من مصنع للكوكايين إلى دير للرهبان..ألق نظرة على تاريخ أوكار الأشرار في أفلام جيمس بوند
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك عناصر معينة لأفلام عميل الاستخبارات البريطانية جيمس بوند لا يمكن استبدالها، ومن بينها السيارة الخارقة، وفتاة بوند الحسناء (أكثر من واحدة)، والأداة الفريدة من نوعها، والموقع الغريب، والخطة الغادرة.
ولكن، على رأس تلك القائمة يأتي وكر الشرير.
ومنذ العمل المثير للإعجاب الذي قام به مصمم الإنتاج كين آدم في فيلم "Dr. No" من عام 1962، وهو أول فيلم سينمائي يدور حول مغامرات العميل البريطاني الشهير جيمس بوند، أصبح مكان الإقامة لخصوم بوند مهمًا، حيث كان بمثابة امتداد للشخصية، بقدر ما كان موقعًا لدسائس المستوى الثالث من حبكة الفيلم.
وأصبح وكر الشرير المكان المناسب لآدم وخلفائه من مصممي الإنتاج في أفلام بوند، وآخرهم مارك تيلديسلي مصمم الإنتاج في فيلم بوند القادم بعنوان "No Time To Die"، لإطلاق العنان لمخيلتهم - وأحيانًا لخرق ميزانية الفيلم.
وفي أحدث فيلم من سلسلة أفلام جيمس بوند، يتحصن الشرير لوتسفير سافين في مخبأ كهفي بموقع مجهول (تم تصويره في جزر فارو في شمال المحيط الأطلسي وفي استوديوهات باينوود).
وتُعد الجمالية الوحشية للمخبأ في هذا الفيلم، بزواياه المنحدرة واستعمال الخرسانة بشكل كبير، مجتزأة من كتاب القواعد التي نصها كين آدم، كما تُعد دليلًا على أن صيغة أفلام بوند لا تزال حية وباقية.
وقبل إصدار فيلم "No Time To Die"، ألق نظرة على تاريخ أوكار الأشرار في أفلام جيمس بوند
مصنع الكوكايين الخاص بسانشيز، فيلم "Licence to Kill" عام 1989
كان تاجر المخدرات فرانز سانشيز يحب الفصل بين تجارته وعمل في كل من الفيلا والمخبأ تحت الأرض الإجباري الخاص به.
وكان المنزل المواجه للشاطئ المستخدم في الفيلم هو فيلا أرابيسك، أي منزل أكابولكو الفخم الذي يملكه إنريكو دي بورتانوفا، حفيد المليونير هيو روي كولين في ولاية تكساس الأمريكية.
وبمهبط مع الطائرات العمودية، وبرج حراسة، وحانة رقص تحت الماء، لم تكن هناك حاجة كبيرة لتزيين قصر الحفلات المصمم من الجص الأبيض.
منشأة الحفرة الصحراوية، فيلم "SPECTRE" عام 2015
وبعيدًا عن الهيمنة العالمية وتدمير حياة بوند، قد يكون الحب الحقيقي الوحيد لخصم بوند بلوفيلد هو الظواهر الجيولوجية. ودخلت شخصية بلوفيلد مرة أخرى في السلسلة بقاعدة داخل فوهة نيزكية في عمق الصحراء.
وقُسم الإنتاج إلى موقعين معًا: كانت الحفرة عبارة عن جبل المدور، وهو تكوين جيولوجي على شكل حدوة حصان خارج واحة مدينة أرفود بالمغرب، بينما تم تصوير المنزل جزئيًا في دار بيانكا، وهي فيلا عصرية في مراكش من تصميم الفرنسي الجزائري عماد رحموني.
وبوند كونه بوند، لم يكن يهتم بمتعه الجمالية وقام بتفجير المكان، هربًا من بلوفيلد وكان التفجير هائلًا للغاية لدرجة أن المشرف على المؤثرات الخاصة كريس كوربولد حطم رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وبحسب ما ورد، استخدم كوربولد 8418 لترًا من الكيروسين و 33 كيلوغرامًا من بارود المتفجرات لإحداث انفجار يعادل نحو 70 طنًا متريًا من مادة TNT.
دير سانت سيريل St. Cyril، فيلم "For Your Eyes Only" عام 1981
وشهد هذا الفيلم ميزانية أصغر، وعدد أقل من المواقع الغريبة، ومحاولة المهرب اليوناني والجاسوس السوفييتي أرسطو كريستاتوس لبيع نظام قيادة صاروخي.
وكان "عش النسر" الخاص بشخصية كريستاتوس، دير سانت سيريل، وهو دير مهجور في اليونان، يقع على قمة نتوء يبلغ ارتفاعه أكثر من 1،000 قدم.
وتم تصوير لقطات واسعة في دير "Agia Triada" الذي يعود للقرن الرابع عشر، في منطقة ميتيورا، أحد أكبر وأهم تجمعات الأديرة في اليونان.
وتم بناء ديكور للدير أيضًا على صخرة أخرى للحصول على لقطات أكثر إحكامًا، بعد وقوع خلاف مشهور بين الإنتاج والرهبان المحليين أدى إلى احتجاجهم من خلال تعليق اللافتات فوق الدير.
البركان، فيلم "You Only Live Twice" عام 1967
وتُعتبر بعض الأوكار جريئة مثل مرفق الشرير إرنست ستافرو بلوفيلد الكهفي في فيلم "You Only Live Twice"، وهو عبارة عن قاعدة بركان خامد تحت بحيرة فوهة البركان يوجد بها "Bird One"، وهي مركبة فضائية من طراز سبكتر أُطلقت لاعتراض رواد الفضاء الأمريكيين ورواد فضاء الاتحاد السوفييتي، وإثارة الحرب بين القوى العظمى.
مطعم Piz Gloria الدوار، فيلم "On Her Majesty's Secret Service" عام 1969
تُعد منشأة غسيل الدماغ الخاصة بشخصية بلوفيلد، والواقعة على قمة جبل، بمثابة مزيج غريب بين الحياة والفن. واكتشف الباحث عن مواقع التصوير، هوبير فروليش، مطعمًا قيد الإنشاء على ارتفاع 3،000 متر تقريبًا على جبل شيلثورن بسويسرا مع مناظر رائعة بزاوية 360 درجة وشكل دائري قابل للتكيّف.
وانجذب المنتجون للموقع لدرجة أنهم ساعدوا في تمويل إكمال المبنى لجعله قابلاً للاستخدام، بما في ذلك التركيبات والتجهيزات الداخلية، وشيدوا مهبطًا للطائرات العمودية.
ونزل الطاقم إلى بلدة مورين المجاورة، وفي وقت ما قيل إنهم اضطروا إلى ركوب طائرة هليكوبتر في الثلج من نهر جليدي قريب لتغطية قمة الجبل العارية بشكل استثنائي. وبمجرد الانتهاء من التصوير، افتُتح المطعم، ولكنه احتفظ بالاسم الذي أُطلق على ملاذ الشرير في الفيلم، أي "Piz Gloria"، إلى جانب العديد من تجهيزات الفيلم.