"الكيلاغايي" غطاء الرأس للنساء في أذربيجان.. كل لون وتصميم يحمل رسالة مختلفة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أقمشة زاهية من الحرير تتزين بمختلف الأشكال والألوان. إن أغطية الرأس الأذربيجانية التي يُشار إليها بـ"الكيلاغايي" ليست مجرد قماش يوضع على الرأس، ولكل لون وتصميم دلالة معينة سواءً ارتدها فتاة غير متزوجة أو أرملة. وإليك بعض دلالات هذه الأقمشة المدرجة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، طبقا لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو".
ونظمت الأمينة المستقلة والمديرة الثقافية، أسلي سامادوفا، مؤخراً معرض بعنوان " The Sound of a Woman. Traditions, Elegance and Fashion in the Caucasus and beyond" في العاصمة الأذربيجانية باكو، وهو يتمحور حول غطاء الرأس الوطني الخاص بالنساء بأذربيجان، الذي يُعرف بـ"الكيلاغايي".
وأثناء تحضيرها للمعرض، أشارت سامادوفا أن عائلتها كانت مصدر إلهام لها، وبالأخص جدتها التي كانت تجمع ما بين الفساتين الحديثة الطراز مع غطاء الرأس التقليدي، وفقاً لما قالته.
وأثناء حديثها عن غطاء الرأس التقليدي، قالت سامادوفا لموقع CNN بالعربية، إن هناك عدة سمات تميز "الكيلاغايي" عن أغطية الرأس الأخرى الشائعة في البلاد.
ويُصنع "الكيلاغايي" على سبيل المثال من الحرير، كما تتقيد زخارفها بعدة قوانين، فإما أن يزين صانعها أطراف القماش فقط، أو يزين القماش بأكمله.
ويتميز "الكيلاغايي" المصنوع يدوياً بكونه غير متناسق بعض الشيء، ولكل قطعة شائبة صغيرة تجعل كل واحدة منها مميزة وفريدة عن الأخرى.
ومع أن المرء قد يظن أنه ليس هناك الكثير من الجهد المبذول أثناء الطباعة على الأقمشة، إلا أنها تتضمن الكثير من الجوانب التي تستغرق وقتاً لتعلمها وإتقانها.
وقالت سامادوفا: "لقرون، كان الحرفيون التقليديون التقليديون يكررون تصاميم أجدادهم، ويستخدمون القوالب التي استخدمها أجدادهم الكبار. وتتراوح أعمار بعضها من 400 إلى 600 عام".
واستُخدم غطاء الرأس التقليدي في العديد من المناسبات، وكانت هناك تعليمات محددة لكيفية ارتدائها بما يتفق مع طبيعة المناسبة.
وعلى سبيل المثال، تخصص الألوان الفاتحة من "الكيلاغايي" للفتيات غير المتزوجات، بينما تستطيع العروسة فقط ارتداء اللون الأحمر.
وتلتزم قرية باسكال بأذربيجان بتقاليد قديمة تتضمن لف المولود الأول في "الكيلاغايي" التي ترتديها العروس يوم زفافها، لكي تربطها حول خصرها لاحقاً لتسريع عملية الشفاء من الحمل.
وقالت سامادوفا أيضاً إن تكرار طرف غطاء الرأس مرتين يعني أن المرأة التي ترتديه قد فقدت 2 من أفراد عائلتها في وقت قصير.
وأما الأرامل الشابات، فهن يرتدين أغطية الرأس التي تتزين بالأهلة لترمز أنهن بمثابة "قمر بدون نجم"، أي بدون الزوج الراحل.
واختلفت أنماط "الكيلاغايي" باختلاف مناطق أذربيجان، ولكن لم تقتصر الاختلافات على ذلك فقط، بل على طرق ارتداء النساء لها أيضاً.
وتنتشر الـ"الكيلاغايي" خارج حدود أذربيجان أيضاً، إذ تتواجد أمثلة منها في متاحف في داغستان، وشمال إيران، وآسيا الوسطى، وأكّدت سامادوفا قائلةً إن "الكيلاغايي" هو "منتج من التبادل الثقافي والتجارة، وهي تستمر في كونها كذلك".