مشروبات الطاقة..من هم الأِشخاص الذين يجب عليهم الابتعاد عنها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الإفراط في استهلاك الكافيين أمر ممكن، وهو ما اكتشفته مؤخرًا الممثلة الأمريكية داكوتا جونسون بعد استهلاكها الكثير من مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين أثناء إخراج أول فيلم لها، حين وجدت نفسها تعاني من التوتر وصعوبة النوم.
واعتقدت جونسون، التي خاضت أول تجربة إخراجية لها بالفيلم القصير "Loser Baby"، أن مشروب الطاقة الذي تناولته كان "مشروبًا طبيعيًا". وصرّحت لمجلة "فارايتي" أنها لم تدرك أنها كانت "تتناول جرعة زائدة من الكافيين".
وقد يختلط الأمر على بعض الأشخاص، إذ قد يعتقدون أن مشروبات الطاقة هي مشروبات رياضية أو يعتبرونها مناسبة لترطيب الجسم.
إذن، ما هي مشروبات الطاقة؟ نظرًا لأن كمية الكافيين الموجودة فيها تشكّل مصدر قلق رئيسي، فما هي الكمية المناسبة من الكافيين التي يجب استهلاكها؟ وما الذي يعتبر كمية زائدة عن الحد، وهل من الممكن تناول جرعة زائدة من الكافيين؟ وهل من الضروري استهلاك مشروبات الطاقة قبل ممارسة الأنشطة الرياضية؟ ومن هي الفئة التي يجب أن تحذر بشكل خاص من هذه المشروبات؟ وهل هناك وسائل أفضل للحد من التعب وتعزيز الطاقة؟
وتجيب على هذه الأسئلة خبيرة الصحة لدى CNN، الدكتورة لينا وين، التي تشغل منصب طبيبة طوارئ ،وهي أيضا أستاذة مساعدة في جامعة "جورج واشنطن".
CNN: ما هي مشروبات الطاقة؟
الدكتورة لينا وين: في حين لا يوجد تعريف موحّد لمشروبات الطاقة، إلا أنها عادة ما تكون مشروبات يسّوق لها على أنها تزيد الانتباه، واليقظة، والطاقة. وغالبًا ما تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين بالإضافة إلى السكر والمنبّهات القانونية، بما في ذلك مادة "التورين" و"الغوارانا".
CNN: هل مشروبات الطاقة هي ذاتها المشروبات الرياضية؟
وين: لا، ليست كذلك، ومن المهم أن يفرّق الأشخاص بين الاثنين.
المشروبات الرياضية هي مشروبات تحتوي على "الإلكتروليتات" (الكهارل). يقوم باستهلاكها الرياضيون وغيرهم من الأشخاص الذين يفقدون الماء والإلكتروليتات أثناء التمارين الشاقة والتعرّق. ويحتوي بعضها على الأملاح والإلكتروليتات فقط، والبعض الآخر يحتوي على سكريات مضافة.
وبالمثل، قد تحتوي مشروبات الطاقة على بعض الإلكتروليتات والسكريات المضافة، لكن الغرض الرئيسي منها هو العمل كمنشّط. ولا ينبغي استهلاكها لاستبدال الإلكتروليتات والسوائل المفقودة أثناء التمرين.
CNN: هل يمكن أن يشكّل الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة خطرًا؟
وين: نعم، خاصة بسبب الإفراط في تناول الكافيين.
ويمكن أن يتسبب تناول كمية كبيرة من الكافيين في تسارع ضربات القلب. وقد يعاني الأشخاص من التوتر والقلق، وقد يواجهون صعوبة في النوم، ما يؤدي إلى زيادة التعب مع مرور الوقت.
وبالنسبة للأشخاص الذين يستهلكون مشروبات الطاقة لأنها بحسب اعتقادهم تجدد الإلكتروليتات والسوائل، فقد يُصاب هؤلاء بالجفاف، خاصة أن الكافيين مدرّ للبول ويعزز فقدان السوائل.
وقد يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين إلى حالة التسمم بالكافيين. وهو أمر نادر الحدوث ولكنه قد يكون خطيرًا، بل مهددا الحياة، وخاصة عندما يضطرب إيقاع القلب. وقد يعاني الأفراد من السكتة القلبية بالإضافة إلى أعراض شديدة أخرى مثل تورم المخ وفشل الكلى.
CNN: ما هي كمية الكافيين التي تشكل خطرًا؟
وين: يُعتبر استهلاك أكثر من 400 مليغرام من الكافيين يوميًا أي ما يعادل 4 أو 5 أكواب من القهوة. كمية مفرطة بالنسبة لغالبية البالغين، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ومن غير المرجح أن يعاني الشخص الذي يستهلك 400 مليغرام من الكافيين من التأثيرات الشديدة للتسمم بالكافيين، لكنه قد يعاني من العصبية واضطراب النوم.
ويمكن أن تحتوي بعض مشروبات الطاقة على ما يصل إلى 200 أو 300 مليغرام من الكافيين في كل زجاجة أو علبة. ومن المهم إلقاء نظرة فاحصة على الملصق قبل الاستهلاك.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم استهلاك الأطفال والمراهقين لمشروبات الطاقة. وتوصي كذلك بعدم استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين والسكر المضاف، إذ أن استهلاكها قد يزيد من خطر الإصابة بالقلق، وفرط النشاط، وحتى زيادة الوزن المفرطة، وأمراض القلب، ومرض الكبد الدهني.
CNN: هل يجب استهلاك مشروبات الطاقة قبل ممارسة الأنشطة الرياضية؟
وين: بشكل عام، لا. فالماء يعد أفضل شكل من أشكال الترطيب لغالبية الناس. ويجب على أولئك الذين يشعرون بالقلق بشأن فقدان الإلكتروليتات، مثل الرياضيين الذين يمارسون رياضات التحمّل والأشخاص الذين يتعين عليهم العمل في الطقس الحار، أن يفكروا في استهلاك المشروبات الرياضية، وليس مشروبات الطاقة.
CNN: من الفئات التي يجب أن تحذر بشكل خاص من مشروبات الطاقة؟
وين: بالإضافة إلى الأطفال، الذين لا ينبغي لهم استهلاك أي نوع من مشروبات الطاقة، يجب أن يحذر أولئك الذين يعانون من مشاكل القلب المزمنة أو ارتفاع ضغط الدم لأن الكافيين والمنبّهات الأخرى في مشروبات الطاقة يمكنها أن تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وينطبق ذلك على الذين يعانون من مشاكل الكلى المزمنة.
ويمكن أن يتداخل الكافيين أيضًا مع بعض الأدوية، بما في ذلك بعض مضادات الاكتئاب، وأدوية النوبات، وأدوية مرض السكري، لذا يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية كامنة والذين يتلقّون أدوية بوصفة طبية مراجعة مقدم الرعاية الأولية الخاص بهم حول استهلاك مشروبات الطاقة.
CNN: هل هناك وسائل أفضل لتقليل التعب وتعزيز الطاقة؟
وين: نعم، هناك وسائل أفضل بكثير من مشروبات الطاقة، التي توفر دفعة سريعة من الطاقة، وتنطوي على مخاطر محتملة وليست حلا فعالا على المدى الطويل.
وإذا كنت تعاني من الإرهاق المستمر، فمن المهم أن تفهم السبب، وذلك من خلال التأكد من عدم وجود مشاكل طبية كامنة، مثل فقر الدم، أو قصور الغدة الدرقية، أو انقطاع النفس أثناء النوم.
انتبه إلى مواعيد نومك وما إذا كنت بحاجة إلى تغيير بعض عادات النوم. وقد يمنحك تغيير نظامك الغذائي أيضًا المزيد من الطاقة، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني.
تأكد من الحفاظ على ترطيب جسمك، إذ يمكن أن يساعدك شرب الكثير من السوائل طوال اليوم بشكل أكبر مقارنة بتناول مشروب الطاقة، ومن دون المخاطر التي ترافق استهلاك كميات زائدة من المنبّهات.