دراسة: عادات "عشاق الليل" السيئة قد تتسبب بمرض السكري من النوع 2

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصلت دراسة جديدة إلى أنّ الأشخاص الذين يميلون للسهر هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى عدد من عادات نمط الحياة غير الصحية.

محتوى إعلاني

وقالت المؤلفة الرئيسية سينا ​​كيانرسي، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في مستشفى بريغهام للنساء وكلية هارفارد للطب في بوسطن: "عندما نظرنا إلى العلاقة بين النمط الزمني ومرض السكري، وجدنا أنّ الأشخاص الذين يحبون البقاء مستيقظين ليلًا لديهم خطر متزايد للإصابة بمرض السكري بنسبة 72٪ خلال السنوات الثماني من دراستنا".

محتوى إعلاني

ووجد الباحثون أيضًا روابط قوية بين نمط النوم "في وقت متأخر من الليل والاستيقاظ" وبعض السلوكيات غير الصحية، وكلها عوامل معروفة تساهم في الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني.

وأوضحت كيانرسي أنّ "الأشخاص الليليين هم أكثر عرضة بالمجمل لتناول نظام غذائي سيئ، وأقل نشاطًا بدنيًا، ويستهلكون كميات أكبر من الكحول، ولديهم مؤشر كتلة جسم غير صحي، ويدخنون وينامون أقل أو أكثر من سبعة إلى تسع ساعات الموصى بها كل ليلة".

وعندما أسقطت كيانرسي وفريقها العادات غير الصحية من البيانات، انخفض خطر إصابة محبي الليل بمرض السكري من النوع الثاني إلى 19% مقارنة بالأشخاص الذين ينامون باكرًا، أو الأشخاص الذين يحبون الاستيقاظ والذهاب إلى الفراش باكرًا.

وبالنسبة للدكتور بهانو براكاش كولا، أخصائي طب النوم بمركز طب النوم لدى "Mayo Clinic" في روتشستر، بولاية مينيسوتا الأمريكية، وغير المشارك في الدراسة، أنّه "حتى بعد أخذ جميع عوامل نمط الحياة بالاعتبار، هناك زيادة طفيفة في خطر الإصابة بمرض السكري، ما يشير إلى أنه قد يكون هناك بعض الاستعداد الوراثي لكل من مرضى السكري والأشخاص الليليين أو عوامل أخرى محتملة لم يتم أخذها بالاعتبار".

وقال كولا في حديث مع CNN إن "الوجهة الرئيسية هي أن الأشخاص الذين لديهم تفضيلًا واضحًا للسهر يجب أن يكونوا على دراية بهذه المخاطر، وأن يخففوا من تعاطيهم الكحول، ويتوقفوا عن التدخين، ويزيدوا من النشاط البدني ويحصلوا على مزيد من النوم، ويديروا بعض هذه المخاطر بأفضل ما يمكنهم".

ما هو النمط الزمني لنومك؟

كل شخص لديه ساعة داخلية للجسم على مدار 24 ساعة، أو إيقاع الساعة البيولوجية، الذي ينظم إطلاق هرمون الميلاتونين لتعزيز النوم. ويُعتقد أن أنماط النوم الشخصية موروثة، لكن يمكن تغييرها بجهد قليل.

إذا كنت كائنًا صباحيًا بالفطرة، فإن إيقاع الساعة البيولوجية الخاص بك يُطلق الميلاتونين في وقت أبكر بكثير من المعتاد، ما ينشّطك كي تتمتع بالنشاط صباحًا. وللكائن المسائي، تفرز ساعة الجسم الداخلية الميلاتونين في وقت متأخر جدًا، ما يجعل الصباح الباكر بطيئًا وتصل ذروة النشاط واليقظة إلى وقت لاحق من بعد الظهر والمساء.

لكن هذا ليس كل شيء، إذ أن كل خلية في الجسم لها إيقاعها اليومي الخاص بها، ومن بينها الشعور بالجوع، وإفراغ أمعائك، والشعور بالنشاط الكافي لممارسة الرياضة، ومدى كفاءة عمل جهازك المناعي. وعندما يعطل النوم تلك الإيقاعات، يصبح الجسم غير متناغم.

وأوضحت كيانرسي أنه " بسبب السهر، يمكن أن يتغير إفراز الهرمونات، وتنظيم درجة حرارة الجسم، والتمثيل الغذائي بطريقة سلبية". وشرحت: "نحن نحصل على نوع من تأثير الدومينو، الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة".

وبحسب الخبراء، يميل الأشخاص الذين يستفيقون باكرا  إلى الأداء بشكل أفضل في المدرسة، ويتحلون بنشاط أكبر طوال اليوم، وهو ما قد يفسر جزئيا لماذا وجدت الدراسات أن لديهم خطرًا أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

مطابقة جدولك الزمني مع نومك

أما الدراسة، التي نُشرت في مجلة حوليات الطب الباطني الاثنين، فقد تابعت قرابة 64 ألف ممرضة مشاركة في دراسة صحة الممرضات الثانية، وهي واحدة من أكبر التحقيقات في عوامل الخطر للأمراض المزمنة الرئيسية لدى النساء.

وجمعت الدراسة بيانات بين عامي 2009 و2017، من بينها النمط الزمني المبلغ عنه ذاتيًا، وجودة النظام الغذائي، والوزن، ومؤشر كتلة الجسم، وتوقيت النوم، وسلوكيات التدخين، وتعاطي الكحول، والنشاط البدني، والتاريخ العائلي لمرض السكري. ثم تم ربط هذه البيانات بالسجلات الطبية لتحديد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض السكري.

وبينما وجد الباحثون ارتباطات كبيرة بين الإصابة بمرض السكري لدى الأشخاص الذين يسهرون في الليل ويعملون في النهار، إلا أنهم لم يجدوا ارتباطًا بين الأشخاص الذين يذهبون إلى العمل في وقت لاحق من النهار أو يعملون في نوبات ليلية.

وأفاد المؤلف المشارك في الدراسة تياني هوانغ، الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة هارفارد وأخصائي الأوبئة المساعد بالطب في مستشفى بريغهام والنساء، في بيان: "عندما لم يكن النمط الزمني متطابقًا مع ساعات العمل، شهدنا زيادة بخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني"، مضيفًا: "لقد كان هذا اكتشافًا آخر مثيرًا للاهتمام يشير إلى أن جدولة العمل الأكثر تخصيصًا يمكن أن تكون مفيدة".

نشر
محتوى إعلاني