دراسة: هل تحفيز العصب تحت اللسان لعلاج انقطاع النفس الانسدادي يلائم الجميع؟

نشر
9 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصلت دراسة جديدة إلى أن الغرسة المستخدمة لعلاج انقطاع التنفس الانسدادي - وهو مرض خطير أثناء النوم يتوقف فيه التنفس لمدة تتراوح بين 10 ثوانٍ إلى دقيقتين عدة مرات في الساعة كل ليلة - تعمل بشكل أفضل لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ولكن لا يعانون من السمنة المفرطة.

وبهدف أن تكون مؤهّلًا لوضع هذا الجهاز المعروف بمحفّز العصب تحت اللسان، يجب على الشخص الذي يفوق عمره الـ18 عامًا، وشُخّصت إصابته بانقطاع التنفّس الانسدادي أثناء النوم بدرجة تتراوح بين متوسطة وشديدة، ألا يكون قادرًا على التكيّف أو رفض ارتداء جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP)، وهو العلاج المعياري الذهبي. لانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.

محتوى إعلاني

وقال الدكتور إريك لاندسنيس، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب وطب النوم بكلية الطب في جامعة واشنطن بسانت لويس، إن الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة JAMA لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة، الخميس، نظرت في مؤشر كتلة الجسم لدى 76 مريضًا تلقوا عملية الزرع.

لكن، أشار لاندسنيس إلى أنه "بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 32، قد يكون الجهاز غير ناجح بنسبة تصل إلى 75% من الحالات". وتابع: "كل وحدة زيادة في مؤشر كتلة الجسم تتجاوز 32، خفّضت احتمالات نجاح العلاج بنسبة 17٪ تقريبًا". 

وكما هو محدد حاليًا، فإنّ مؤشّر كتلة الجسم الذي يتراوح بين 18.5 و24.9 يعني وزن صحي، وبين 25 و29.5 يعني وزن زائد، وبين 30 و34.9 يعني سمنة مفرطة، وبين 35 و39.5 يعني سمنة من الدرجة الثانية، وأي شيء يزيد عن 40 يعني سمنة "شديدة" أو سمنة من الدرجة الثالثة، التي كانت تُسمى بالسمنة المرضية. أما الأشخاص الذين يعانون من نقص في الوزن، فكان مؤشر كتلة الجسم لديهم أدنى من 18.5.

ووجدت الدراسة أيضًا أن عملية الزرع كانت أقل نجاحًا لدى الأشخاص الذين ينامون على جانب الظهر، أو ما يُسمى بوضعية الاستلقاء.

وتتوافق نتائج الدراسة مع الأبحاث السابقة التي أظهرت فعالية الجهاز. لكن كريستين كنوتسون، اختصاصية النوم، والأستاذة المساعدة في علم الأعصاب والطب الوقائي بكلية فاينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن بشيكاغو، غير المشاركة في الدراسة، رأت أن ذلك "يثير تساؤلات أيضًا  حول ما إذا كانت السمنة أو النوم على جانب الظهر يحدّان من فعاليته". 

وقال لاندسنيس: "هناك حاجة كبيرة غير ملباة للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، والذين ليس لديهم القدرة  على تحمل جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP). لكن هذه عملية جراحية، تنطوي دومًا على مخاطر، وهي باهظة الثمن، لذا نحتاج كأطباء إلى التأكد من أن المحفز هو الخيار الصحيح لهذا المريض". 

التكيّف مع جهاز CPAP

لاستخدام جهاز CPAP، يضع النائم قناعًا على الأنف والفم، ثم يغلق القناع على الوجه باستخدام الأشرطة، ويقوم بتشغيل آلة متصلة بالقناع عبر خرطوم. وتبعًا لمتطلبات الشخص، توفر الآلة الهواء بضغط مرتفع بما يكفي لمنع إغلاق مجرى الهواء أثناء النوم.

ومع ذلك، يجد العديد من الأشخاص أن القناع خانق وغير مناسب، وأنّ الأنابيب ضيقة ومرهقة، وأن ضغط الهواء إما غير كافٍ، أو قوي للغاية. ويستيقظ العديد من الأشخاص بشكل متكرّر خلال فترة التكيّف، ما يدفع البعض إلى القول إن نومهم أصبح أسوأ مما كان عليه قبل بدء العلاج.

وأوضح لاندسنيس أن حوالي ثلث المرضى يجدون صعوبة في استخدام جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر وقد يتخلون عن الجهاز في نهاية المطاف. وأضاف أنه إذا تسبب تضخم اللوزتين أو انحراف الحاجز أو الأنسجة الرخوة المفرطة في الحلق بانقطاع التنفس، فقد يحتاج الشخص إلى عملية جراحية لعلاج هذه المشاكل.

وتُعتبر علاجات انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم محدودة جدًا، مثل أجهزة طب الأسنان التي تحاول تحريك اللسان للأمام، أو التغييرات السلوكية مثل فقدان الوزن، ومطالبة الأشخاص بالنوم على الجانب عوض الظهر.

وقال الدكتور براندون بيترز ماثيوز، الحاصل على شهادة المجلس في طب الأعصاب وطب النوم وطب الأعصاب والممارسات بمركز فرجينيا ماسون الطبي في سياتل، وغير المشارك في الدراسة: "بدلاً من عدم علاج الحالة ومواجهة العواقب الصحية المحتملة، يوفر العلاج بتحفيز العصب تحت اللسان فرصة لم تكن موجودة من قبل".

وأوضح بيترز ماثيوز أن "غالبية الأِشخاص يتعافون بسرعة إلى حد ما بعد الجراحة، ويخف الألم في الأيام الأولى. يتم تنشيط الجهاز بعد شهر واحد من الاستخدام ويمكن أن يكون هناك بعض الانزعاج مع زيادة شدة التحفيز. ونادرا ما تقوض الآثار الجانبية العلاج".

ما هو محفز العصب تحت اللسان؟

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لأول مرة على جهاز تحفيز العصب تحت اللسان في عام 2014، وحتى الآن تم زرع الجهاز لـ60 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا للشركة المصنّعة. ويضع الجراح أداة صغيرة، تشبه إلى حد كبير جهاز تنظيم ضربات القلب، تحت الجلد بالقرب من عظمة الترقوة. ويتم وضع مؤثر آخر تحت الفك، ثم يتم ربطه بالعصب الذي يتحكم باللسان. ويرتبط الجهازان بسلك مزروع على طول الرقبة.

يتم تفعيل الجهاز ليلاً عبر جهاز التحكم عن بعد، حيث يكتشف الجهاز كل نفس وينشط اللسان كهربائيًا لمنعه من عرقلة مجرى الهواء.

ورأى لاندسنيس أنه "يفتح مجرى الهواء الخاص بك من خلال تحفيز لسانك للتحرك إلى الأمام".

ووجد الدكتور راج داسغوبتا، أخصائي طب الرئة والنوم بهنتنغتون هيلث في باسادينا، كاليفورنيا، أن الأمر قد يستغرق حدّ عام من زيارة الطبيب الأولى لتحقيق التكيّف الكامل مع الجهاز، مع وجود عدد من الخطوات المهمة اللازمة خلال هذه المرحلة.

وأوضح داسغوبتا، غير المشارك في الدراسة أنه "يتوجب على المريض زيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة الذي سيقوم بإجراء DISE - التنظير الداخلي للنوم الناجم عن المخدرات - ووضع منظار يسمى المنظار الداخلي من خلال الأنف للنظر في مدى صحة مجرى الهواء العلوي".

وقال: "إذا كان الانهيار من الأمام إلى الخلف، مثل سقوط اللسان في الجزء الخلفي من الحلق، فقد يكون المريض مرشحًا لهذا الإجراء". 

وتابع: "ثم يتعين عليه إجراء دراسة للنوم بغية معرفة مقدار التحفيز المطلوب للعثور على الإعدادات الصحيحة، وفي بعض الأحيان لا يتحمّل المرضى ذلك". 

حالة خطيرة وواسعة الانتشار

يعاني قرابة مليار شخص في العالم من انقطاع التنفس الانسدادي المعتدل إلى الشديد أثناء النوم، حيث يتوقف التنفس لمدة ثوانٍ إلى دقائق بين 30 و100 مرة في الساعة، وفقًا للتقديرات. ويُعتقد أن 425 مليون شخص آخرين لديهم نسخة خفيفة إلى معتدلة من الحالة الخطيرة.

وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص، يتوقف التنفس لديهم بين خمس و29 مرة في الساعة.

عندما يتوقف الجسم عن التنفس أو لا يتنفس بشكل كافٍ، فقد تنخفض مستويات الأكسجين كل ليلة إلى مستويات تدفع الأشخاص المصابين بضائقة تنفسية بسبب فيروس كورونا إلى العناية المركزة.

ويمكن أن يؤدي الحرمان المستمر من الأكسجين إلى مجموعة من الحالات الطبية الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الشريان التاجي، والنوبات القلبية، وفشل القلب، والسكتة الدماغية، وعدم انتظام ضربات القلب، ما قد يؤدي إلى الموت المفاجئ، وفقًا لعيادة مايو كلينيك..

يرتبط انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم أيضًا بمرض السكري من النوع الثاني، والربو، والسمنة المفرطة، وأمراض الكلى، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض الغدة الدرقية، والأمراض العقلية مثل الاكتئاب والقلق.

نشر
محتوى إعلاني