فيروس كورونا.. لماذا يعني الولايات المتحدة؟
خاص بـCNN من طوم فريدن وأندي ويبر
(طوم فريدن هو مدير المراكز الأمريكية لمراقبة الأوبئة والوقاية منها. أما أندي ويبر فهو مساعد وزير الدفاع الأمريكي المكلف ببرامج الدفاع المتعلقة بالمواد الكيماوية والنووية والبيولوجية)
(CNN)-- يواجه العالم والولايات المتحدة حاليا عاصفة تهديدات من الأوبئة. وبات عادة كل سنة انتشار فيروسات مسببة للأمراض مثل إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وفيروس كورونا. فالأوبئة لا تحترم الحدود وآخر مثال على ذلك اكتشاف أول حالة كورونا-ميرس في الولايات المتحدة.
وقد أصبحت الفيروسات أكثر مقاومة للعقاقير كما أن تهديد الهجمات بأسلحة جرثومية وبيولوجية مستمر في التنامي بعد أن جعلت التكنولوجيا الحديثة من الهندية البيولوجية أمرا متاحا بسهولة وبتكاليف أقل.
وأثناء موجة "فيروس سارس" عام 2003، أصيب ثمانية أمريكيين فقط به ولم يتوف أي منهم ولكنه خلّف ما لا يقلّ عن 800 وفاة في أنحاء متفرقة من العالم بما كلّف نحو 40 مليار دولار. وأي انتشار للوباء يمكن أن يخلف ملايين الوفيات ومليارات الدولارات خسائر.
وأخذا بالاعتبار مثل هذه التهديدات، نجتمع الآن في هلسنكي ضمن مؤتمر أجندا الأمن الصحي العالمي، وهي نتيجة شراكة بين حكومة الولايات المتحدة وأكثر من 30 شريكا دوليا لتسريع التقدم نحو عالم سليم وآمن من التهديدات التي تمثلها الأمراض المعدية.
وقد تعهدت المراكز الأمريكية لمراقبة الأوبئة ووزارة الدفاع بتوفير 40 مليون دولار هذا العام لما لا يقل عن 12 دولة شريكة لتأمين الأهداف المشتركة فيما يتعلق بالأمن الصحي.
وخلال السنوات الخمس المقبلة، ستسمح هذه البادرة بتفعيل وتعزيز البرامج التي من شأنها أن تحمي ما لا يقلّ عن 4 مليار دولار.
ويعد وأد الأوبئة في مهدها، الحل الأكثر فعالية والأقل تكلفة بالنسبة إلينا داخل الولايات المتحدة وخارجها. وتتقاسم وزارة الدفاع مع المراكز الأمريكية لمراقبة الأوبئة مهمة تعزيز الأمن الصحي القومي. وقد جنتا ثمار التعاون في تحسين تجارب تشخيص الطاعون وغيره من الأمراض المعدية، كما توصلتا إلى أساليب أفضل في استخدام لقاح الانثراكس، وقللتا احتمال أن يتمكن إرهابيون من استخدام فيروسات وجراثيم خطيرة.
وعلى سبيل المثال فإنّنا توصلنا إلى إنتاج أسلوب زهيد الثمن وسريع وسهل لتشخيص الطاعون –يشبه نفس أسلوب فحص الحمل- ولا يتكلف سوى دولار وحيد ولا يستغرق سوى 20 دقيقة، ودخل مرحلة التجارب الإكلينيكية في مناطق ريفية في إفريقيا. كما أن الأسلوب الجديد يحمي العاملين في المختبرات على جرثومة الطاعون.
وتعمل مراكزنا الحكومية على مساعدة الدول الأخرى على مواجهة الأوبئة وتعزيز قدراتها على ذلك بما يساهم في تعزيز إمكاناتها الاقتصادية واستقرارها. وتحتاج كل الدول إلى بناء أنظمة صحية قوية وتثبت التجربة أنّ تعزيز العمل الصحي اليومي هو أسلوبنا الأمثل للتعامل بفعالية وسرعة مع الحالات الطارئة التي لا يمكن تجنبها.
ومن دون شكّ فإنّ الأمن الصحي العالمي يعد استثمارا أساسيا للولايات المتحدة كما أنه أولوية قصوى في سياسة إدارة الرئيس أوباما. ولدى الحكومة الأمريكية وشركائها الدوليين فرصة غير مسبوقة ليجعلوا من العالم وبلادنا أيضا مكانا أقوى وأكثر أمانا عبر التزامنا بتعاون وثيق فيما يتعلق بمسائل الصحة العالمية. فمساعدة الدول الأخرى على حماية شعوبها يعني أمنا أكبر بالنسبة إلى الأمريكيين.