تلسكوب "إقليدس"سيفكّك شيفرة ألغاز الكون.. إليكم أولى الصور التجريبية التي التقطها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- التقط تلسكوب "إقليدس" الفضائي، المُصمَّم لدراسة بعض أكبر ألغاز الكون، صوره الأولى للفضاء.
والتقطت أداتي المركبة الفضائيّة (كاميرا ضوء مرئي وكاميرا/مطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة) الصّور التجريبيّة الأوليّة، كاشفتين عن مشاهد متلألئة للسماء تغصّ بالنّجوم، ما يثبت أن كل شيء على متن المركبة في حالة ممتازة.
وأكّد جوزيبي راكا، مدير مشروع "إقليدس" في وكالة الفضاء الأوروبيّة، في بيان: "بعد أكثر من 11 عامًا على تصميم وتطوير إقليدس، تُعد رؤية هذه الصور الأولية (حدثًا) مشوّقًا وعاطفيًا".
وأضاف راكا: "في النهاية، سيراقب إقليدس المدروس بالكامل مليارات المجرّات لإنشاء أكبر خريطة ثلاثيّة البعد للسّماء على الإطلاق".
ومنذ إطلاقه في الأول من يوليو/تموز، قضى "إقليدس"، وهو أحدث مرصد تابع لوكالة الفضاء الأوروبيّة، الشّهر الماضي في السفر إلى نقطته المداريّة الواقعة على بُعد 1.5 مليون كيلومتر من الكرة الأرضيّة.
وشجّعت الصور الأولية للتلسكوب العلماء بالفعل بفضل قدراته التي أثبتت أنّها قد تفوق التوقعات.
كاميرات واسعة النطاق وبالأشعة تحت الحمراء
ومن المقرّر أن يقضي تلسكوب "إقليدس" الشّهرين المقبلين في اختبار ومعايرة أدواته قبل مسح ثلث السماء تقريبًا على مدى الأعوام الـ6 المقبلة.
وستلتقط أداة التلسكوب المرئية (VIS) صورًا لمليارات المجرّات.
ويمكن للمنظور العريض للتلسكوب تسجيل البيانات الخاصة جزء من السماء، كونه يتمتّع بقدرة تفوق بمئة مرّة ما يمكن أن تلتقطه كاميرا تلسكوب "جيمس ويب".
وستكون جودة صورة التلسكوب أكثر وضوحًا بـ4 مرّات في الحد الأدنى من تلك الخاصة بمسوحات السماء التي تُجرى من الأرض.
وفي الوقت عينه، ستلتقط أداة "NISP" صورًا للمجرّات بالأشعة تحت الحمراء، مع رصدها القياسات المُحدِّدة لبُعد كل مجرّة.
دراسة المادّة المظلمة الخفيّة
ويكمن الهدف الأساسي لتلسكوب "إقليدس" في مراقبة الألغاز الكونيّة للفضاء، ضمنًا المادّة المظلمة، والطاقة المظلمة.
ورُغم عدم رصد المادّة المظلمة قط، يُعتقد أنّها تُشكّل 85% على الأقل من إجمالي المادّة في الكون.
ويُعتقد أنّ الطاقة المظلمة عبارة عن قوّة غامضة تلعب دورًا في تسارع تمدّد الكون.
وفي عشرينيّات القرن الماضي، اكتشف عالما الفلك جورج لوميتر وإدوين هابل أنّ الكون آخذ بالتمدّد منذ نشأته قبل 13.8 مليار عام.
ولكن الأبحاث التي بدأت في التسعينيّات أظهرت أنّ شيئًا ما تسبّب بتسارع توسّع الكون منذ 6 مليارات عام تقريبًا، ولا يزال السّبب يشكّل لغزًا.
ويمكن أن يساعد الكشف عن الطبيعة الحقيقية للطاقة المظلمة والمادّة المظلمة علماء الفلك على فهم ما يتكوّن منه الكون، وكيفيّة تغيّر توسّعه بمرور الوقت، وما إذا كان هناك المزيد لفهمه بشأن الجاذبية.
وصُمِّم "إقليدس" لإنشاء أكبر وأدق خريطة ثلاثيّة البعد للكون.
وسُمّي التلسكوب تيمنًا بعالِم الرياضيات اليوناني، إقليدس الإسكندري، الذي يُعتبر أب الهندسة.