رأي: كيف تحول زيدان من بطل في ريال مدريد إلى متهم؟

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Manuel Queimadelos Alonso / Stringer

هذا التقرير بقلم عبيدة نفاع، محرر الشؤون الرياضية بموقع CNN بالعربية ولا يعكس بالضرورة رأي أو توجهات الشبكة.

محتوى إعلاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – خسر ريال مدريد نقطتين هامتين أمام مضيفه ليفانتي، السبت، بعد أن تعادل معه بهدفين لمثلهما، وهو الأمر الذي سيجعل الفريق الملكي يبتعد عن المتصدر، برشلونة، بفارق 21 نقطة للمرة الأولى في تاريخ "الليغا"، بحال فوز برشلونة على إسبانيول، الأحد، فما الأسباب التي جعلت المدرب الفرنسي زين الدين يتحول من أفضل مدرب في تاريخ النادي إلى الأسوأ على صعيد الأرقام.

محتوى إعلاني

غياب الواقعية

رأى زيدان أن فريقه بحالة مثالية بعد نهاية الموسم الماضي، بعد تتويجه بلقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، الأمر الذي جعله يضع كامل ثقته بالمجموعة نفسها متبعا سياسة "عدم تغيير مجموعة ناجحة".

ورغم مطالبات الجماهير والصحافة الإسبانية له بالتعاقد مع قلب هجوم بديل للفرنسي كريم بنزيما الذي أصبح محط انتقادات الجميع، إلا أن "زيزو" لم يكن واقعيا وجدد الثقة المطلقة بقدرات مواطنه واستغنى عن المهاجم البديل، الإسباني ألفارو موراتا.

لم تكن أزمة المهاجم المشكلة الوحيدة التي عانى منها الريال، فبالرغم من النتائج الإيجابية التي حققها الفريق خلال الموسم الماضي، إلا أن الشكوك كانت تحوم دائما حول مستوى مدافعي الريال، وهو الأمر الذي لم يشعر زيدان بخطورته.

رفض المدرب الفرنسي التعاقد مع مدافع يستطيع سد الفراغ في حال نزول مستوى الفرنسي رافائيل فاران أو قائد الفريق سيرجيو راموس، ليجد أن خياراته محدودة الأمر الذي جعله عاجزا عن حل المشاكل التي يعاني منها الفريق في بعض المباريات.

غرور اللاعبين

لم يستطع المدرب الفرنسي التأثير على لاعبيه نفسيا، لإخراجهم من غرور ما حققوه خلال الموسم الماضي، فأصبح معظم لاعبي الريال مستهترين في بعض المباريات ولا يظهرون الجدية والاحترام اللازمين أمام بعض الخصوم، وهو الأمر الذي أفقدهم الكثير من النقاط خلال الموسم الحالي في الدوري.

وقد يكون دفاع زيدان عن لاعبيه في المؤتمرات الصحفية التي تتلو المباريات التي يخسر فيها الفريق نقاطا وعدم إشعارهم بخطورة الموقف، عاملا إضافيا في عدم قدرة اللاعبين على الاستفاقة من نشوة المستويات المميزة التي قدموها الموسم الماضي.

أزمة رونالدو

لا يمر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بأفضل فتراته مع الريال خلال الموسم الحالي، وما زاد الأمر سوءا هو إحساسه بأن جماهير النادي والإدارة تناسوا كل ما قدمه اللاعب خلال السنوات الماضية وباتوا يعاملونه بطريقة غير ملائمة.

لم يستطع زيدان احتواء أزمة رونالدو مع الإدارة والجماهير، لأنها تتجاوز دوره كمدرب للفريق، وهو الأمر الي انعكس سلبا على أداء لاعبي الفريق الملكي في معظم المباريات.

وارتكب المدرب الفرنسي خطأ جسيما حين أخرج رونالدو في مباراة ليفانتي وأشرك ماركو أسينسيو مكانه لتظهر علامات الغضب على اللاعب البرتغالي الذي صب غضبه على المصور الذي كان يحاول رصد ردود فعله بعد التبديل، هذا التصرف من زيدان سيترك أثرا سلبيا داخل رونالدو وقد يجعله يشعر بأن المدرب يقف في صف الإدارة والجماهير بشكل غير مباشر.

مرحلة شك

انعدام الثقة بين اللاعبين والمدرب من جهة والجماهير من جهة أخرى، يعد من أهم علامات انهيار الفريق وفشله، وهو الأمر الذي يحدث في الريال، إذ فقدت الجماهير الثقة بزيدان ولاعبيه وهو الأمر الذي سيزيد من تدهور الأوضاع في حال استمراره.

يمتلك "زيزو" فرصة ذهبية لإعادة بناء الثقة بينه وبين الجماهير في مباراة باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، ويتفق المحللون على أن هذه المباراة ستكون الفرصة الأخيرة للمدرب الفرنسي، فإما ينجح في إنقاذ سفينة الفريق من الغرق أو ينهار النادي خلال الموسم الحالي على رأسه ويغادر الفريق الملكي بطريقة مزعجة. 

نشر
محتوى إعلاني