أمراض القلب ستصيب أكثر من نصف البالغين بأمريكا بحلول 2050

نشر
6 دقائق قراءة
Credit: Adam Berry/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توقّعَ بحث جديد أنّ حوالي 61% من البالغين في الولايات المتحدة سيصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية بحلول عام 2050. ورأت جمعية القلب الأمريكية التي وضعت هذه الدراسة أنّ الدافع الأكبر لهذا الاتجاه يستند إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين يعانون أو سيصابون بارتفاع ضغط الدم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل خطيرة مثل الأزمة القلبية، أو السكتة الدماغية.

وتشمل مشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى: 

  • النوبات القلبية، 
  • عدم انتظام ضربات القلب مثل الرجفان الأذيني أو الرجفان الأذيني 
  • فشل القلب، 
  • أمراض القلب الخلقية.
محتوى إعلاني

رغم الابتكارات في العلاجات، اعتُبرت أمراض القلب القاتل الرئيسي للأمريكيين لعقود من الزمن، وتتسبًّب بأكثر من 800 ألف حالة وفاة كل عام.

وتوقّعت الجمعية في البحث الذي نُشر الثلاثاء، أنّ 45 مليون بالغ سيعانون من أحد أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية، باستثناء ارتفاع ضغط الدم، أو سيصابون بسكتة دماغية في عام 2050، مع تسجيل ارتفاعٍ من 28 مليونًا في عام 2020.

وستكون شيخوخة السكان قوة أخرى داعمة لهذه الاتجاهات. وكلما تقدمت بالسن، زاد احتمال إصابتك بمشاكل في القلب.

وتشير الدراسات إلى أنه بحلول عام 2050، ستفوق أعمار 22% من سكان الولايات المتحدة الـ65 عامًا، في حين كبار السن كانوا يشكّلون 13% فقط من السكان قبل 10 سنوات. وتشير أبحاث أخرى إلى أنّه متوقع أن يرتفع ​​العمر الوسطي في الولايات المتحدة من 37 عامًا في عام 2010 إلى 41 عامًا في عام 2050.

وأصبح السكان الأمريكيون أكثر تنوّعًا، وتميل المجتمعات الملوّنة للإصابة بعدد غير متكافئ من مشاكل القلب. وبحلول عام 2050، سيشكل الأشخاص الذين يُعرفون بأنهم من ذوي الأصول الأسبانية حوالي ربع سكان الولايات المتحدة، بينما يشكلّ هؤلاء حوالي 20% اليوم، والأشخاص الذين يعرفون بأنهم من ذوي البشرة الداكنة سيشكلون 14.4% من سكان البلاد، فيما يشكلون اليوم 13.6% اليوم. وسيزداد أيضًا عدد الأشخاص الذين يُعرفون بأنهم آسيويون، من 6.2% من السكان إلى 8.6%، وفقًا لتوقعات التعداد السكاني الأمريكي.

ووفقًا للبحث الجديد، من المتوقّع أن يكون لدى الأشخاص الذين يُعرفون بأنهم من أصل إسباني أكبر زيادة لجهة أمراض القلب والأوعية الدموية، أو السكتة الدماغية.

وأظهرت أبحاث الجمعية أنّ البالغين من ذوي البشرة الداكنة لديهم الآن أكبر عدد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة. ومن المتوقع أيضًا أن يختبروا غالبية المشاكل الصحية الناجمة عن سوء التغذية وقلة النوم، ويساهم هذان النوعان من السلوك بمشاكل القلب.

وتوقعت جمعية القلب الأمريكية أن أكبر زيادة إجمالية بين أمراض القلب والأوعية الدموية ستكون في عدد الأشخاص الذين يُصابون بسكتة دماغية، حيث قفزت النسبة من 3.9% إلى 6.4%. وهذا من شأنه أن يضاعف تقريبًا عدد الأشخاص الذين يصابون بالسكتة الدماغية من 10 ملايين إلى 20 مليون بالغ بين عامي 2020 و2050.

وفي ما يتعلق بعوامل الخطر، فإن الأعداد المتزايدة بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة و/ أو مرض السكري ستزيد أيضًا من خطر الإصابة بمشاكل القلب.

ويُتوقع أن يكون النظام الغذائي السيئ، الذي يمكن أن يضر بصحة القلب، السلوك الذي سيؤثر على غالبية الناس. ويشير التقرير إلى أن قرابة 70 مليون شاب بالغ سيأكلون بشكل سيئ في عام 2050.

ويتوقع البحث الجديد أن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة سيرتفع من 43.1% إلى 60.6%، ما يؤثر على أكثر من 180 مليون شخص بحلول عام 2050. وسيرتفع عدد مرضى السكري من 16.3% إلى 26.8%، ما يؤثر على أكثر من 80 مليون شخص في تلك الفترة.

ويقدم التقرير أيضًا نظرة فاحصة على صحة القلب لدى الأطفال. إذ وجد "اتجاهات مثيرة للقلق" في عوامل الخطر الرئيسية، ضمنًا الزيادة المتوقعة في عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة، ومردّ ذلك إلى عدم ممارسة الرياضة وسوء التغذية. ويتوقع التقرير أن يقفز عدد الأطفال الأمريكيين المصابين بالسمنة من 20.6% في عام 2020، إلى 33% في عام 2050، مما يعني أن 26 مليون طفل سيعانون من السمنة بحلول ذلك الوقت.

وقال الباحثون إن هناك ملاحظة إيجابية واحدة تتعلق بصحة القلب، حيث يُتوقع أن ينخفض ​​عدد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول. إذ تشير الدراسات إلى أن هذه النسبة تتراجع منذ سنوات، ومرد ذلك جزئيا إلى الزيادة الحادة في عدد الأشخاص الذين يتناولون أدوية تسمى الستاتينات، التي يمكن أن تقلل من كمية الكوليسترول المنتجة في الكبد. 

وكانت دراسة أجريت في عام 2023، وجدت أنّ أكثر من 92 مليون بالغ في الولايات المتحدة، أي أكثر من ثلث السكان، تناولوا الستاتين في الفترة الممتدة بين عامي 2018 و2019، بزيادة قدرها 197% عن الفترة خلال عامي 2008-2009.

وكتب الباحثون أن "هناك حاجة إلى التدخلات السريرية وتدخلات الصحة العامة لإدارة هذه الاتجاهات السلبية ووقفها، وحتى عكسها بشكل فعال".

أما أحد التغييرات المهمة التي يقترحها الباحثون، فتتمثل بإنشاء تدخلات سريرية وسياسية خصيصًا لمساعدة الأشخاص الملونين، الذين يتأثرون بالفعل بشكل غير متناسب بمشاكل القلب، والذين يميلون إلى الحصول على رعاية صحية أساسية ميسورة التكلفة بشكل أدنى.

نشر
محتوى إعلاني