رأي: برشلونة "أكثر من مجرد ميسي" ورياح التغيير عصفت بريال مدريد
هذا المقال بقلم محرر الشؤون الرياضية في الموقع، عبيدة نفاع، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر المؤسسة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – خماسية أخرى، وصفعة جديدة وجهها برشلونة لغريمه التقليدي ريال مدريد، عمقت جراحه وزادت أوهامه ودقت ربما المسمار الأخير في نعش القيادة الفنية لمدرب الفريق، الإسباني جولين لوبتيغي، الذي أصبح قرار إقالته على بعد توقيع من رئيس النادي فلورنتينو بيريز، بالمقابل انتعش برشلونة ووجه رسالة للجميع مفادها أنه "أكثر من مجرد ميسي"، لتجدد الجماهير الكتالونية الثقة بمدربها إرنيستو فالفيردي الذي خرج من زوبعة الانتقادات مكللا بالنصر، فما هي ملامح "كلاسيكو الأحد" ولماذا انتهى اللقاء بهذه الحصيلة الكبيرة من الأهداف؟
التوازن
كان برشلونة متوازنا جدا في شوط المباراة الأول فاستطاع تسجيل هدفين دون أن يترك المجال للريال لتشكيل خطورة عبر المرتدات بسبب المثلثات الدفاعية التي كان يشكلها لاعبو برشلونة، ورغم اختلال التوازن في أول ربع ساعة من الشوط الثاني، إلا أن الكتلان سرعان ما نجحوا باستعادة توازنهم بعد الهدف الثالث للويس سواريز وحافظوا عليه حتى النهاية.
أما الريال فكان مختل التوازن دفاعيا، وذلك بسبب الفراغات بين لاعبي الدفاع وسوء تمركز بعض المدافعين وبطء بعضهم الآخر، كما أن الفريق الملكي افتقد للمساندة الدفاعية من لاعبي الوسط الذين كانوا بعيدين عن مستواهم، ورغم أن الريال كان قد استعاد توازنه لدقائق في الشوط الثاني إلا أنه انهار سريعا بعد هدف سواريز الذي كان بمثابة "ضربة قاضية" بلغة الملاكمة.
إقرأ أيضا: خماسية أخرى في الكلاسيكو.. برشلونة يعمق جراح ريال مدريد في "كامب نو"
السيطرة
تعد السيطرة على وسط الملعب السبيل الأبرز للفوز في كرة القدم الحديثة، وهو ما فعله برشلونة، الذي لم يخسر الكرة كثيرا في الوسط واحتفظ بها لأطول وقت ممكن، وقد يذكر هذا الواقع جماهير الكتلان بحقبة بيب غوارديولا، حين كان الفريق الكتالوني يتناقل الكرة في وسط الملعب بدقة عالية وينجح في تسريع الإيقاع كلما اقترب من مرمى الخصم، وقد لعب رافينيا وآرثر دورا بارزا في هذه العملية خلال الشوط الأول وكأنهما إنييستا وتشافي جديدين مع فرق القدرات بين اللاعبين الأربعة، واستطاع برشلونة أن يلعب الهجمات المرتدة بجودة عالية وهذه لمسة فالفيردي الخاصة التي أضافها منذ أصبح مدربا للنادي.
بالمقابل، بدا وسط الريال مفككا ومتباعدا، كما أنه كان بطيء الإيقاع، ولم يلعب لوكا مودريتش دوره المعهود في خلق حركية بوسط الملعب وافتقد كروس لكراته الطولية ولم يكن كاسيميرو بكامل تركيزه بعملية التغطية خلفهما، فانهار الملوك.
استنتاجات
يستطيع المتابع لهذه المباراة أن يلمس الفرق بين فريق مستقر فنيا مثل برشلونة وآخر يحاول أن يجد توازنه في وجه عاصفة التغيير التي ضربته مؤخرا برحيل كريستيانو رونالدو وزين الدين زيدان.
أما الاستنتاج الأهم، فإن هذه المباراة ستكون دليلا قاطعا في المستقبل يبطل وجهة النظر التي لطالما لازمت برشلونة ووصفته بـ"فريق ميسي"، فاليوم أثبت الفريق الكتالوني أنه "أكثر من مجرد ميسي"، وهو الأمر الذي ام ينجح الريال بإثباته، فقد كشفت مباراة الأحد أن رونالدو كان يشكل غطاء لعيوب الريال في الخلف ولضعف مستوى المهاجمين في الأمام.
تداعيات
ستلقي هذه النتيجة بظلالها على الفريقين، فستدق ناقوس الخطر في مدريد، بعد أن بقي الريال في المركز التاسع في الدوري، علاوة على أن هذه الهزيمة "المذلة" لا يمكن أن يتقبلها عاشق للفريق الملكي، وبالتالي، فقد يكون لهذه المباراة أكثر من ضحية، على رأسهم لوبتيغي وربما يكون خلفه عدد من اللاعبين في سوق الانتقالات الشتوية، ولعل أبرزهم كريم بنزيما.
أما برشلونة، فبدد الشكوك وتجاوز زوبعة الانتقادات التي طالته إثر تعثره في بعض المباريات مطلع الموسم، وأصبح فالفيردي قادرا على العمل بهدوء والتحضير للمرحلة القادمة، كما أن اللاعبين كسبوا جرعة ثقة مضاعفة بعد أن أثبتوا أن لديهم ما يقدموه بعد اعتزال ميسي أو عند غيابه لأي طارئ.