تصاميمها رائعة وأغلب طلّابها مسلمين.. ماذا تعرفون عن كنائس باكستان "المتداعية"؟
تتميز باكستان اليوم بأمثلة عديدة للعمارة المسيحية البارزة.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يقف شاهقاً صليب القديس جورج فوق أبراج كنيسة القيامة الكاتدرائية وفي داخلها، تدخل أشعة الشمس عبر النوافذ الزجاجية الملونة.
قد يعجبك أيضا.. بعد عامين من وفاتها..كيف أسست زها حديد لثورة اسمنتية عربياً؟
هذه الكنيسة الأنجليكانية ليست مبنية في المملكة المتحدة.. بل تقع في وسط مدينة لاهور الباكستانية، حيث تتقاسم أفقها مع قباب ومآذن مساجد العصر المغولي.
ورغم أن أكثر من نسبة 95 بالمائة من الباكستانيين يتبعون الديانة الإسلامية، إلا أن التقارير تظهر أن نسبة حوالي 1.6 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 208 ملايين نسمة، هم من المسيحيين.
وينحدر غالبية هؤلاء من الهندوسية، واعتنقوا المسيحية في القرن الـ19، عندما بُنيت العديد من الكنائس في الحقبة الاستعمارية البريطانية.
قد يهمك أيضا.. ما السبب وراء هذه الفجوات في ناطحات سحاب هونغ كونغ؟
ومن بين هذه الكنائس، يعتبر العديد من خبراء الهندسة المعمارية، كاتدرائية القيامة في لاهور على أنها من بين الأفضل والأجمل على الإطلاق. وقد شيّد البريطانيون الكاتدرائية في العام 1887، وورثها بعد ذلك المجتمع الأنجليكاني في المدينة، بعد 60 عاماً من تأسيس باكستان.
وقد صمم الكاتدرائية المهندس المعماري جون أولدريد سكوت، معتمداً أسلوب تصميم يُعرف باسم "الإنجليزي القديم،" وهو أسلوب قوطي من القرون الوسطى يتميز بأقواس مدببة، وقناطر، ودعائم.
وبنيت الكنيسة وردية اللون على شكل صليب، وتقف شاهقة في طريق "مول رود" الذي يعتبر طريق المدينة الرئيسي. كما يتميز تصميمها الداخلي الداكن بسقف عال يضم العديد من القناطر التي تحمي من حر بنجاب الشديد.
كما تتضمن الكاتدرائية العديد من الكنوز المخبأة، مثل المنحوتات، والأجراس، والنصوب التذكارية، لكبار الشخصيات من عهد الراج البريطاني.
ورغم كل ما تحويه الكاتدرائية من جماليات تصميم وكنوز تاريخية، إلّا أنها تعتبر "وظيفية" بالكامل أيضاً، إذ لا تزال تستقبل المصلين وتقيم قدّاس الأحد، بالإضافة إلى احتوائها مدرسة كاملة تعتبر من بين الأفضل في البلاد.
وفي الحقيقة، تعتبر مدارس باكستان المسيحية، من بين أفضل مدارس البلاد التي تخرّجت منها أهم الشخصيات الباكستانية الرائدة. كما تتمتع هذه المدارس أيضا بسمعة مميزة، ويعتبر غالبية طلّابها من المسلمين.