شباب إيران يعيدون إحياء تقاليد طبلة قديمة من خلال "إنستغرام"

نشر
3 دقائق قراءة
Credit: Ruairi Glasheen

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من النادر سماع صوت طبلة "تنباك" خارج إيران، ولكن إن فعلت، فمن المؤكد أنك ستنجذب إلى إيقاعها السريع، وهذا ما حصل مع المُلحّن وصانع الأفلام الوثائقية المقيم في لندن، روري غلاشين.

محتوى إعلاني

انبهر غلاشين من صوت طلبة "تنباك" الإيرانية لأول مرة عند سماعه لها في إحدى زوايا المكتبة في الكلية الملكية للموسيقى في لندن.

وفي بداية هذا العام، سافر إلى إيران لصنع فيلمه الوثائقي "الطبّالين المخفيين لإيران".

وتشبه طبلة "تنباك" شكل قدح، وهي تُصنع عادةً من خشب الجوز، أو شجرة الكمثرى لتوضع عليها قطعة رقيقة من جلد الإبل أو الماعز.

وفي مدينة أصفهان التاريخية وسط إيران، قابل غلاشين عازف "تنباك" مشهور  يدعى جعفر غازي أسغار، الذي يدير أكاديمية موسيقية مع زوجته، مليكة دافودي.

وترى دافودي أن الفضل لتشجيع العازفين الشباب لإحياء هذا الفن القديم يرجع جزئياً إلى موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، فهو يعد ملاذاً لهم في ظل حظر إيران لاستخدام "غوغل" و"فيسبوك".

 وعلى مر التاريخ الطويل لطبلة "تنباك"، قام العازفون بتطوير العديد من الطرق لعزفها باستخدام أجزاء مختلفة من أيديهم مثل الأصابع والأظافر، وما زال الجيل الحديث يطور أساليب جديدة للعزف، وهو الأمر الذي أدهش غلاشين، فقال: "كنت مذهولاً من تنوع طبلة التنباك، فلها القدرة على إنتاج أصوات مختلفة كفيلة للقيام حفلة منفردة كاملة".

وتتبع قصة الطبلة، التي تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام في إيران، تاريخ البلاد السياسي، والثقافي وفقاً لغلاشين.

وبعد ازدهار الطبلة على يد الفنان حسين طهراني، الذي جعل الجماهير يقدرونها كأداة منفردة بعيداً عن دورها التقليدي ضمن مجموعة من الآلات الموسيقية، انخفض عدد العازفين بشكل كبير عندما أطاح قائد الثورة الإيرانية الراحل، آية الله الخميني بالنظام الملكي في عام 1979.

ولم تعد الطبلة إلا بعد تخفيف القيود الاجتماعية المحافظة بعد انتهاء الحرب بين إيران وعراق في عام 1988.

والآن، يزدهر المشهد الموسيقي لطبول "تنباك"، فهناك العديد من الأماكن التي يستطيع فيها الشباب تعلم العزف في إيران. وينخرط العازفون في تدريبات صارمة تبدأ من مرحلة الطفولة.

ويرى غلاشين جانباً إيجابياً لمستقبل طبلة "تنباك" على يد الجيل الحالي من العازفين، إذ "يجتمع احترامهم للماضي مع استجابتهم للصيحات التكنولوجية الحالية من أجل جعل التنباك أكثر شعبية من أي وقتٍ مضى".

نشر
محتوى إعلاني