هل يجب على الأهل مشاركة صور أطفالهم على الإنترنت أو الامتناع عن ذلك؟

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: STEFANI REYNOLDS/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما شارك مارك زوكربيرغ صورة على تطبيق "إنستغرام" لعائلته في 4 يوليو/ تموز، لفت النظر  إلى أمرين: المدير التنفيذي الملياردير يرتدي قبعة رعاة البقر المخططة التذكارية، ويخفي وجهي طفلتيه برمزين تعبيريين سعيدين.

محتوى إعلاني

وسرعان ما انهالت الانتقادات على منشور زوكربيرغ من قبل بعض من رأوا في قراره إخفاء الوجه انعكاسًا لمخاوفه المتعلقة بخصوصية مشاركة صور أطفاله على الإنترنت، رغم إنشائه منصات ضخمة تسمح لملايين من الأهل بفعل ذلك تحديدًا.

محتوى إعلاني

لكن هذا الخيار سلّط الضوء أيضًا على اتجاه أوسع بين بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما بين الشخصيات البارزة، يتمثّل بأن يكونوا أكثر حذراً لدى مشاركتهم الصور التي يمكن التعرف من خلالها إلى أطفالهم عبر الإنترنت.

صورة تجمع مارك زوكربيرغ وعائلته التقطت في 4 يوليو/ تموز 2023. Credit: From zuck/Instagram

ولعدة سنوات، كان المشاهير أمثال كريستين بيل، وجيجي حديد، وكريس برات، وأورلاندو بلوم، يعمدون إلى تمويه الصور أو يستخدمون الرموز التعبيرية في خطوة منهم لحماية خصوصية أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وحتى زوكربيرغ نشر في وقت سابق صورة لابنتيه من الخلف وأخرى جانبية عوض إظهار وجهيهما كاملًا.

لكن من النادر أن يتخذ المستخدمون العاديون مقاربة مشابهة، وربما يفترض بهم ذلك.

وقالت ألكسندرا هاملت، اختصاصية نفسية في مدينة نيويورك الأمريكية، وتتابع عن كثب أثر وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين الشباب، إنّه "من خلال تقديمه نموذج لنا عن حرصه على عدم مشاركة موقع عائلته أو هويات أطفاله، ربما يحاول إيصال رسالة مفادها بأن مسؤولية حماية أنفسهم على الانترنت تقع على عاتق المستخدمين النهائيين".

ولم ترد ميتا على طلب CNN للتعليق.

وهناك القليل من الأمور التي تُعد محورية في تجربة الأهل مثل عرض صور عديدة، وربما محرجة، للأطفال أمام مطلق شخص قد تستوقفه حتى يتمعن بها. لكن على مرّ السنين، أثار عدد متزايد من الأهل والخبراء مخاوف بشأن مخاطر مشاركة هذه الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، لإمكانية تعرض الأطفال لسرقة الهوية وتقنية التعرف على الوجه، بالإضافة إلى إنشاء سجل إنترنت يمكن أن يلحق به حتى حين يبلغ سن الرشد.

ويختار بعض الأهل إما تقييد مقدار ما يشاركونه من معلومات عن أطفالهم، أو حصر المشاركة بعدد منصات عامة أقل. فيما يتبنى آخرون المزيد من الحيل الذكية مثل إخفاء وجوه أطفالهم.

وأوضحت ليا بلونكيت، مؤلفة كتاب "Sharenthood"، أنّ حجب وجه الطفل يرمز إلى أنك تمنحه الحق بالتحكم في روايته الخاصة.

وأضافت أنه "في كل مرة تنشر فيها مواضيع تتناول أطفالك، فإنك تبتعد عن السماح لهم برواية قصصهم الخاصة حول من هم وماذا يطمحون لتحقيقه". وتابعت: "نشأنا على ارتكاب أكثر من بضعة أخطاء وتمكنا من النمو بشكل أفضل بعدما ارتكبناها. إذا فقدنا خصوصية المراهقين والأطفال للعب والاستكشاف والعيش من خلال التجربة والخطأ، فسنحرمهم من القدرة على تطوير القصص وروايتها وفق شروطهم الخاصة".

ورأى البعض أنّ زوكربيرغ لم يحجب وجه ابنته الرضيعة، ما قد يشي ربما بقلق أدنى لجهة المخاطر التي سيتعرّض لها وجه الطفل مقارنة بالطفل الصغير. ومع ذلك، لفتت بلونكيت إلى أنّ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها لتتبع تغيرات الوجه بمرور الوقت وقد تظل قادرة لاحقًا على ربط أي طفل، حتى الرضيع، بصورة له عندما يكبر.

وتعتقد بلونكيت أنه بإمكان شركات وسائل التواصل الاجتماعي فعل المزيد، مثل تقديم إعداد ضبط يخفي وجوه الأطفال تلقائيًا، أو يمنع استخدام أي صورة مع طفل لأغراض التسويق أو الإعلان.

ومع ذلك، يقع هذا العبء راهنًا على عاتق الأهل للحد من مشاركة صور أطفالهم عبر الإنترنت أو الامتناع عن نشرها.

وخلصت إلى أن الأمر "لا يقتصر على الأهل فقط، بل يشمل الأجداد، والمدربين، والمعلمين وغيرهم من البالغين الموثوق بهم أيضًا لإبعاد الأطفال عن الصور ومقاطع الفيديو حماية لخصوصيتهم، وسلامتهم، وفرصهم المستقبلية والحالية، وقدرتهم على اكتشاف قصتهم الخاصة عن أنفسهم".

نشر
محتوى إعلاني