دراسة: الإصابة بحالة ما قبل السكري في سن مبكرة تجعلك أكثر عرضة للخرف لاحقًا في حياتك

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ الأشخاص الذين يصابون بحالة ما قبل السكري عندما يكونون أصغر سنًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف لاحقًا في حياتهم.

محتوى إعلاني

وتتجسّد حالة ما قبل السكري عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المستوى الأمثل، ولكن غير عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري طبيًا.

محتوى إعلاني

ولسوء الحظ، يعاني ملايين الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا من حالة ما قبل السكري، ولا يدرك الكثير منهم ذلك.

وفي بيانٍ صحفي، قالت أستاذة علم الأوبئة، إليزابيث سيلفين، وطالبة الدكتوراه، جياكي هو، وهما مؤلفا الدّراسة: "ترتبط حالة ما قبل السكري بخطر الإصابة بالخرف، ولكن يُفسّر تطور مرض السكري هذا الخطر".

ويعمل كلاهما في كلية "جونز هوبكنز بلومبرغ" للصحة العامة في بالتيمور.

وحلّلت الدّراسة المنشورة، الأربعاء، في مجلة "Diabetologia" بيانات من دراسة تُدعى "مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات" (Atherosclerosis Risk in Communities)، كما أنّها شملت أفرادًا تراوحت أعمارهم بين 45 و64 عامًا من أربع مقاطعات أمريكية.

ووجدت الدراسة أن المشاركين الذين أُصيبوا بداء السكري من النوع الثاني قبل الـ 60 من العمر أصبحوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف بـ 3 مرّات في وقتٍ لاحق من حياتهم، وذلك مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالسكري من النوع الثاني قبل الـ 60.

وإذا تطوّرت حالة ما قبل السكري لتتحوّل إلى داء السكري من النوع الثاني بين عمر الـ 60 إلى الـ 69، فإن الخطر ينخفض، ولكن ببضع نقاط فقط.

وأكّد الباحث في مجال مرض الزهايمر، والمتخصص في طب الأعصاب الوقائي في معهد الأمراض العصبية التنكسية بفلوريدا، الدكتور ريتشارد إيزاكسون، أنّ النتائج لم تكن مُفاجِئة.

وقال إيزاكسون في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "هذا ما كنت أصرخ به بأعلى صوتي لأكثر من عقد".

وأضاف: "إذا دفعت هذه الدراسة الأشخاص لاتخاذ إجراءات فعلية عند تقديم تشخيص لشخص يكاد أن يُصاب بالسكري، أو مصاب بحالة ما قبل السكري، فسيؤدي ذلك إلى تحسين نتائج صحة الدماغ بالتأكيد".

حالة ما قبل السكري.. ما هي؟

يعاني أكثر من 1 من كل 3 بالغين أمريكيين من حالة ما قبل السكري، ولا يدرك 80% منهم ذلك، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).

وتتراوح أعمار حوالي ثلث هؤلاء الأفراد بين الـ 18 والـ 44، وهم يُعتبرون أصغر من أن يُصابوا باضطرابٍ يُعرّضهم لخطر شديد للإصابة بمرض السكري من النّوع الثاني، ومشاكل كبيرة في القلب، والأوعية الدموية، والخرف الوعائي مع تقدّمهم في السن.

وتُقدر مراكز مكافحة الأمراض معاناة حوالي 5.8 مليون شخص في الولايات المتحدة من مرض الزهايمر والخرف المرتبط به.

ووجد تحليل إحصائي من عام 2013 أنّ داء السكري من النوع الثاني مرتبط بزيادة تبلغ 60% في خطر الإصابة بالخرف بمختلف أسبابه.

وبالإضافة إلى ذلك، يواجه المصابون بالخرف وداء السكري من النوع الثاني خطر الوفاة المبكرة بشكلٍ متزايد.

وفي حين أنّ الصلة الدقيقة بين مرض السكري والخرف غير معروفة، هناك العديد من النظريات المحتملة، بحسب الأبحاث.

وبحسب جمعية مرض الزهايمر، "يزيد مرض السكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية المؤذية للقلب والأوعية الدموية. وقد تساهم الأوعية الدموية التالفة في الدماغ بالتدهور المعرفي".

كما يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم للالتهابات، ما قد يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، وفقًا لما ذكرته للجمعية.

عوامل خطر الإصابة بمرحلة ما قبل السكري

تُعرف حالة ما قبل السكري بكونها "مفترسة صامتة"، فهي تتطور وتتقدم دون أي أعراض واضحة.

ولكن هناك عوامل خطر ترتبط بها.

ويكون الشخص عرضة للإصابة بمرحلة ما قبل السكري إذا كان وزنه زائدًا، أو عند تجاوز عمره 44 عامًا، أو بحال ممارسة الرياضة أقل من 3 مرات في الأسبوع، أو كان أحد والديه أو أشقائه مصابًا بداء السكري من النوع الثاني، بحسب مراكز مكافحة الأمراض.

وبالنسبة للنساء، تتضمن تلك العوامل الإصابة بمرض السكري أثناء الحمل، أو إنجاب طفل يزيد وزنه عن 4 كيلوغرامات.

وتوصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة جميع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 70 عامًا، والذين يُعتبرون من ذوي الوزن الزائد (أو الذين يعانون من السمنة)، بالخضوع لفحص للكشف عن مرحلة ما قبل السكري، أو مرض السكري.

وإذا كانت مستويات السكر في الدم مصدرًا للقلق، فمن شأن تقليل الوزن، وممارسة الرياضة، والالتزام بنظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة المصنعة، والمعالجة تقليل المخاطر.

نشر
محتوى إعلاني