالغين من البشرة البيضاء والسوداء على حد سواء.

لكنهم رأوا أن ثمة حاجة إلى المزيد من العمل لفهم أسباب الاختلافات العرقية، التي تربط الـHDL وخطر الإصابة بأمراض القلب.

وفي الوقت الراهن، فإنّ التقييمات السريرية الحالية لخطر الإصابة بأمراض القلب "قد تخطئ بتصنيف المخاطر لدى البالغين من البشرة الداكنة، الأمر الذي قد يعرقل برامج الوقاية المثلى من أمراض القلب والأوعية الدموية وإدارتها لهذه المجموعة".

وقالت الدكتورة تارا نارولا، المراسلة الطبية لدى CNN، والمديرة المشاركة لبرنامج Lenox Hill Women's Heart، إنّ الدراسة "تسلط الضوء على الحاجة الملحّة لإجراء المزيد من الأبحاث الخاصة بالعرق والإثنية، وأن ما من مقاربة موحّدة تناسب الجميع.. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد هذا البحث الحاجة المستمرة للتثقيف بأن المستويات العالية من HDL ليست مجانية، ويجب التركيز على التحكم بـLDL المرتفع وغيره من العلامات المعروفة التي تسبب زيادة بمخاطر القلب والأوعية الدموية".

نشر
محتوى إعلاني