ابتعد عن هذه الأمور التي تعكر صفو مزاجك الصباحي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يقر غالبية الأشخاص البالغين بعدم قدرتهم على تخطي عادة ضرب المنبه لإسكاته عن الرنين في كل صباح.
وعكف الخبراء على مناقشة إيجابيات وسلبيات هذه العادة لسنوات، وقياس التأثيرات السلبية والايجابية على المديين القصير والطويل على صحة الجسم والعقل معاً.
وتعتبر خطوة القيام من سرير دافئ، أمراً ليس مسلياً أبداً، وبالطبع ليس سهلا بعدما قد تكون ضربت المنبه بيدك مرات عدة لإسكاته. ورغم أن الشعور بالذنب هو ما يجعلك تستفيق من سريرك، إلا أن عدم الرغبة بأن تطئ أقدامك أرض الغرفة، والبدء بيوم جديد لا تزال تسيطر عليك.
وقد يتسبب إسكات المنبه بوصولك متأخراً إلى عملك، أو إلغاء خططك الصباحية بممارسة بعض التمارين الرياضية. ولكن، هذا الأمر بالتحديد ليس السبب المباشر لإفساد يومك، إذ أن هناك أمور سيئة أخرى قد تفعلها، وتتسبب بالتأثير على صحتك، وسعادتك، ونجاحك.
والآن، تذكر ما فعلته هذا الصباح: ما هو أول شيء قمت به عندما استيقظت من النوم؟ والإجابة طبعاً: حملت هاتفك.
ويكمن السؤال الأهم بالتالي: لماذا فعلت ذلك؟ فأنت ما زلت تترنح بمشيتك، فور الاستيقاظ، ولم تبدأ يومك، ومع ذلك تحمل هاتفك بيدك، كأن العالم لن يبدأ بالدوران قبل أن تلقي نظرة على شاشة الهاتف.
هل هناك بعض الرسائل المهمة جداً والتي يجب عليك رؤيتها على الفور؟ كلا، إذا كان هناك، حالة طوارئ حقيقية، قد تتلقى مكالمة هاتفية، بدلاً من الرسالة. هل هناك رسالة بالبريد إلكتروني تحتاج إلى إرسالها قبل أن تغسل وجهك؟ بالطبع لا، ولكن مع كل ذلك، فأنت قمت للتو بتفحص صندوق البريد الوارد الخاص بك.
واقترحت الدراسات التي صدرت مؤخرا أن حوالي 83 في المائة من الشباب ينامون مع وضع الهواتف بجانبهم. ووجدت دراسة صادرة عن مركز "بيو" للأبحاث أن 65 في المائة من الأشخاص الكبار بالسن، ينامون ويضعون هواتفهم على السرير بجانبهم.
ولكن لماذا يعتبر الأمر سيئاً إلى هذا الحد، بأن تحمل هاتفك وتتفحصه فور استيقاظك من النوم؟
ببساطة، لا يوجد شيء في صندوق الرسائل الواردة الخاصة بك والتي من شأنها أن تساعدك على السيطرة على يومك أو تخدم أهدافك. وتتضمن غالبية الرسائل الخاصة بك، التذكير بأمور ينبغي عليك القيام بها، وأمور أخرى لشرائها، وأمور تضعها على لائحتك، وحضور اجتماعات، والتذكير بالمواعيد النهائية لتقديم بعض الأعمال الخاصة بك.
وتجدر الإشارة، إلى أن فحص النصوص الخاصة بك أو رسائل البريد الإلكتروني، تجعلك تسمح لشخص آخر بوضع أولوياتك، قبل تناول وجبة الإفطار. ومن خلال استخدام هاتفك، فأنت تستسلم لسيطرة للآخرين، ما يؤثر على صحتك، ونجاحك، وسعادتك. وتتطلب رسائل البريد الإلكتروني، من وقتك، وتركيزك. فلا عجب أن تبدأ يومك بالشعور بالإرهاق، والإحساس بالضغط وتبني أسلوب رد الفعل بدلاً من الحالة الاستباقية لرد الفعل.
وإذا كان هاتفك لا يتلقى الرسائل الإلكترونية، فأنت ستفتح الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي، بمجرد وصولك إلى العمل، لتفقد الرسائل الخاصة بك قبل تنظيم أولوياتك. ولكن لا تفعل ذلك مرة أخرى، بل ابدأ بالسيطرة على نهارك.
وتتمثل النصيحة الأفضل بعدم قيامك بالتحقق من البريد الإلكتروني حتى يكون لديك الفرصة لمعرفة ثلاث أولويات لك خلال اليوم، وربما تناول كوب من القهوة والشاي.
وقم بخطوة "تفريغ الدماغ" لمدة خمس دقائق من خلال وضع جميع مشاريعك، التي يجب عليك فعلها، وأولوياتك على قطعة من الورق، واختر منها ثلاثة أمور على اللائحة لتفعلها خلال يومك.
من خلال عدم استخدام الهاتف ومعرفة أولوياتك، فأنت تسيطر على يومك وتضع الأولويات الخاصة بك. والآن، يمكنك فتح صندوق البريد الوارد الخاص بك.