ما هي القواعد الخمس التي تساعدك لاختيار هدية مثالية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اختيار الهدايا وتقديمها فنٌّ أيضًا. لأن في وسع الهدية المميّزة تحسين مزاج المتلقّي، أو توطّد العلاقة معه، أو تدفع للعفو عن سوء تصرّف، أو ببساطة تذكّر من تحب بأنّك مهتمً لأمره.
لطالما كان علماء النفس مذهولين بموضوع الإهداء، لأنه منفذ إلى العديد من السمات الإنسانية، المتمثّلة بنظرتنا للآخرين، وقيمتنا للأشياء، ومهاراتنا في الاختيار، إلى قدرتنا على التعاطف.
تقول دانيال فاريلي، عالمة النفس في جامعة ورسيستر إنّ "البشر مخلوقات اجتماعية، والمحافظة على العلاقة مع الآخرين هي إحدى الخصائص التي تميّزهم. فتقديم الهدايا خلال مناسبات الأعياد، وأعياد الميلاد، والتخرّج، والزواج، تعبتر فرصة مهمة لتعزيز هذه العلاقات".
وتشهد تجارة الهدايا رواجًا كبيرًا. على سبيل المثال، يتوقّع المستهلكون إنفاق 925 دولار على هدايا عيد الميلاد، متخطّين بذلك الرقم المسجل عام 2018، والذي بلغ 885 دولار. أمّا الكلفة الإجمالية للهدايا فيتوقّع أن تفوق المليار دولار. وإن لم تثر الهدية التي تقدمها اهتمام الآخر فسيكون ثمن ذلك مرتفعًا.
وبصرف النظر عن المناسبة، فإن تقديم الهدايا عادة اجتماعيّة تتطلّب تفكيرًا متأنيًّا، ومراعاة لتفضيلات الآخر. فهل ثمة قواعد يمكن اتباعها؟
تحدثت CNN إلى خمسة خبراء لمساعدتهم في إعداد دليل بسيط حول تقديم الهدايا، وخلصت إلى نصائح خمسة أساسية، هي:
1. لا تضف هدية صغيرة إلى هدية كبيرة
هل تفكّر حقًا بإضافة ربطة عنق إلى قميص باهظ الثمن، أو بعض الزهور إلى زجاجة شامبانيا؟ لا تفعل. حين نحصل على رزمة هدايا، نميل لا شعوريًا إلى الإعلاء من قيمتها، لكن تقديم هدية صغيرة فوق هدية كبيرة قد يقلّل من قيمة الأخيرة.
هذا ما يعرف بـ"التناقض لدى مقدّم الهدية". وتمّ التطرّق إلى هذا الموضوع للمرة الأولى ضمن دراسة وُضعت عام 2012، حملت الاسم عينه. قدّمت خلالها هدية iPod منفردة للمجموعة الأولى، أما الثانية فتلقت الـiPod مرفقًا بتحميل أغنية مجانًا. وعند سؤالهم عن سعرها، قلّلت المجموعة الثانية من قيمتها الفعلية بنسبة 20%.
2. هدايا اختبارات حياة بدلًا من هدايا مادية
سرعان ما تصير النسخة الأحدث من هاتف آيفون قديمة، لكن أن تقوم برحلة الحلم أو تشاهد حفلًا غنائيًا يحييه فنانك المفضل، ستمنحك ذكريات ترافقك مدى الحياة. وأوضحت فاريلّي أنّ "الاختبارات غالبا ما تحتوي على الكثير من المشاعر، وينبثق عنها الكثير من الذكريات حية. قد نتذكر صديق أهدانا حاسوب لوحي، لكن ليس بقدر قضاء عطلة مدة أسبوعين في فلوريدا، لأنّ الذكريات والتعلق العاطفي أهم بكثير من الهدايا المادية".
3. بطاقات الهدايا ليس بفكرة سيئة
قال الاقتصادي جول والدفوغيل، واضع دراسة "خسارة عيد الميلاد الكبرى" (The Deadweight loss of Christmas) إن تقديم الهدايا قد يكون هدرًا ماديًا. وأضاف "نصرف على أنفسنا 10 دولارات إذا اشترينا ما نتوقع أنّ قيمته أكثر من ذلك بالنسبة لنا".
وأوضح: "لكن تقديم الهدايا أمر مختلف، لأننا لا نشتري لأنفسنا"، مضيفًا أن "نصرف 10$ على شيء قيمته أقل من ذلك بالنسبة للمتلقي، قد لن يعني له شيئًا".
أمر وحيد له القيمة عينها للجميع هو الأموال النقدية. إهداؤها رائج في بعض المناسبات ولدى بعض الثقافات، لكنّها لا تُهدى لأي كان، لأن ذلك يمكن أن يترجم كسلًا أو حتى إهانة.
ما هو البديل الأفضل؟ يجيب والدفوغيل أنّ "بطاقات الهدايا تلاقي شعبية مع مرور الوقت، وهي مقبولة جدًا من قبل المتلقي".
4. فكّر عند شراء الهدية أنّك المتلقي
ببساطة، قم بشراء هدية للآخر كأنّك تشتريها لنفسك. قد يبدو هذا الأمر واضحًا، لكن ما يحدث في الواقع بعيد عن ذلك. إذ ينحو الناس إلى استخدام الهدايا كدعابة، أو تشجيع للآخر على تغيير مساره، أو للإشارة إلى أمر في شخصيّتهم، بدلًا من أن يكون لها منفعة أو تفرح المتلقي.
لذا أفضل طريق لتشتري هدية هي أن تطرح على نفسك سؤال: ما الهدية التي ترغب في الحصول عليها"؟
وأشار والدفوغيل إلى أنّ "نقاشات تدور حاليًا بين أفراد العائلة للتوافق على جلب هدية يرغب بها كل منهم، خلافًا لما كان يحصل سابقًا".
5. أنفق على الآخرين أكثر من نفسك
القاعدة الأخيرة لا تحتاج إلى تفكير: تذكر فقط فضيلة العطاء. وقد كشفت دراسة أنّ إنفاق المال على الآخرين يمنح السعادة. فالمشاعر الجميلة التي ستعيشها جرّاء تقديم هدية يحبها الآخر، قد تدوم أكثر من تلك التي تنتابك عند صرف المال على نفسك.
فبقدر ما هو مهم الاهتمام بأنفسنا، تذكر أنّ هناك فؤائد عندما تكون أكثر كرمًا مع من حولك.
وخلصت فاريللي إلى القول: "لا تنسوا لماذا تقدّمون الهدايا.. معظم الناس لا يرغبون في أن تصرف عليهم الكثير من المال، بل أن تفكر بهم، وهذا يمكن أن يتم بطرق سهلة عديدة".