جراحة تغيير لون العينين.. ما أبرز مخاطرها؟

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما كان طفلًا يُشاهد الأفلام الأمريكية بتايلاند، كان حلم جاك تيتوس الوحيد أن يُصبح أمريكيًا. وبعد أن حقّق هذا الحلم قبل بضع سنوات بانتقاله إلى مدينة لاس فيغاس الأمريكية، طوّر حُلمًا جديدًا، ليبدو أكثر شبهًا بالأمريكيين. 

محتوى إعلاني

وبالنسبة له، يعني ذلك أن يُغيّر لون عينيه الداكنتين.

كانت العدسات اللّاصقة المُلونة خيارًا جيّدًا. ولكن، عندما بدأ البحث عن خيارات أخرى، اكتشف نوعًا جديدًا من الجراحة، التي تُغيّر لون عينيه بشكل دائم.

وأوضح تيتوس، وهو يبلغ من العمر 32 عامًا، أن عائلته لم تدعم الفكرة، قائلًا: "أخبروني أن الأمر محفوف بالمخاطر، لأنّني لا أملك سوى زوجًا واحدًا من العيون".

خضع جاك تيتوس إلى عملية جراحية لتغيير لون عينيه البنيتين إلى اللون الأزرق.Credit: Courtesy Jack Titus

استُخدمت العدسات اللاصقة المُلّونة لأغراض تجميلية منذ أربعينيات القرن العشرين. ولكن، تُعدّ العمليات الجراحية لتغيير لون العينين ظاهرة حديثة.

وكان هذا الاتجاه شائعًا في أجزاء من أوروبا منذ حوالي عقد من الزمان. 

وبدأ ينتشر في الولايات المتحدة على مدار السنوات القليلة الماضية، بعد أن كشف الناس عن تغيرات لون أعينهم بشكل درامي عبر منصتي "إنستغرام" و"تيك توك".

وحصلت عملية "زرع القزحية" على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للأشخاص الذين فقدوا جزءًا من قزحية العين أو كلها، ولكن لم تتم الموافقة على أي إجراء لأغراض تجميلية.

وفي شهر يناير/كانون الثاني، أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون تحذيراً حول مخاطر فقدان البصر والمضاعفات التي قد تنجم عن عمليتي تغيير لون العيون، وهي "زرع القزحية" و"تصبّغ القرنية" التي أجراها تيتوس أخيرًا.

نوع من أنواع الفنون

قال طبيب تيتوس، الدكتور ألكسندر موفشوفيتش، إنه أجرى حوالي 100 عملية لتغيير لون العينين. ولكنه يعترف بأنه كانت لديه شكوك في البداية حول سلامتها.

منذ حوالي عقد من الزمن، عندما أخبره صديق من فرنسا عن هذا النهج الجراحي، لم يُصدّق الأمر.

ففي ذلك الوقت، كانت الخيارات الوحيدة لتغيير لون العينين بشكل دائم تتطلب من الطبيب زرع قزحية اصطناعية فوق الأصلية أو استخدام الليزر لتدمير الخلايا الصبغية في القزحية لتفتيح لونها.

وتنطوي أي عملية جراحية على خطر الإصابة بالعدوى، لكن هذه الإجراءات تحديداً يمكن أن تؤدي أيضاً إلى تلف القرنية وفقدان البصر، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب العيون.

وقال موفشوفيتش: "العمليتان كانتا مرفوضتين تماماً بالنسبة لي".

وعندما علم عن عملية تصبغ القرنية، سافر إلى فرنسا لمعرفة المزيد عن العمليات الجراحية، إذ قال إن هذا الإجراء استغل كل اهتماماته.

ووجدت دراسة صغيرة، أُجريت في عام 2023 على الأشخاص الذين خضعوا لهذه العملية في فرنسا، أن غالبيتهم شعروا بالألم بعد العملية الجراحية، بالإضافة إلى جفاف العين، والوهج، والإحساس بالوخز.

ولكن، اختفت غالبية الأعراض في غضون يومين فقط.

في المقابل، أبلغ عدد قليل من الأشخاص عن شعورهم بالألم والوخز لعدة أشهر بعد العملية، لكن غالبية المرضى قالوا إنهم يشعرون برضى كبير.

وقال موفشوفيتش إنه حريص للغاية عند إجراء عملية تصبغ القرنية، مثل أي عملية أخرى، مضيفًا أن "احتمالية حدوث عدوى ضئيلة للغاية، لأنك لا تملك فتحة للهواء، وتفعل كل ذلك في ظروف معقمة لأنه إجراء جراحي".

"أصبحت أُشبه نفسي"

قررت ريفا ستراوت أيضًا تغيير لون عينيها البنيتين الداكنتين للحصول على مظهر مختلف.

وبعد التحدث مع الموظفين في مكتب موفشوفيتش حول سلامة العملية وفعاليتها، حجزت ستاوت، التي تعيش في أتلانتا، رحلة إلى نيويورك.

وقالت ستاوت: "اعتقد الكثير من الأشخاص أنني مجنونة.. وأُصيب آخرون بالذعر أكثر مني".

ويُذكر أن العملية بأكملها استغرقت حوالي 27 دقيقة، إذ أوضحت ستاوت: "لم أشعر بأي ألم حرفيًا".

نشر
محتوى إعلاني