نهائيات خالدة.. ليفربول ومعجزة الدقائق الست أمام ميلان في إسطنبول
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – لن ينسى عشاق كرة القدم عموما ومشجعو ليفربول على وجه الخصوص، تلك الليلة التاريخية التي شهدتها مدينة إسطنبول التركية، حين قلب ليفربول الطاولة على ميلان بعد أن سجل فيه ثلاثة أهداف خلال ست دقائق، رغم تأخره في شوط المباراة الأول بثلاثية نظيفة، ليتوج "الريدز" بلقبهم الأوروبي الخامس في تلك الليلة التي ستبقى خالدة في أذهان عشاق الكرة الأوروبية، بفضل ركلات الترجيح.
الترشيحات لميلان قبل المباراة
بعد أن وصل ميلان وليفربول إلى النهائي الأول الذي يجمعهما عبر التاريخ في دوري أبطال أوروبا، كانت الأنظار كلها تتوجه إلى اسطنبول، وإلى ملعب "أتاتورك" تحديدا.
لقد كانت كل الترشيحات تصب في مصلحة ميلان، الذي كان يمتلك فريقا لا يقهر، كما أقصى أقوى الفرق الأوروبية في طريقه نحو النهائي، فقد أخرج مانشستر يونايتد في دور الـ16، وإنتر ميلان في ربع النهائي، وآيندهوفن الهولندي في نصف النهائي.
من جانبه، أخرج ليفربول باير ليفركوزن الألماني من دور الـ16 ويوفنتوس من ربع النهائي، ومواطنه تشيلسي بصعوبة في نصف النهائي لتلك النسخة.
قليلون توقعوا أن يذهب اللقب من "الروسونيري" في تلك الليلة، فليفربول لم يقدم أداء مقنعا في البطولة كما أنه لا يمتلك ترسانة قوية من اللاعبين بإمكانها الصمود أمام نجوم الميلان الكثر.
تشكيلة الفريقين
دخل ميلان المباراة بتشكيلة ضمت كل من نيلسون ديدا في حراسة المرمى وكافو وباولو مالديني وأندريه شيفشينكو وجينارو غاتوزو وهيرنان كريسبو وألساندرو نيستا وكلارينس سيدورف وأندريا بيرلو وريكادرو كاكا وياب ستام، بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
من جانبه، دخل الليفر بتشكيلة ضمت جيرزي دوديك في حراسة المرمى وستيف فينان وسامي هيبيا وميلان باروش وجون أرين ريزه وهاري كيويل وستيفن جيرارد ولويس غارسيا وتشابي ألونسو ودجيمي تراوري وجيمي كاراغر بقيادة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز.
ميلان يدك مرمى الليفر بثلاثية
أطلق الحكم الإسباني مانويل ميخيتو غونزاليس صافرة البداية، ولم تمض سوى ثوان قليلة، حتى سجل قائد ميلان، الإيطالي باولو مالديني، الهدف الأول لفريقه.
صاح قائد ليفربول، ستيفن جيرارد بلاعبيه، "لم يحدث شيء، هيا يا رجال"، لكن فريقه تلقى الهدف الثاني عند الدقيقة 39 عبر المهاجم الأرجنتيني هيرنان كريسبو، قبل أن يستقبل الليفر الهدف الثالث عبر كريسبو نفسه عند الدقيقة 44، لينتهي الشوط الأول بثلاثية نظيفة للميلان.
خرج لاعبو الفريق الإيطالي وهم في سعادة غامرة، لم يصدقوا ما حدث، إنها ثلاثية نظيفة في شوط واحد، ظنوا أن الأمر قد حسم ولم يعلموا ما الذي ينتظرهم في شوط المباراة الثاني.
بالمقابل، كان الإحباط يسيطر على لاعبي ليفربول فقد قال المدافع الإنجليزي جيمي كاراغر لزملائه في غرف تبديل الملابس "لنتماسك ونخسر بخماسية نظيفة"، لكن جيرارد وبينيتز كان لهما رأي آخر، إذ قام المدرب الإسباني باستدبال فينان بالألماني ديتمار هامان، من أجل إيقاف كاكا، وغير طريقة اللعب إذ أصبح يلعب بثلاثة مدافعين ليقوم جيرارد بدور هجومي.
معجزة الدقائق الست
دخل لاعبو الفريقين على أنغام غناء جماهير ليفربول "لن تمضي وحدك أبدا"، فكان لهذا النشيد مفعول السحر على اللاعبين، فقد سجل الفريق الإنجليزي الهدف الأول عبر جيرارد عند الدقيقة 54، قبل أن يضيف البديل التشيكي فلاديمير سمايسر الهدف الثاني عند الدقيقة 56، ويضيف الإسباني تشابي ألونسو الهدف الثالث عند الدقيقة 60.
تسرب الشك إلى نفوس لاعبي الميلان، في الوقت الذي أخذ فيه لاعبو ليفربول جرعة معنوية كبيرة جدا، فقد حققوا معجزة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين من الجماهير الإنجليزية، ولكن المهمة لم تنته بعد، عليهم أن يحافظوا على النتيجة ويذهبوا بالمباراة إلى ركلات الترجيح، وهذا بالفعل ما حدث.
حركة "السباغيتي" وتحقيق اللقب
بينما كان اللاعبون يستعدون لتسديد ركلات الترجيح، طلب كاراغر من الحارس البولندي دوديك أن يقوم بحركة "السباغيتي"، وهي تحريك قدميه ويديه بسرعة قبل تسديد لاعبي الميلان للكرة لتشتيت تركيزهم.
قام دوديك بما طلبه كاراغر، وبدأت ركلات الترجيح، فأضاع البرازيلي سيرجينيو الركلة الأولى للميلان، قبل أن يسجل هامان لليفربول، ويضيع أندريا بيرلو للميلان، ثم يسجل دجبريل سيسيه لليفربول، قبل أن يسجل توماسون لميلان، ويضيع ريزة لليفر، ويسجل كاكا لميلان وغارسيا لليفربول، قبل أن يتصدى دوديك لركلة شيفشينكو الأخيرة، ويتوج ليفربول باللقب الثمين.
اللقب الخامس
لقد ترك هذا اللقب أثرا كبيرا في نفوس مشجعي ليفربول، فقد اعتبرت هذه المباراة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كرة القدم، كما اعتبرها الكثيرون أفضل مباراة نهائية ف يتاريخ دوري أبطال أوروبا.، كما أكد الليفر زعامته للكرة الإنجليزية أوروبيا برصيد خمسة ألقاب متفوقا على اليونايتد بلقبين.