دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خلال كورونا

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة أنّ عدد النساء بين عمر 40 و64 عامًا، واللواتي دخلن المستشفى بسبب تعاطي الكحول، تضاعف تقريبًا خلال جائحة فيروس كورونا.

وأفاد المؤلف الأول للدراسة، وأستاذ الطب المساعد بكلية جامعة "بيتسبيرغ"، الدكتور براينت شوي، أنّه خلال الأشهر العشرة بين أبريل/نيسان من عام 2020، وسبتمبر/أيلول من عام 2021، ازدادت المضاعفات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالكحول بنسبة 33% إلى 56% بين النساء في منتصف العمر مقارنةً بفترات ما قبل جائحة كورونا.

محتوى إعلاني

وقال شوي: "لقد ازداد مستوى شرب الكحول في العِقد الماضي بين النساء، خاصةً أثناء الجائحة، مقارنةً بالرجال".

وأظهرت الأبحاث أنّ معدل النساء بين عمر 35 و50 سنة، واللواتي يستهلكن 5 مشروبات أو أكثر على التوالي، ارتفع بمقدار ضعف معدل الرجال خلال العِقد الماضي.

وأكّد أخصائي الإدمان، والأستاذ المشارك في طب الأطفال بمستشفى "ماس جنرال" للأطفال، وكلية الطب بجامعة "هارفارد"، الدكتور سكوت هادلاند، أنّ "الدراسة أُجريت بشكلٍ جيد للغاية".

وأضاف هادلاند الذي لم يشارك في الدراسة: "فوجِئت برؤية أنّ معدلات المضاعفات المرتبطة بالكحول، والتي عادةً ما تستغرق أعوامًا لتتراكم، زادت فجأة وبسرعة كبيرة في أعقاب كوفيد-19".

مضاعفات خطيرة

وحلّلت الدراسة، التي نُشِرت في مجلة "JAMA Health Forum"، قاعدة بيانات التأمين الصحي للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق لتحديد عدد زيارات غرف الطوارئ والاستشفاء نتيجة تعاطي الكحول أثناء الجائحة.

ومن بين التشخيصات المسجلة، كانت نسبة ما بين 54% و66% من الزيارات بسبب مضاعفات أمراض الكبد المرتبطة بالكحول، مثل تليف الكبد.

وشكلت اضطرابات انسحاب الكحول واضطرابات المزاج المرتبطة بالكحول السبب وراء نسبة تتراوح بين  29% و39% من الزيارات.

وأوضح شوي: "يمكن للانسحاب أن يكون مميتًا. وبالنسبة للأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة يوميًا، يمكن أن يؤدي الانسحاب إلى ما يُشار إليه بهذيان انسحاب الكحول، والذي قد يسبب النوبات وحتّى السكتات القلبية".

وأضاف: "فيما يتعلق باضطرابات المزاج، نعلم أنّ شرب الكحول يزيد من خطر الانتحار. وإذا كان شخص ما يعاني من الذهان المرتبط بالكحول، أو حتى نوبة هوس، فتلك حالات شديدة الخطورة وتتطلب تقييمًا طبيًا عاجلاً".

وكانت نسبة أقل بكثير من حالات الاستشفاء المرتبطة بالكحول، وبلغت بين 3% و5%، ناجمة عن اعتلال عضلة القلب، أو اضطراب ضربات القلب، في حين كانت نسبة تتراوح بين 1% و3% من الحالات نتيجة نزيف المعدة بسبب سوء استخدام الكحول، وفقًا لما ذكرته الدراسة.

وأفاد الدكتور إبراهيم كاراي، وهو أستاذ مساعد بالصحة السكانية في جامعة "هوفسترا" بمدينة نيويورك الأمريكية، ولم يشارك في الدراسة الجديدة أنّه في حين أنّ الدراسة لم تتمكن من تحديد السبب والنتيجة، إلا أنّ إحدى تفسيرات هذه الزيادة قد تكون بسبب معاناة النساء بالفعل من مشاكل مع الكحول قبل الجائحة.

وأضاف كاراي، الذي نشر دراسة عن الوفيات وشرب الكحول في عام 2023 أن "الجائحة كانت بمثابة نقطة تحول، ما أدى إلى تفاقم حالتهن".

وأشار شوي إلى أنّ أحد أسباب هذا التدهور قد يكون ناجمًا عن انعدام الوصول إلى الرعاية الصحية أثناء الجائحة.

كما أكّد هادلاند أنّ النساء أكثر عرضة للتأثيرات السيئة للكحول لعدد من الأسباب، إذ يُنتج الجسم لديهن كميات أقل من نازعات الهيدروجين (dehydrogenases)، وهي إنزيمات ضرورية لتفكيك الكحول. 

ويحتوي جسم النساء على دهون أكثر، وكمية ماء أقل مقارنةً بأجسام الرجال.

وشرح هادلاند: "نظرًا لأن الكحول تذوب في الماء بالجسم، فهي تصبح أكثر تركيزًا عند النساء".

ويُعد خطر التعرض لتلف الكبد وتليف الكبد بسبب سوء استخدام الكحول أعلى لدى النساء مقارنةً بالرجال، ويمكن لأمراض القلب الظهور عند مستويات منخفضة من الاستهلاك، وعلى مدى سنوات أقل من شرب الكحول مقارنةً بالرجال، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).

وعلاوةً على ذلك، أشارت المراكز الأمركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إلى تطور التدهور المعرفي وانكماش الدماغ نتيجة تناول الكحول بسرعة أكبر لدى النساء مقارنةً بالرجال.

وهناك اختلاف رئيسي آخر بين الجنسين، إذ يرتبط شرب الكحول أيضًا بسرطان الثدي لدى النساء، حتّى عند مستويات الاستهلاك المنخفضة.

نشر
محتوى إعلاني