دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تحتل "القاذفة B-2 سبيرت" مكانة بارزة بين الطائرات العسكرية، فمميزاتها تجعلها تقريباً غير مرئية للرادار.. ليس ذلك فحسب، وإتما تعد أيضاً الأغلى في العالم، لتبلغ قيمتها أكثر من ملياري دولار.
خلال الحرب الباردة، صمم الجناح الطائر لحمل الأسلحة النووية واختراق الدفاعات الجوية السوفييتية. ولكن، لم يتم إطلاق أي طائرة حربية، من طراز "B-2" داخل المجال الجوي الروسي، بعد سقوط جدار برلين في الحرب الباردة.
تم تسليم أول طائرة من طراز "B-2" في عام 1993 إلى قاعدة "وايتمان" للقوات الجوية في ولاية ميزوري. وفي عام 1999، تم استخدامها لأول مرة أثناء حرب "كوسوفو".
تعتبر أحد أكثر الطائرات تطوراً، حيث تستطيع "B-2" الوصول إلى أي مكان في العالم، التزود بالوقود جواً، والعودة إلى قاعدتها. ليس ذلك فحسب، وإنما لم تخسر هذه الطائرة في أي حرب.
تعتبر فكرة الجناح الطائر، وهو تصميم من دون جسم الطائرة وذيلها، من أوائل الأفكار في قطاع السفر، إذ برزت قبل الحرب العالمية الأولى في ألمانيا والاتحاد السوفتي.
وقرب نهاية الحرب العالمية الثانية، قامت ألمانيا النازية ببناء واختبار طائرة "هورتن 229"، التي تحمل بعض الميزات المشابهة لطائرة "B-2" الحربية.
وكان هذا النوع من التصميم رائداً في الولايات المتحدة من قبل المصمم الصناعي، جاك نورثروب، الذي أصدر أولى نماذح تصميم الجناح الطائر، في عام 1940.
تعتبر الطائرة الحربية، من طراز "B-2"، هي واحدة من ثلاث قاذفات تعمل حالياً في القوات الجوية المسلحة، إلى جانب "Rockwell B-1 Lancer"، التي طارت لأول مرة في عام 1974، والطائرة العملاقة "Boeing B-52 Stratofortress"، وهي طائرة أسطورية من خمسينيات القرن الماضي، يتم تحديثها باستمرار منذ ذلك الوقت.
وتحقق الحلم في سبعينيات القرن الماضي، وذلك عند إدخال تقنية التخفي لتجنب اكتشاف الطائرات من قبل الرادارات. وقالت ريبيكا جرانت، وهي خبيرة في طراز هذه الطائرة الحربية: "كانت أحد منتجات الحرب الباردة، ولكنها أيضاً منتج لطفرة تكنولوجية كبيرة في تصميم الطائرات المتخفية".
على عكس الطائرات الأخرى، لا يتألف تصميم الجناح الطائر "B-2" من أي أشكال رأسية كبيرة، مثل الذيل، لكي ترتد موجات الرادار. ليس ذلك فحسب، وإنما تم تصميم سطح الطائرة الأملس لتشتيت موجات الرادار، مما يجعل الطائرة تبدو صغيرة مثل الطيور.
استغرقت مهمات "B-2" ما يصل إلى 44 ساعة متواصلة. ففي عام 2001، انطلقت رحلة جوية من ولاية ميزوري إلى أفغانستان أثناء عملية "الحرية الدائمة". ولهذا السبب، توجد مساحة خلف قمرة القيادة، كانت قد خصصت لاستراحة الطيارين، إضافة إلى وجود مرافق لتخزين وتسخين الطعام، وكذلك المرحاض.
وأوضحت جرانت:"تحلق كالطائرة العادية، ولكن لديها بعض الميزات الفريدة. فعندما تطير بالهواء، تجلس بالقرب من الحافة الأمامية، لذا ستلاحظ أن المنظور مختلف تماماً، ويستلزم بعض المهارات الحقيقية للطيران وتزويد الوقود".