أمريكا: بحث حول استخدام الماريغوانا لعلاج الجنود ينتهي بطرد الطبيبة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- خسرت طبيبة مشهورة في أبحاثها عن مادة الماريغوانا المخدرة، وظيفتها بعد ثماني سنوات من العمل في جامعة أريزونا الأميركية بسبب الأبحاث التي تجريها عن المادة وتأثيراتها على المحاربين السابقية الذي يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة، في تطور قد يكون له تداعياته على صعيد دراسة الاستخدامات الطبية للنبتة بأمريكا والعالم.
فبعد أربع سنوات من البحث في مجال تأثير مادة الماريغوانا، جاء قرار طرد الطبيبة سو سيسلي من دون إعطائها أسبابا مقنعة، وقد أعلنت سيسلي، الباحث الرئيسي في هذه الدراسة، أنها كانت في طليعة البحث الأكثر إثارة للجدل في الجامعة، وأضافت: " لم يرق لهم في الجامعة أن يروا أمام أعينهم المحاربين السابقين يقومون بتدخين الماريغوانا في الحرم الجامعي، حتى في سياق دقيق وموافق عليه من قبل الهيئة."
وتهدف هذه التجربة، بحسب سيسلي، للنظر في سلامة وفعالية استخدام الماريغوانا لعلاج المحاربين القدامى الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، والذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى. وكان من المفترض أن يشارك 70 شخصا في هذه التجربة، حيث يعطون جرعات مختلفة من المهدئات وقد تصل نسبة مادة تتراهيدروكانابينول المهدئة فيها إلى 12 بالمئة.
ولعقود من الزمن خلت المراجع الطبية من دراسات عن فوائد المواد المخدرة، ومنها الماريغوانا في علاج بعض الأمراض، بسبب تصنيف وكالة مكافحة المخدرات لها ضمن أكثر المواد خطورة على جسم الإنسان. ومن بين ألفي دراسة أجريت عن مادة الماريجوانا في السنة الماضية، بحثت ستة في المائة منها فقط في فوائدها.
وفي تعليق له، رفض كريس سيغردسون المتحدث باسم الجامعة التطرق إلى موضوع الطبيبة سيسلي بشكل خاص. وصرح لـ CNN بأن العديد من الموظفين "تم الاستغناء عن خدماتهم" وبينهم من لم يكن يعمل في البحث الخاص بالماريغوانا. مضيفا أن الجامعة "مستمرة في هذا البحث" ورتبت لمواصلة تمويله، غير أن الجهة الممولة قالت لـCNN إنها ترفض مواصلة العمل دون مشاركة سيسلي، التي بدورها عينت محامي ليقدم استئنافا على قرار الجامعة بفصلها.
يذكر أن السياسة لعبت دورها في إعاقة تقدم هذه الدراسة، فقد قامت السيناتور كيمبرلي يي، التي ترأس لجنة التعليم في مجلس الشيوخ، بحظر مشروع قانون من شأنه السماح باستخدام أموال الدولة الفائض نحو تمويل مثل هذه الدراسات المتعلقة بقدامى المحاربين، ومعظمهم ممن شاركوا في حربي العراق وأفغانستان.