كيف غيرت "فتاة بوند" مفهوم ارتداء البكيني عند الغرب؟

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
كيف كسرت "فتاة بوند" الحاجز الثقافي حول ارتداء البيكيني عند الغرب؟
Credit: Eon Productions

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا كنت من محبي سلسلة أفلام العميل السري جيمس بوند، فبالتأكيد قد مر عليك مشهد "فتاة بوند" وهي تُطل من بحر الكاريبي مرتدية ملابس البحر "البيكيني" باللون الأبيض، مزينة بحزام عريض من النحاس بسكين صيد كبير على جانبه الأيسر. كيف غيّر هذا المشهد مفهوم "البيكيني" كلياً عند الغرب.

كيف كسرت "فتاة بوند" الحاجز الثقافي حول ارتداء البيكيني عند الغرب؟
الممثل شون كونري والممثلة ورسولا أندريس كجيمس بوند و هوني رايدرCredit: Apic/Moviepix/Getty Images

بالطبع، قبل زمن بعيد من ظهور شخصية كيسي باركر من فيلم "Baywatch"، كانت هناك ملكة أخرى للشاطئ، وهي شخصية هوني رايدر، أي "فتاة بوند"، والتي أعادت كتابة التاريخ السينمائي وشكلّت مفهوم المرأة العصرية في التاريخ المعاصر.

وعندما أطلّت الممثلة وعارضة الأزياء السويسرية ورسولا أندريس بزي السباحة الساحر خلال أول فيلم لجيمس بوند، بعنوان "Dr. No" عام 1962، وضعت العديد من الأسس، حيث أدت دور غواصة اللؤلؤ وفتاة العميل بوند، أي المساعدة الحسناء للعميل السري رقم "007"، وهي من مهدت الطريق بعد ذلك للنساء اللواتي قمن بالدور ذاته بشكل مختلف لجميع أفلام جيمس بوند القادمة.

كما أصبح مظهر أندريس، أي قوامها الممشوق ومقوماتها كعارضة أزياء، بمثابة المعايير التي يشار إليها في انتقاء شخصيات الشاشة الكبيرة، والتي امتدت إلى ما هو أبعد من سلسلة أفلام العميل بوند. وبمعنى أدق هي التي شكلت فكرة الأنثى المثيرة والشرسة.

ولعل الأهم من ذلك هو الدفع بزي البكيني إلى آفاق جديدة. وعلى صعيد آخر، فقد قادت الفكرة السينمائية الموجودة حالياً حول الإثارة الجنسية المبنية على نظرة الذكور. 

وقد بدأ مفهوم "هيئة البيكيني" مع أندريس. فقبل مشهد فيلم "Dr. No"، والذي غالباً ما يوصف بأنه مشهد البيكيني الأكثر شهرة على مر العصور، لم يتمتع الزي المكون من قطعتين بالكثير من وقت العرض على الشاشة. وقد كُشف عن "البيكيني" لأول مرة في معرض للأزياء في باريس عام 1946، ولأكثر من عقد من الزمان، اُعتبر هذا الزي غير لائق أخلاقياً.

وأدى خروج شخصية  هوني رايدر من بين الأمواج بهذا الزي تحولاً ثقافياً، حيث كانت بداية الثورات الجنسية والنسوية في فترة الستينيات. واستحوذت أفكار الحرية على العديد من جوانب حياتهن، بما في ذلك الموضة.

ولهذا، كان مظهر أندريس بمثابة بيان مصمم لجذب انتباه كل من الذكور والإناث. وقد نجح بالنسبة للبعض، إذ رأى هؤلاء أن المرأة ساحرة تماماً مثل الرجال.

وقد بدأ الممثل دانييل كريج في أول ظهور له كجيمس بوند في نسخة الفيلم في عام 2006 بعنوان "Casino Royale" وكأنه يشير إلى شخصية هوني رايدر. حيث يخرج بوند من البحر وهو يرتدي زي سباحة رجالي، وقد بدا المشهد "مثيراً" برأي البعض كمشهد أندريس. وقال كريج في وقت لاحق لصحيفة "ديلي تلجراف" إن اللقطة لم تكن مدروسة، بل حدثت بالصدفة.

كيف كسرت "فتاة بوند" الحاجز الثقافي حول ارتداء البيكيني عند الغرب؟
زي البكيني لشخصية هوني رايدر في معرض مخصص لتصميم جيمس بوند في باريس عام 2016Credit: Thierry Chesnot/Getty Images Europe/Getty Images

وفي عام 2001، ورد أن أندريس قالت: "هذا البكيني جعلني ناجحة"، بعد أن عثرت عليه في علية منزلها. ثم قامت بعرضه للبيع في المزاد العلني بواسطة دار "كريستيز" للمزادات في لندن، حيث وصل سعر زي السباحة إلى أكثر من 41 ألف جنيه إسترليني، أي حوالي 60 ألف دولار في ذلك الوقت.

ولكن بالنسبة لأندريس، فإن قيمته المهنية لا تقدر بثمن. وبحسب ما نُقل عنها في كتالوج المزاد، فإن دورها في فيلم "Dr. No" منحها حرية اختيار أدوارها المستقبلية والاستقلال المادي، بالإضافة إلى حصولها على جائزة "غولدن غلوب".

نشر