موريتانيون يخوضون حملة واسعة على الانترنت للمطالبة بدولة علمانية

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: facebook cover

الرباط (CNN)—  يخوض شباب موريتانيون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بدولة علمانية بدل الشكل الإسلامي الذي تعرفه الجمهورية المورتانية، بعد أيام على حراك واسع شهدته البلاد، سواء على مستوى الواقع الافتراضي أو المادي، تمحور حول مطالب بإعدام كاتب بسبب مقال نشره.

محتوى إعلاني

وتحمل هذه الحملة هاشتاغ #نريد_موريتانيا_علمانية، وجاء في نص الدعوة إلى مشاركته: بعد أن تم تحويل الإعلام إلى واجهة لتلميع المشعوذين وممثلي الحركات المتطرفة وبائعي صكوك، وبعد ظهور الفتاوى ذات الازدواجية فى التعامل مع الأفراد، وبعد الاحتفاء بانصار القاعدة وداعش وتقديمهم عبر بعض المحطات التلفزيونية كشخصيات مرجعية فإننا ندعو الى استخدام هذا الوسم من طرف كل المدافعين عن عدم استخدام الدين للأغراض الشخصية والحزبية والحركية والسلطوية.. نحن مواطنون ندعو إلى مدنية الدولة الموريتانية".

محتوى إعلاني

ومن الشخصيات الحقوقية التي نشرت الهاشتاغ، مكفولة بنت براهيم، الفاعلة في مجال حقوق الإنسان، التي كتبت: "العلمانية ليست كفرا وليست إلحادا. يسوق البعض العلمانية بأنها كفر أو أنها معادية للاديان وهى غير ذلك تماما فهى النظام الوحيد الذى يحافظ على الدين سليما من أغراض الأفراد وأغراض السلطات المتحكمة ومن سلطات رجال الدين اللذين يعتبرون أنفسهم رسل الرسل. ببساطة لأنها لا تعطى الفرصة لمستغلى الدين لركوبه".

وكتب سي أحمد عبد الرحمن "نريد موريتانيا علمانية متصالحة مع ذاتها ومحيطها بعيدا عن الغلاة وتجار الدين، موريتانيا الحب، موريتانيا السلام، موريتانيا التآخي حيث لا تتدخل الدولة في حياة الناس الشخصية ولاتسمح بفرض آراء أو إيديولوجيات أو تفاسير معينة.. موريتانيا جمهورية إنسانية، مدنية وتقدمية".

وكتب حنيفي داداه: " حين تضيق على المسلم المتشدد المؤمن بالولاء و البراء و الحاكمية و دار الحرب و السلم أوطانه بما رحبت، لا يجد أفضل من اللجوء للدول العلمانية ليعيش من ضمانها الاجتماعي. أما العلماني أو الكافر فلن تضيق به بلاده إن كانت علمانية، أما إن كانت إسلامية فسيفتى بقتله و تقطيع أوصاله، وسيستيقظ كل داعشي نائم في صدر مواطن من مواطنيها ليطالب بشنقه بأمعاء آخر مدافع عن الحرية و الكرامة".

غير أن هناك من رفض الهاشتاغ ووضع قبله كلمة "لا"، ومنهم محمد لمين أشفاغ، الذي كتب: "ديننا لم يترك شاردة ولا واردة، اختاره الله لإرساء قيم العدالة والإنصاف والرفاهية لشعوب المعمورة. فتعاليم الإسلام تهدينا للأكل والشرب واللبس والجلوس والسير والإتكاء وكيفية النوم، فكيف بنا نلقي بهذه التعاليم وراء ظهورنا ونتبع ملة قوم آخرين؟ كيف تختزلون الدين في العبادات وتتركون المعاملات؟ ".

كما نشر آخرون هاشتاغ #نريد_موريتانيا_إسلامية، وكتب محمد لمين محمودي: "الإسلامية هي أن تحترم دين الآخر و رأيه و معتقده، و أن تتفق معه على تحييد ما يمكنه أن يجرّ للخلاف، كالاختلاف في العقيدة الدينية، عن الرقعة التي ينبغي أن يجمعنا لمصلحتها عمل مشترك، بغية الوصول الى الرفاه المادي و الحياة الكريمة. الإسلامية هي تحييد الخلاف، و احترام الاختلاف، و إرساء ثقافة الإنصاف.. هي السعي من أجل عالم لا تكفير فيه و لا تفجير".

نشر
محتوى إعلاني