عمل فني يُبنى في أقصى صحارى العالم... والسبب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سماء صافية بلون أزرق وصحراء برمال برتقالية على امتداد البصر، تلك هي صحراء "جبسون" في أستراليا، التي تعتبر إحدى أقسى الصحاري النائية في العالم.
ورغم مناخها القاسي وقلّة مواردها وشمسها الحارقة، إلا أنها عنوانٌ لأحد تحف العمارة، التي نتجت عن التعاون بين المهندس المعماري الأسترالي ديفيد كونيتز، وشعب "وانارن" من الأستراليين الأصليين.
قد يهمك أيضاً: محطات الحافلات..ثمرة الجنون والإبداع في الاتحاد السوفياتي
ويبلغ عدد السكان في تلك المنطقة 180 شخصاً، يعيشون على بعد 900 كيلومتر من أقرب بلدة. وأرسلت الحكومة الأسترالية كونيتز لتصميم مستوصف يخدم السكان المحليين، الذين يعاني غالبيتهم من أمراض مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
وكان على كونيتز التوصل إلى بناء يقاوم الحرارة والغبار، ويبقى بارداً بدون الحاجة لبذل الكثير من المصاريف على التكييف. كما لزِمَ على فريق العمل نقل مواد البناء الأولية لمسافات طويلة عبر الصحراء للوصول إلى نقطة البناء.
قد يهمك أيضاً: هل حاولت يوماً دخول خلية نحل؟ الآن يمكنك ذلك..في لندن فقط!
وبعد تكوين علاقة قوية مع سكان المنطقة، تمكن كونيتز من أخذ ملاحظاتهم وآرائهم حول العمارة المناسبة لهم. واختار تصميماً بسيطاً للمستوصف يناسب الجو العام للمكان ويتماشى مع ألوانه الترابية. وغطت إحدى جوانب المبنى واجهة من الألمنيوم صممت فناناتان أستراليتان نقوشها.
وتنبع معاني النقوش من المعتقدات الدينية للسكان الأصليين.
أما السور الحجري المحيط بالبناء، فكان الهدف الأساسي منه هو الوقاية من الغبار وإتاحة مساحات جلوس إضافية للسكان. لكن، عندما طلب كونيتز من السكان المحليين بناء السور، اختاروا أحجاراً مختلفة ترتبط بمعانٍ روحية وثقافية في مجتمع السكان الأصليين، ما حوّله إلى عملٍ فني أكثر من كونه مجرد سور.
قد يهمك أيضاً: بين الدادائية والسوبرماتية.. ماذا ألهم المعمارية الراحلة زها حديد؟
وتمثلت النتيجة بتحويل المستوصف المحلي في المنطقة إلى عمل فني صديق للبيئة. وبفضل تقنية العزل في البناء، تم توفير آلاف الدولارات من كلفة البناء، وشراء كرسيين مخصصين لغسيل الكلى.
وحاز البناء بفضل تصميمه الصديق للبيئة على جائزة "LEAF" الأوروبية لأفضل تطوير مستدام للعام 2015.