وسط مخاوف فيروس كورونا.. أكبر معرض فني بآسيا عرضة للإلغاء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يواجه منظمو أكبر معرض فني في آسيا، "Art Basel Hong Kong"، ضغوطات متزايدة لتأجيل أو إلغاء الحدث في مارس/آذار، إذ يستمر فيروس كورونا التاجي القاتل في الانتشار في جميع أنحاء المنطقة.
ودعت عدد من المعارض التي من المقرر أن تكون جزءاً من الحدث الذي يستمر لـ5 أيام، والذي استقطب ما يقارب 90 ألف زائر من 70 دولة العام الماضي، إلى إلغاء المعرض بسبب مخاوف صحية وتجارية.
وتأتي هذه المناشدات في الوقت الذي تؤكد فيه هونغ كونغ الحالة الـ12 للفيروس المسؤول عن مقتل أكثر من 200 شخص في بر الصين الرئيسي.
وتم التأكيد على ما يقارب 9 آلاف و800 حالة في جميع أنحاء العالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى إعلان تفشي حالة طوارئ صحية عالمية الخميس.
ومع مواجهة المنظمون بالفعل مناشدات لإلغاء الحدث بسبب الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية المستمرة في المدينة، يمثل تفشي فيروس كورونا التاجي الجديد بمثابة "المسمار الأخير في النعش"، وفقاً لتعبير أحد العارضين، جاسديب ساندهو.
وخلال مقابلة عبر الهاتف، قال مؤسس "Gajah Gallery" بسنغافورة: "إنه يحدق بنا في الوجه الآن، ونصيحتي هي أنه (المعرض) لا يجب أن يحدث".
وأضاف ساندهو أنه عندما يتعلق الأمر بإحضار الموظفين إلى الصين، فإن بعض الأشخاص قلقون، والبعض يشعر بالأسف بسبب اعتماد العديد من الوظائف على هذا الحدث، واعتماد هونغ كونغ عليه أيضاً.
إغلاق المدينة (A city in lockdown)
في صباح الثلاثاء، أعلنت حكومة هونغ كونغ أن المنشآت الثقافية العامة، بما في ذلك المتاحف، ومساحات العرض، ستُغلق "حتّى إشعار آخر".
وتم إغلاق المرافق الترفيهية مثل حمامات السباحة، والمكتبات، وتم إلغاء ماراثون المدينة السنوي أيضاً.
وقد تكون أكثر الأضرار التي تواجه المعرض هي نتيجة حد المدينة، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، من عبور الحدود، وتقييدها للسفر من بر الصين الرئيسي، وهو المكان الذي من المتوقع أن يأتي منه العديد من الزوار وهواة الجمع.
وتم إلغاء خدمات السكك الحديدية عبر الحدود، بينما تم تخفيض الرحلات الجوية من البر الرئيسي إلى أكثر من 50%.
ولكن، نظراً لكون افتتاح المعرض للشخصيات المهمة في 17 مارس/آذار، أي بعد أكثر من 6 أسابيع، قال المنظمون إنه من المبكر جداً معرفة ما إذا كان الحدث سيستمر أو لا.
وقال متحدث في بيان صحفي: إن "آرت بازل يأخذ الموقف على محمل الجد، ونحن نراقب التطورات عن كثب، بما في ذلك تقييم الوضع مع أخصائيي المخاطر، وأعضاء لجنة الإختيار".
وأضاف المتحدث: "في هذه المرحلة، إن الوقت مبكر جداً لنناقش كيف سيؤثر تفشي الفيروس الجديد على العرض".
تأثير المظاهرات
وأدت المخاوف من فيروس كورونا الجديد من زيادة القلق تجاه تأثير المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في جميع أنحاء هونغ كونغ.
وقام عدد من العارضين بالإنسحاب من الحدث بالفعل بسبب مخاوف تعطيل المظاهرات للحدث.
وتشمل المعارض التي سوف تنسحب من الحدث معرض "Tyler Rollins Fine Art" في نيويورك، و"SCAI " من طوكيو، و"Bathhouse"، و"Luxembourg & Dayan"، ويقع مقرهما في نيويورك ولندن.
ورغم التطورات الأخيرة، إلا أن بعض العارضين يعتزمون على الانضمام إلى الحدث، في حال لم يتم إلغاؤه.
ووصف "Blindspot Gallery" من هونغ كونغ، والذي من المقرر أن يعرض أعمالاً لفنانين صينيين محليين، ومن بر الصين الرئيسي، الحدث بأنه "واحد من أكثر التواريخ أهميةً في تقويمنا".
وقال مسؤول التطوير في المعرض، نيك يو، عبر البريد الإلكتروني: "أفهم الخوف في هونغ كونغ عند الأخذ بعين الاعتبار تجربتنا المؤلمة مع السارس في عام 2002 (و2003)، ولكن أظن أنه سيكون من المؤسف إذا تم إلغاء المعرض، إذ أنه من أكثر الأحداث الفنية المُنتظرة في المنطقة".