من الكرسي المتحرك إلى أعالي القمم.. سعودية تتحدى الإعاقة

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير ياسمين عواجه
Credit: Sawsan Abdullah

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل عدة أعوام، كانت سوسن عبد الله تحاول الوصول إلى قمة جدار خشبي كانت تتسلقه كجزءٍ من تدريباتها في غرفة العلاج الطبيعي، وذلك بعد أن أصيبت بالشلل في جانبها الأيمن نتيجة ورم في الدماغ. والآن، تشغل السعودية نفسها بالأنشطة الرياضية، والمغامرات مثل المشي، وتسلق القمم، واستطاعت العام الماضي تسلق ثاني أعلى قمة في المملكة العربية السعودية!

محتوى إعلاني

تعتبر سوسن عبد الله الأنشطة الرياضية جزءاً لا يتجزأ من حياتها اليومية، فهي تحرص على ممارسة المشي، وركوب الدراجة. ولذلك، قد يصعب على المرء تخيّل ولو لوهلة أنها مرّت بفترات كثيرة التعقيد والصعوبة في حياتها.

وقبل 7 أعوام عندما كانت عبد الله تعمل في قسم الطوارئ، وقعت العينات التي كانت تحملها من يدها اليمنى بطريقة فجائية، ثم فقدت قدرتها على المشي، وبعد ذلك، دخلت في غيبوبة. وتم تشخيصها بورمٍ نادر في الدماغ احتاج إلى عملية استئصال.

وأدت العملية التي خضعت لها إلى تغير جذري في حياتها، حيث قالت في مقابلةٍ لموقع CNN بالعربية: "كنت أخصائية مختبرات طبية وهاوية في الكاراتيه، وبعد عملية إزالة ورم الدماغ.. بدأت حياةً جديدة"، إذ لم تؤثر العملية على قدراتها الذهنية فقط، بل والجسدية أيضاً.

وعانت عبد الله من شلل في الجزء الأيمن من جسدها، وعمى جزئي، وفقدان بعض الذاكرة، بالإضافة إلى صعوبة في النطق، وحتى القدرة على التبسم، وفقاً لما قالته.

ورغم ذلك، قررت عبد الله تقوية نفسها. ولكن لم يكن الأمر سهلاً، إذ خضعت لمرحلة طويلة من العلاج الطبيعي عبرت خلالها العديد من المراحل، ومنها استخدام الكرسي المتحرك، إلى السير بعكاز حتى تمكنت من المشي لمسافاتٍ طويلة، وصعود السلالم.

ثم بدأ شعورها بالجرأة يزداد، فأصبحت تستكشف مختلف المغامرات في الهواء الطلق مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجة، والتسلق.

وفي اليوم الوطني السعودي في العام 2017، استطاعت عبد الله الوصول إلى قمة جبل السودة الذي يعد ثاني أعلى قمة في المملكة العربية السعودية. ووصفت المتسلقة السعودية وصولها إلى القمة بعد رحلةٍ دامت 7 ساعات بـ”لحظةٍ سحرية”، وذلك ورغم مواجهتها لتحديات إضافية كونها لا تزال تعاني من العمى الجزئي وصعوبة في التوازن. كما استطاعت في يناير/كانون الثاني هذا العام من الوصول إلى قمة عقبة حميدة.

وبالإضافة إلى ممارستها للرياضة، تهتم عبد الله أيضاً بنشر فوائد الرياضة، بالإضافة إلى تعريف والديها بالعادات الصحية، وأصبحت السعودية مدربة معتمدة للفن القتالي الصيني “تاي تشي”، والذي يمتاز بحركاته الهادئة والمتسلسلة التي تساعد في التوازن. وتفتخر عبد الله بكونها معتمدة لتدريب هذه الرياضة للمقعدين أيضاً.

وتشارك سوسن في العديد من المبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي وتسليط الضوء على مختلف المشاكل الصحية، إذ شاركت في شهر أكتوبر/تشرين الأول مثلاً في مبادرة للمشي لمسافة 21 كيلومتراً في المملكة المتحدة دعماً لمرضى السرطان.  

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، ركبت عبد الله دراجتها لمسافة 112 ميلاً كجزء من تحديات “ترايثلون”(سباق ثلاثي) للأشخاص الذين يعانون من إعاقات، وذلك دعماً لمرضى باركنسون.

وفي المستقبل، تأمل عبد الله المشاركة في البطولات البارالمبية للسيدات في ألعاب طوكيو 2020.

نشر
محتوى إعلاني