موسم من المنافسة على البطولة الوطنية المغربية بأعين صحفيين مختصين
الرباط، المغرب (CNN) -- انتهت الدورات الثلاثون من البطولة الوطنية الاحترافية المغربية، توج من توج وسقط من سقط إلى قسم الظلمات، وصعد من استحقوا الصعود آملين إعادة أمجاد قد خلت، فيما فرق أخرى كانت أبعد ما تكون لاسمها وعراقة تاريخها. ومن أجل التعمق في الأمر، أجرينا دردشات متفرقة مع بعض الصحفيين المغاربة المتخصصين، بغية التعرف إلى آرائهم ورآهم لهذه النسخة من البطولة الاحترافية.
وبخصوص المستوى العام للبطولة، يرى الصحفي الرياضي بالقناة الثانية المغربية يوسف السهيلي "أن مستوى البطولة لم يراوح مكانه هذا الموسم، بحكم أن رصيد الفائز بها لم يتعد 60 نقطة رغم التغيير الحاصل في ثلاثي المقدمة، إذ لم تكن هذه النسخة شيقة كسابقاتها بحكم سيطرة الوداد على المشهد منذ بدايته وحسمه الأمور قبل جولة على النهاية."
ومن جهة أخرى، اعتبر نوفل العواملة الصحفي والمقدم الرياضي بقناة ميدي1 أن "الموسم كان من أضعف المواسم التي شهدتها الكرة الوطنية في السنوات الأخيرة"، مبرراً ذلك "بكثرة التعادلات التي ميزت كثيراً من جولات الدوري، وكذا تأثير غياب بعض الأندية الكبيرة عن مقدمة الترتيب العام كالرجاء والجيش بالإضافة إلى النهج الدفاعي الذي انتهجته فرق كثيرة خوف الهزيمة".
وعلى عكس هذين الموقفين، كان لصحفي إذاعة راديو مارس المتخصصة في الشأن الرياضي بالمغرب رأي آخر. يقول محمد بوتوزاز: "كان الموسم جيدا من مختلف الجوانب. تابعنا مباريات في المستوى الكبير تقنيا وأندية قدمت مباريات رائعة وأعطت فرجة كروية خصوصاً حسنية اكادير. كما شهد هذا الموسم تألق المدربين الأجانب خاصة التونسيين."
وأجمع الكل في تصريحاتهم لموقع CNN بالعربية، أن لقب الدوري ذهب لمن يستحقه، مشددين على أن الاستقرار الفني هو سبب رئيسي لتحقيق النتائج، إذ "كان للوداد مدرب مخضرم -جون توشاك- لديه تجارب عالمية تشهد له بالكفاءة وترسانة بشرية مليئة بالأسماء الكبيرة، بالإضافة لجماهير عاشقة، قدمت دعما معنويا حفز مكونات الفريق طيلة الموسم ليكون مسك الختام بالصعود لمنصة التتويج" يقول العواملة.
ويرى الصحفي الشاب رضا عثمان أن ما ما ميز هذا الموسم أكثر هو
"خفوت نجم فريقين كبيرين هما الرجاء البيضاوي والجيش الملكي"، وهو ما
عزاه العواملة "لغياب الاستقرار الفني في بداية الموسم "، مضيفاً "أن
منافسة الرجاء على أكثر من واجهة أفقدت اللاعبين والجهاز الفني
التركيز على البطولة، في حين تأثر الجيش كثيراً بإغلاق ملعبه
وبغياب جماهيره بسبب قرار الجامعة.
أما عن الصاعدين لقسم الصفوة، تحدث يوسف السهيلي عن أحقيتهما بالصعود
"حسما أمرهما دون انتظار هدايا"، مضيفاً أن الفريقين يمتلكان ملعبين
ممتازين وجماهيرعريضة ما سيشكل إضافة نوعية لشكل البطولة خلال الموسم
القادم". وأضاف بوتوزاز أن "طنجة بدأت في الاستعداد بتوقيع انتدابات،
وبحث المسيرين عن مدرب جديد، واستقطاب مستشهرين". وعن وجدة يقول "لحد
الآن لم نسمع أي جديد باستتناء الاستمرار مع المدرب أوغني، مع اندلاع
بعض المشاكل التسييرية".
وبخصوص التهم والأخبار التي تواردت عن وجود تلاعبات بنتائج المباريات،
فقد كان للمستجوبين جواب واضح مبني على استدعاء وجود دلائل تثبت إدانة
المتهمين. يقول نوفل العواملة: "رغم اللغط الذي تلا تتويج الوداد
باللقب، ونزول شباب خنيفرة والإتحاد الزموري للخميسات إلا أنه في غياب
براهين ودلائل لا يمكنني التأكيد بأن هناك تلاعبات"
ومن جهته أكد المنشط الإذاعي بوتوزاز أن مسالة التشكيك في النتائج
تبقى "مجرد كلام مقاهي في غياب أدلة واضحة على التلاعب". وأرجع سقوط
الفريقين الصاعدين خلال الموسم الماضي إلى "غياب استراتيجية واضحة
لخدمة الأهداف المقررة، زيادة على ضعف العامل المادي" ولعل حسن
التدبير والإستراتيجيات الطويلة المدى تظل الحلقة الأهم لتأهيل الفرق
الكروية والرياضات عموماً.