"استعادة الأمل" ..مبادرة أردنية جديدة لدعم مبتوري الأطراف في غزة

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون

عمّان، الأردن (CNN)-- بدت معنويات الطفل يزن الذي يبلغ من العمر 15 عاما، القادم من حي الشجاعية في قطاع غزة  إلى العاصمة الأردنية عمّان، صلبة وهو يقف أمام عدسات الكاميرات في المركز الوطني لتأهيل إصابات البتر بمدينة الحسين الطبية الاثنين، بعد أن ركّب فريق طبي له أطرافا صناعية حديثة، لتكون عونا وظيفيا لجسده الذي قضمت الحرب ذراعه، وأجزاء من ساقيه النحيلتين. 

الطفل يزن الذي حضر إلى الأردن في رحلة علاج منذ شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، يُعد واحدا من نحو 15 ألف فلسطيني في قطاع غزة من مبتوري الأطراف وفقا لتقديرات طبية، حيث ستُخصص لهم عيادتين في تركيب الأطراف الصناعية، ضمن مبادرة أردنية تحمل اسم "استعادة الأمل" أعلنت عنها القوات المسلحة الأردنية من خلال الخدمات الطبية الملكية، وبالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، تبعه عرض عملية تركيب أطراف صناعية لعدد من المصابين.

محتوى إعلاني

وتشمل المبادرة، بحسب ما قاله مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة العميد مصطفى الحياري لموقع CNN بالعربية تجهيز عيادتين متنقلتين بجميع المعدات اللازمة لتركيب الأطراف الصناعية الجديدة، سيتم إلحاقهما مع طاقم طبي متخصص بالمستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية في قطاع غزة.

وأوضح الحياري أن العيادات المتنقلة ستتجه خلال أسابيع إلى قطاع غزة، مرجحا أن يبدأ العمل بالمرحلة الأولى في موقع مستشفى غزة 3 بخان يونس، الذي افتتح في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، واستقبل حتى الآن 117 ألف حالة ، فيما استقبل المستشفى الميداني غزة 79 منذ افتتاحه في عام 2009 قرابة 3.5 مليون مريض من بينهم 55 ألف حالة خلال الحرب. 

وتتميز الأطراف الصناعية ضمن المبادرة بمواصفات حديثة تسمح بتركيب الطرف خلال مدة زمنية قد لا تتجاوز ساعة من الزمن، حيث تتولى الهيئة الخيرية الهاشمية شراء الأطراف مباشرة من عدد من الشركات المختصة وتزويد العيادات المتنقلة بها، سعيا لتركيب أكبر عدد ممكن من الأطراف للمصابين، في الوقت الذي تتطلب فيه تركيب الأطراف الصناعية بالمجمل مدة قد تصل إلى أشهر لضمان عملية التأهيل لمبتوري الأطراف.

وبشأن تحديات تنفيذ المبادرة، أشار الحياري إلى أن عامل الوقت مهم جدا في ظل الظروف التي يمر بها قطاع غزة، وبيّن أن الأطراف الصناعية يتم تركيبها في أقل من ساعة، ولها ميزات زيادة حجمها من خلال إجراءات بسيطة ما يساعد على إعادة استخدامها من قبل مصابين آخرين أو المصاب ذاته.

أما فيما يخص عملية تنسيق دخول العيادات إلى قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، قال الحياري إن الحديث عن تأمين "حركة العيادات إلى هناك ما يزال مبكرا"، مع تغيّر الظروف وصعوبتها في قطاع غزة.

وتقدّر كلفة معالجة كل مصاب بالبتر نحو 1400 دولار أمريكي. 

وكشف الطبيب رامي فرّاج وهو رئيس مجلس إدارة شركة الحوسبة الصحية، التي ستتولى عملية توثيق سجلات المصابين  إلكترونيا عند تركيب الأطراف، عن أن دراسات سابقة تشير إلى أن  نحو 17% من إصابات الحرب ينتج عنها بتر في أحد الأطراف. 

وبين فرّاج أن أهمية المبادرة تتجلى في تسهيل استفادة مبتوري الأطراف منها، لافتًا إلى أنه تم التعاون مع شركات تستخدم تكنولوجيا حديثة لتركيب طرف صناعي خلال ساعة.

وأكدّ فرّاج أن العيادات المتنقلة ستعمل في المرحلة الأولى بمواقع المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزة، قائلا إنه في حال "توقف إطلاق النار" من الممكن انتقال هذه العيادات إلى  مواقع مستشفيات أخرى لدول أخرى. 


نشر
محتوى إعلاني