رأي: الليغو تدمر قدرات أطفالنا على الإبداع والخيال

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: Dan Kitwood/Getty Images

مقالة بقلم جاك ووليس ساميونز، وهو كاتب وصحفي وإذاعي، والآراء الواردة لا تمثل سوى رأي الكاتب.

محتوى إعلاني

 تعتبر مكعبات الليغو من ألعاب الأطفال الأكثر شعبية على مر الزمن، والبرهان على ذلك أنه ما أن تُقبل أعياد الميلاد حتى تراها مكدسة على رفوف المحلات التجارية، ويتشيط الناس غضبا لمجرد الاعتقاد بتدني معاييرها.

محتوى إعلاني

يجادل بعض المتحمسين بأن "الليغو" تقوض مغزى اللعبة وذك بتشجيع الأطفال على بناء نماذج من كتيبات التعليمات المرفقة بها وليس الاعتماد على مخيلاتهم، ويقول المدون كريس سوان: "ليغو علمتني فن التدمير الخلاق.. الحاجة إلى تهشيم أشياء لأجل أن أصنع منها شيئا أفضل."

ويضيف قائلا: "ليغو بالنسبة لي كانت دائما عن الإبداع، وإعادة التشكيل وتحسين التصاميم الموجودة... هذه الأمور لا تحدث مع مجموعات التي تم تصميمها لبناء نموذج من شيء واحد.. ليغو الأصلية الجيدة، التي توفر لك امكانات لا حصر لها، هي لا تزال هنا، لكنها توارت خلف كم هائل من التسويق للعلامات التجارية الأخرى."

ويخالف الناطق باسم ليغو، رور رود ترانغبايك، هذه المزاعم قائلا: "بنهاية المطاف ستجد هذه المكعبات في صناديق كبيرة بالمنازل، ومن شأنها أن تكون بمثابة بحر للإبداع."

ويعتقد كثيرون أن الأطفال قد يجدون صعوبة بالغة في تشكيل تصاميمهم الخاصة بواسطة قطع المكعبات المصنوعة من قبل شركات امتياز.

وهذه ليست المرة الأولى التي تجد "ليغو" فيها نفسها في خضم عاصفة، فلدى إنتاجها عام 2011 مجموعة "ليغو الأصدقاء"، وهو مجموعة استهدفت بها الصبيات وتشمل صالونات تجميل وقوالب صنع "كاب كيك" طغى على المجموعة اللون الزهري الصارخ، اتهمت الشركة حينها بـ"التمييز الجنسي النمطي الصارخ."

وكتبت فتاة صغيرة في السابعة من العمر قائلة: "جل ما تفعله الفتيات هو الجلوس في المنزل، والذهاب إلى الشاطئ، والتسوق، دون أي وظائف، أما الصبيان فهم يذهبون إلى المغامرات، والعمل وإنقاذ أشخاص، وحتى السباحة مع أسماك القرش، كما أن لديهم وظائف."

وسارعت "لغيو" إلى تهدئة المخاوف بمجموعة جديدة أطلقت عليها "مركز الأبحاث"، ووضعت ضمن شخصيات العاملين به عالمات إناث، وسرعان ما نفدت اللعبة "الجديدة" خلال أيام من الأسواق.

لكن ماذا حدث لفكرة شراء أكياس كبيرة من مكعبات الليغو ليطلق أطفالنا العنان لمخيلاتهم بالتصميم؟ لقد مر وقت طويل منذ مقولة مؤسس شركة لليغو الدنماركية، أوله كيرك كريستيانسن، "الأفضل فقط يستحق"، إذ أن الانطباع العام هو أن الألعاب الكلاسيكية قد استبدلت بأخرى تجارية على نحو مفرط، تميز بين الجنسين، ولا تنمي الإبداع.

لندع سيندي وباربي جانبا، ونأخذ على سبيل المثال لعبة "حياة المدينة" لشركة "بليموبايل"، التي تستهدف بشكل مباشر الفتيات، وتتضمن اللعبة مراكز تسوق، وصالونات تجميل وبوتيكات ملابس، جميعها يطغى عليها اللون الزهري (هل يفترض أن تكون هذه اهتمامات الإناث فقط." أما مجموعتها للصبيان "توب أيجنت"، فتتضمن كاميرات فيديو يمكن للأطفال تركيبها في سيارة تشغل بالريموت كنترول للتلصص على الناس.

جميعنا يعلم أن مصنعي ألعاب الأطفال ليسوا جمعيات خيرية، هدفهم المال، لكن اللعب جزء محوري بالغ الأهمية في نمو وتطور الطفل، أنهم يتركون بصماتهم على حياة الاطفال، سواء للأفضل أو الأسواء، فلماذا نقف موقف المتفرج فيما هم يتطاولون على الرفاه المعنوي والروحي لأطفالنا لغاية تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب!

مع اقتراب عيد الميلاد، سيتوافد الملايين من البالغين، من مختلف أرجاء العالم، على محلات بيع الألعاب بحثا عن تلك اللعبة الخاصة التي ستضفي بريقا بأعين صغاره، وفي غالبية تلك المحلات سيجد الألعاب مقسمة حسب الجنس، يطغى طابع الإثارة على ألعاب الصبيان، وتتركز ألعاب الفتيات حول الدمى، والطبخ والتجميل، مصبوغة جميعها باللون الزهري.

سيجري اختيار الهدايا، وتغليفها وتقديمها، تتبعها يومان من الفوضى.

علينا التوقف لوهلة والتساؤل بجدية: أي نوع من البالغين سيصبح أطفال اليوم؟ أي من نوع من العالم سيصنعون؟ وماذا ستفعل بهم ألعابهم؟

نشر
محتوى إعلاني