من غرفة جلوسه.. جلسات التصوير تأخذ طابعاً أكثر حميمية بظل قيود فيروس كورونا على يد هذا المصور
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند التفكير بجلسات التصوير، تستحضر أذهاننا مشاهد استوديوهات فارهة وضخمة، ومزودة بأفضل الأدوات، والأضواء التي تمكنك من التقاط صورة جديرة بأن تكون على أغلفة المجلات. ولكن في ظل الظروف العالمية مع جائحة فيروس كورونا، يجب على المصور وليد شاه الاكتفاء بغرفة الجلوس من منزله في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
ويقف المصور وليد شاه، المُقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وراء العديد من المشاريع الفوتوغرافية التي تُبين الجانب الحقيقي للأشخاص بدون أي حواجز أو تعديلات، مثل "Rock Your Ugly"، و"Magazine Cover".
ووُلد أحدث مشروع له، بعنوان "موجود"، من الظروف التي مر بها خلال جائحة فيروس كورونا.
مشاريع وأحداث ملغية
وتزدخر دولة الإمارات بالعديد من العمال المستقلين الذين بذلوا الكثير من الجهد على مر الأعوام ليصنعوا اسماً لأنفسهم، ولكنهم الآن يعانون من ضرر كبير بسبب الآثار المترتبة من جائحة فيروس "كوفيد-19".
وخلال مشروع "موجود"، يرغب شاه في عرض الأفراد الموهوبين في البلاد، والذين فقدوا مصادر رزقهم بسبب إلغاء وتأجيل العديد من الأحداث والمشاريع، ومن أجل تذكير المجتمع أنهم لا يزالون يُوجدون، كما يوحي به اسم المشروع.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال شاه: "أثرت الجائحة على معظم العمال المستقلين بشكل كبير".
وأما بالنسبة إليه، فإن الضرر الأكبر كان في صحته العقلية، فشرح قائلاً: "خضوعي لعملية الإغلاق، وعدم القدرة على الإبداع، أو التفاعل مع الأشخاص أثر على ذهني، ولكنني تخطيت الأمر بفضل موجود".
جلسات تصوير تحتضنها غرفة المعيشة
ومن خلال صوره البيضاء والسوداء، أراد شاه رفع معنويات مختلف المواهب، سواءً من الفنانين أو المهندسين، أو الأشخاص الذين يعملون في مجالات أخرى.
ولم يحدد شاه سعر محدد للمشاركين في جلسات التصوير، وهو يعتمد بدلاً من ذلك على منهج "ادفع ما تشعر به"، بحسب ما ذكره، وأوضح قائلاً: "يمكن للأشخاص الذين يستطيعون الدفع تحديد سعرهم. وفي حال لم يتمكنوا من ذلك، أنا آمل أن يرسلوا الكارما الجيدة إلى طريقي".
وبعد نشره لمقطع فيديو على حسابه في "إنستغرام" دعا من خلاله الأشخاص إلى الانضمام للمشروع، حول المصور غرفة معيشته في أبوظبي إلى استوديو بسيط يتضمن خلفية بسيطة، وضوء واحد.
وقال شاه: "كان هذا الإعداد حميمياً للغاية، ومختلفاً عن الإعدادات التجارية المعتادة التي يكون فيها الاستوديو ضخماً، ويتواجد فيه العديد من الأشخاص في المكان".
وعندما يأتي الأمر للفنانين أو المبدعين، يرى الأشخاص غالباً منتجاتهم النهائية فقط.
ولكن من خلال "موجود"، أراد المصور من الجمهور رؤية الأفراد الذين يقفون وراء تلك المشاريع الإبداعية، وشرح قائلاً: "إنهم أشخاص مثلي ومثلك. ولديهم شخصيات، وآمال، وأحلام، وفواتير لدفع كلفتها، وعوائل لإطعامها".
وبفضل المشروع، تمكن المصور من قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يمرون بالتجربة ذاتها مثله.
وشعر شاه بالراحة لأنه أدرك أنه ليس وحيداً، وأن عدم قدرته على العثور على عمل في ظل هذه الظروف ليس خطأه.