أين نحب أن نُلمس.. وممن نتقبل اللمس ولماذا؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بعد سلسلة من التجارب لتحديد أين وممن يتقبل الناس أن يُلمسوا، قدم باحثون في جامعة آلتو في فنلندا وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة بعض النتائج المدهشة، وبعض النتائج الواضحة بشكل حدسي، والتي نشرت حديثا في المجلة الطبية "PNAS".
ربما ليس من المستغرب جدا، أن المرأة أكثر قبولا للمس من الرجال، وأن الرجال لا يمانعون أن تلمسهم امرأة على عكس أن يلمسهم رجل آخر. ولكن الرجال يرتاحون أكثر للمس الغرباء لهم مقارنة بالنساء، ويُسمح للمرأة لمس مناطق في الجسم أكثر من الرجال.
وعرض الباحثون على 1368 مشاركا في البحث صورا ظليه أمامية وخلفية لجسم الإنسان، مع أسماء أعضاء الشبكة الاجتماعية، مثل الأسرة والأصدقاء، والمعارف والغرباء. وطُلب منهم تلوين مناطق الجسم حيث يُسمح لكل فرد في شبكتهم الاجتماعية بلمسهم.
وكتب الباحثون: "سُمح لشريك الحياة بلمس أي مكان في الجسم، أما أقرب المعارف والأقارب سُمح لهم لمس الرأس والجذع العلوي، في حين اقتصرت المناطق المسموح لمسها من قبل الغرباء على اليدين فقط."
ومن المثير للاهتمام، أنه كلما اشتدت العلاقة العاطفية مع الشخص، كلما زادت مناطق الجسم التي يُسمح لمسها. ولكن يقول الخبراء إن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك.
وقال ديفيد ليندن، عالم الأعصاب: "الاستجابة للمس يعتمد على سياق الموقف. وإن نفس اللمسة قد تشعر بأنها مختلفة تبعا لسياق الموقف، لأن مناطق الدماغ المسؤولة عن اللمس تحسب أيضا إجابات الأسئلة مثل: هل أنا تحت التهديد؟، وما هي حالتي العاطفية؟".
ومن الجدير بالذكر أيضا، أن المشاركين كانوا من خمس دول أوروبية: فنلندا وفرنسا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة، ولذلك أضاف ليندن أن نتائج البحث تقتصر على "البلدان وثقافاتها التي تسمح بدرجة معينة من اللمس الاجتماعي".
وأضاف: "إذا أجريتم الدراسة مع اليهود الأرثوذكس أو المسلمين المتشددين أو مجموعات أخرى في العالم، فإنها لن تعمل على الإطلاق."