"الكوكب الأحمر" يدور بسرعة أكبر.. هذا ما كشفته وكالة "ناسا" الفضائية أخيرًا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يدور كوكب المريخ بسرعة أكبر ممّا كان عليه سابقًا، وفق البيانات التي جمعها مسبار "InSight" التّابع لوكالة "ناسا" الفضائيّة على الكوكب الأحمر.
كان مسبار "InSight" المتقاعد الآن مجهزًا بمجموعة من الأدوات، ضمنًا الهوائيّات، وجهاز إرسال واستقبال لاسلكي يُدعى "RISE".
استُخدِمت الأدوات لتتبّع دوران المريخ خلال أول 900 يوم للمهمة على الكوكب.
وتوصّل علماء الفلك إلى أنّ دوران الكوكب يتزايد بنحو 4 ثوانٍ قوسيّة في السنة²، ما يعني أنّه يُقصِّر مدّة يوم على كوكب المريخ بجزء من ميللي ثانية في السنة.
ويُعد يوم واحد على كوكب المريخ أطول من يومٍ على الأرض بـ40 دقيقة.
ويبدو أنّ زيادة سرعة دوران الكوكب هامشية للغاية، والباحثون ليسوا متأكدين تمامًا من سبب ذلك.
ومع ذلك، يعتقدون أنّ السبب قد يكون مردّه إلى تراكم الجليد في قطبي المريخ، أو ظهور كتل اليابسة بعد تغطيتها بالجليد.
وعندما تتغيّر كتلة كوكب بهذه الطريقة، يمكن أن يتسبّب ذلك بتسارع دوران الكوكب.
وأُبلِغت النتائج المستندة إلى تحليلٍ لبيانات "InSight"، في دراسة نُشرت في مجلة "Nature" في يونيو/حزيران.
وتمّت مشاركة النتائج قبل انتهاء البعثة وتقاعدها.
وبداية، كان مفترض أن تستمر مهمة "InSight"، وهي أول مهمة تدرس الجزء الداخلي من المريخ، بعد حوالي عامين من هبوطها في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018.
ولكن مدّدت "ناسا" المهمة لعامين آخرين.
واستخدم العلماء شبكة الفضاء العميق، وهي هوائيات ضخمة موضوعة في 3 نقاط استراتيجيّة على الأرض تنقل المعلومات من المهمات الفضائيّة، لإرسال إشارات إلى جهاز "InSight" بالمسبار التي تعكس بعد ذلك الإشارة إلى الأرض.
وساعدت الإشارات المنقولة الباحثين على تتبّع التغيرات الصغيرة في التردّد الناتجة عن تحوّل "دوبلر"، وهو ما يتسبّب بتغيير حدّة صفارات الإنذار اعتمادًا على بُعدها.
وارتبط تغيّر التردّد بدوران الكوكب.
وأفاد سيباستيان لو ميتر، كبير مؤلّفي الدراسة، والمدقّق الرئيسي لجهاز "RISE" في المرصد الملكي البلجيكي، في بيان: "ما نبحث عنه عبارة عن اختلافات لا تتجاوز بضع عشرات من السنتيمترات على مدار عام مريخي واحد".
كما أنّه أضاف: "يستغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا، وتراكم الكثير من البيانات قبل أن نتمكّن حتّى من رؤية هذه الاختلافات".
ومع أنّ مسبار "InSight" لم يعد يعمل، إلا أنّ كنزه من البيانات التي جُمِعت خلال أعوامه الأربعة على سطح المريخ غيّر طريقة فهم العلماء للكوكب الأحمر. وكانت هذه المهمة الأولى التي كشفت عن بعض أسرار باطن المريخ، وسيحلّل العلماء بياناتها لعقود تالية.