اختفى سكانها "بين عشيّة وضحاها".. صور تُظهر تأثير فيروس كورونا في شنغهاي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الإرتباك والوحدة، هذا ما شعرت به المصورة المقيمة في شانغهاي، نيكوكو تشان، عندما تجولت بين شوارع مدينتها وهي واحدة من أكبر مدن الصين. وخلال مشروع فوتوغرافي باسم "مدينة شخص واحد" (One Person City)، توثق المصورة مساحات المدينة الفارغة بشكل مخيف عقب تفشّي فيروس كورونا الجديد.
وقررت المصورة الاحترافية نيكوكو تشان، المقيمة في شنغهاي، توثيق تأثير تفشّي فيروس كورونا الجديد (Covid-19) في مدينتها بعد عدة أيام من إغلاق مدينة ووهان في مقاطعة هوبي الصينية التي تُعد مصدر الفيروس.
ومع أن تشان لم تعرف ما تتوقعه عند مباشرتها في العمل على المشروع، إلا أنها تفاجأت عندما وجدت نفسها وحيدة في العديد من مناطق شنغهاي التي تكون من الأكثر ازدحاماً بالناس في العادة.
شعرت كما لو أنها كانت "الشخص الوحيد" في شنغهاي
وبدأ مشروع "مدينة شخص واحد"، الذي وثقته المصورة بين فترة 26 يناير/كانون الثاني و9 فبراير/شباط، بدافع الفضول، إذ أنها أرادت مراقبة كيف سيكون رد فعل مدينة شنغهاي الصاخبة في وجه عدم اليقين.
وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت تشان: "يبلغ عدد سكان شنغهاي 24 مليون نسمة، ولذلك، من المربك تماماً أن تكون الشخص الوحيد الذي يمكن رؤيته في محطة مترو رئيسية، ومركز تجاري ضخم، ووجهة سياحية شهيرة".
وعندما يتعلق الأمر بتسميتها للمشروع، قالت تشان: "تُسمى السلسلة مدينة شخص واحد لأنني شعرت حقاً أنني كنت الشخص الوحيد في المدينة في مختلف الأوقات".
وصادفت المصورة عدد قليل جداً من الأشخاص الذين كانوا من عمال النظافة، أو التوصيل.
"لا ينبغي أن تكون أي مدينة فارغة إلى هذه الدرجة"
وترى تشان أن الصور التي وثقتها مهمة، لأنها توضح تأثير الفيروس على الشعب الصيني.
وترى المصورة أن رؤية المساحات الفارغة، والمصممة لدعم كثافة السكان في المدينة، سوف تساعد في إعطاء المشاهدين نظرة ثاقبة حول مدى تعطيل هذا الفيروس لحياة الأفراد.
وأوضحت تشان أن المشروع يهدف إلى "إضفاء بعض الطابع الإنساني على الموقف من خلال تقديم إحساس صادم يُبيّن أن هناك خطب ما. ولا ينبغي أن تكون أي مدينة فارغة إلى هذه الدرجة أبداً".
وعند مشاهدة الأخبار، تجتاح مختلف المنصات مشاهد تركز على المرضى في المستشفيات، إضافةً إلى الطواقم الطبية.
ورغم أن أولئك الأشخاص هم جزء أساسي من القصة، إلا أن تلك المشاهد لا تُمثل حقيقة الشخص "العادي" في الصين، بحسب تعبير المصورة.
وأوضحت تشان أن معظم الأشخاص في الصين يخضعون للحجر الصحي الذاتي.
ومع أنه من المستحيل التقاط ما يبدو عليه ملايين الأشخاص الذين يخضعون للحجر الصحي الذاتي، إلا أنه من الممكن التقاط التأثير على المدن عندما والتي يختفي جميع سكانها "بين عشيّة وضحاها"، بحسب تعبيرها.
ويُقدم المشروع وجهة نظر مختلفة لما يبدو عليه الخوف والقلق، بحسب ما قالته المصورة.
وأشارت تشان إلى أن المشروع سيبقى مستمراً إلى اليوم الذي ستُنهي فيه سلسلة "مدينة شخص واحد".