بحث جديد يكشف إقبال الأطفال والمراهقين على جراحة إنقاص الوزن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف بحث جديد أن ملايين الأطفال والمراهقين يعانون من السمنة في الولايات المتحدة، وأن جراحة إنقاص الوزن أصبحت وسيلة أكثر شيوعًا لعلاجها.
وارتفع عدد جراحات علاج السمنة التي يخضع لها الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا، منذ عام 2016، وفقًا للبيانات المنشورة الثلاثاء في المجلة الطبية "JAMA Pediatrics".
وبقي هذا الاتجاه سائدا خلال العامين الأولين من جائحة "كوفيد-19"، حتى مع انخفاض عدد جراحات إنقاص الوزن بين البالغين.
وبين عامي 2020 و2021، ارتفع عدد جراحات إنقاص الوزن بين الأطفال والمراهقين بنسبة 19%.
وتُعد السمنة لدى الأطفال بمثابة أزمة خطيرة في الولايات المتحدة، وفقًا لما أوضحته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إذ تصيب حوالي 1 من كل 5 أطفال ومراهقين، أي نحو 15 مليونًا تتراوح أعمارهم بين عامين و19 عاما.
كما أن السمنة المفرطة، والتي تحدث عندما يكون مؤشر كتلة الجسم للفرد أعلى بنسبة 20% على الأقل مما يُعتبر سمينًا، أصبحت سائدة بشكل خاص.
وتشمل جراحات علاج السمنة إجراء تغييرات على مسار المعدة أو تغيير الجهاز الهضمي بطرق تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر المغذية.
ويمكن أن تحدُّ بعض الإجراءات من مقدار ما يمكنك تناوله من طعام، حيث قد يشعر الشخص بجوع أقل وشبع أكثر.
وتاريخيا، كانت جراحات إنقاص الوزن هذه غير مستغلة بالقدر الكافي بسبب العوائق التي تحول دون الوصول إليها، بما في ذلك معدلات الإحالة المنخفضة من قبل أطباء الأطفال وضعف التغطية التأمينية، وفقًا لما ذكره مؤلفو البحث الجديد.
ولكن في وقت سابق من هذا العام، نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إرشادات جديدة لعلاج السمنة، في أول تحديث لها منذ 15 عامًا.
وتحث الإرشادات الجديدة على الاستخدام الفوري للعلاج السلوكي وتغيير نمط الحياة، وللمرة الأولى، توصي بالجراحة والأدوية لبعض الشباب.
وجاء في التحديث أن المراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة على وجه الخصوص يجب تقييمهم للخضوع للجراحة.
ومن جهتها، قالت سارة المسيا، الأستاذة وباحثة السمنة لدى الأطفال في جامعة "UTHealth Houston" للصحة العامة والمؤلفة المشاركة للبحث الجديد: "تُظهر لنا هذه البيانات أن المراهقين وعائلاتهم لديهم اهتمام بالفعل بإجراء الجراحة كخيار علاجي إذا تم منحهم إمكانية الوصول".
وأوضحت المسيا: "تُظهر العديد من الدراسات أن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تتلاحق بقوة من الطفولة إلى مرحلة البلوغ"، والجراحة تُعد خيارا علاجيا آمنا وفعالا يسمح للمراهقين بالنمو بشكل أكثر صحة.
وتُعتبر السمنة في مرحلة الطفولة أكثر انتشارًا بين مجموعات سكانية معينة، بما في ذلك الأطفال من ذوي البشرة السمراء والشباب من ذوي الأصول الإسبانية، وفقًا لما أشارت إليه المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتُظهر البيانات الجديدة أن جراحة إنقاص الوزن زادت بأكثر من ضعف المتوسط بين هؤلاء السكان، أي بزيادة 42% بين الأطفال من ذوي البشرة السمراء و53% بين الأطفال من ذوي الأصول الإسبانية، بين عامي 2020 و2021.