جيل طفرة المواليد..هل يعيش لفترة أطول من الأجيال السابقة؟

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتوقّع البعض أن يعيش جيل "طفرة المواليد" لفترة أطول من أسلافهم، لكن دراسة حديثة وجدت أنهم أكثر عرضة للمعاناة من صحة أسوأ مقارنة بالأجيال التي سبقتهم.

وقد وجد باحثون في جامعة أكسفورد وكلية لندن الجامعية أن الأشخاص الذين ولدوا منذ عام 1945 يعانون من صحة أسوأ مقارنة بالأجيال السابقة في العمر ذاته، ما أدى إلى ما يُسمى بـ"الانحراف الصحي الجيلي".

محتوى إعلاني

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة لورا جيمينو، وهي مرشحة الدكتوراه في كلية لندن الجامعية، لـCNN: "وجدنا أن جيل طفرة المواليد أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، ومشاكل القلب، ومجموعة متنوعة من الحالات الصحية المزمنة الأخرى مقارنة بالأجيال السابقة في العمر ذاته". 

وأضافت أنه كان هناك أيضًا القليل من الأدلة على التحسّن في معدلات الإعاقة.

وفحصت الدراسة، التي نُشرت في الدورية العلمية عن الشيخوخة "The Journals of Gerontology"، بيانات صحية جُمعت من أكثر من 100 ألف شخص بين عامي 2004 و2018.

وجاءت البيانات من بالغين تبلغ أعمارهم 51 عامًا أو أكثر في الولايات المتحدة، ومن هم في عمر الـ50 عامًا أو أكثر في إنجلترا وأوروبا القارية. وقد غطت عدة أجيال، بما في ذلك "الجيل الأعظم" (الذين ولدوا قبل عام 1925) وجيل "طفرة المواليد" (الذين ولدوا بين عامي 1946 و1959)، وفقًا للدراسة.

وفي جميع المناطق التي شملها الفحص، ارتفع معدل انتشار مرض السكري والكوليسترول، بينما زادت تشخيصات مرض السرطان، ومشاكل القلب، بشكل أكبر في إنجلترا وأوروبا القارية.

وخضع المشاركون لتحليل مؤشر كتلة الجسم، حيث وجد الباحثون أن السمنة المعدّلة بحسب العمر زادت في مجموعات ما بعد الحرب، باستثناء تلك الموجودة في جنوب أوروبا.

ووُجِد أن مستويات قوة القبضة، المستخدمة لقياس قوة العضلات الإجمالية وخطر الإعاقة، انخفضت في جميع أنحاء الولايات المتحدة وإنجلترا ولكنها بقيت كما هي أو زادت في بعض الأجزاء الأخرى من أوروبا.

وجاء في الدراسة: "من المرجح أن تعكس مثل هذه الاختلافات الإقليمية الاختلافات في التحسينات الغذائية والنشاط البدني".

وبينما أظهرت دراسات سابقة بالفعل أن الصحة تتدهور لدى جيل "طفرة المواليد" في الولايات المتحدة، تمكنت جيمينو وزملاؤها من إظهار كيف يمكن رؤية أنماط مماثلة في إنجلترا وأوروبا القارية.

وذكرت جيمينو أن النتائج كانت "متشابهة عمومًا" بالنسبة للرجال والنساء، لافتة إلى هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم كيف تدفع بعض العوامل هذه التغييرات.

وأشارت جيمينو إلى أن الفئات العمرية الأصغر سنًا بعد الحرب، مثل "جيل إكس"، معرّضة أيضًا لخطر الإصابة بصحة أسوأ من الجيل الذي سبقها.

وقالت جيمينو: "كان الجيل إكس أكثر عرضة للسمنة، ومرض السكري، وضعف الصحة النفسية مقارنة بجيل طفرة المواليد في الأربعينيات من العمر. وحقيقة أننا لا نرى تحسّنًا هنا، هو أمر مثير للقلق".

ونظرًا لتوقّع تسارع شيخوخة السكان بسبب زيادة متوسط ​​العمر المتوقع وانخفاض الخصوبة على المدى الطويل، أكدت جيمينو على الحاجة إلى المزيد من الوقاية، لمساعدة الناس على تجنب الإصابة بهذه الأمراض في المقام الأول.

في عام 2020، أشارت دراسة إلى أن "جيل إكس" يواجه سنوات أكثر من المرض مقارنة بجيل "طفرة المواليد"، حيث تبين أن الأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات من العمر في حالة جسدية أسوأ مما كان عليه الأشخاص في الستينيات وأوائل السبعينيات من العمر سابقًا.

وأوضح تحليل لـ135 ألف شخص يعيشون في إنجلترا أنه رغم أنهم يعيشون لفترة أطول، إلا أن حياتهم ليست بالضرورة أكثر صحة. ووصف الباحثون النتيجة بأنها بمثابة اتجاه مثير للقلق.

نشر
محتوى إعلاني