من القصور التاريخية إلى المباني القديمة.. مصوّر يخلّد سلالم "عمارات" القاهرة المهدّدة بالزوال
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتمتّع مصر بطابعها المعماري التاريخي المميّز، الذي يتجلّى على نحو خاص، داخل الأحياء التاريخية القديمة لعاصمتها القاهرة، حيث تسرد جدران المباني العريقة حكايات شهدتها على مرّ العصور.
وقرّر المصوّر المصري وائل مندور تسليط الضوء على عنصر فريد من العمارة داخل أحياء مصر القديمة، يتمثّل بإظهار سلالم بُنيت وفق أنماط وطُرز عمارة متنوّعة تعود إلى حقبات زمنيّة مختلفة، ضمن سلسلة تحمل عنوان Staircases of Egypt (سلالم مصر).
ويشرح مندور، الذي يعمل مساعد مخرج في المجال السينمائي، لموقع CNN بالعربية، أن لم يكن لديه هدف محدّد من توثيق سلالم المباني في القاهرة بدايًة، بل كان يلتقط تلك الصور بهدف حفظها واستخدامها لاحقًا، بحكم عمله، خلال البحث عن مواقع تصوير المشاهد في الأفلام السينمائية أو الدعاية التلفزيونية.
ويقول مندور: "تراكمت هذه الصور على مدار سنوات من العمل، وعشرات المعاينات في جميع أنحاء القاهرة وبعض المحافظات، حتى أدركت أن ما أحتفظ به من صور هو بمثابة أرشيف يوثّق شققًا، وأماكن عامة، وسلالم عمارات قديمة في القاهرة بشكل خاص، وفي مصر على نطاق أوسع".
وبدأ مندور بتنسيق ألبومات مختلفة تجمع صورًا لأماكن متشابهة، مثل سلالم المباني القديمة أو المستشفيات، نتج عنها أول سلسلة شاركها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمّن سلالمَ قصور، ومباني، وشققًا في القاهرة تعود إلى العصور والطرز المعمارية المختلفة، وفق ما ذكر.
ومن وجهة نظر مندور، تكمُن أهمية إبراز هذا العنصر من العمارة في مصر، لأن البلاد تمر، في الوقت الحالي، "بمرحلة مخيفة من التحديث، وإعادة التخطيط العمراني، وما لهذا الأمر من تبعات ستغيّر جذريًا في التركيبة الديموغرافية لسكان العاصمة القديمة".
وتابع مندور: "هناك عدد كبير جدًا من الأحياء السكنية العريقة والأحياء الشعبية القديمة ذات طابع قديم مهدّدة بالزوال، بعدما بدأت عملية إعادة بنائها وتخطيطها بما يتناسب ورؤية الدولة".
وتشمل سلسلة Staircases of Egypt صورًا لبعض القصور، والمباني القديمة، الواقعة في منطقة وسط البلد في القاهرة، وأشهرها قصر سعيد حليم باشا، الذي شُيّد عام 1896. كما تشمل السلسلة لقطاتٍ تُبرز العديد من سلالم "العمارات" في كل من حي الزمالك، والمعادي، ومصر الجديدة.
وأشار مندور إلى أنّ سلسلة Staircases of Egypt تشمل حقبات زمنية مختلفة، تبدأ أواخر القرن التاسع عشر وصولًا إلى ستينيّات القرن العشرين.
ويرى مندور أنه تمكّن بواسطة لقطاته من إثارة حالة من "النوستالجيا الخاصة" في روح تلك الأماكن، وهو بالتحديد ما يفتقده بشدة العديد من الأشخاص، مضيفًا أنّ إبراز هذه العناصر من العمارة يُعد محاولة للحفاظ على ذاكرة تلك الأماكن وذكريات المصريين عنها، على حد تعبيره.
ولفت مندور إلى ردود الأفعال التي تلقاها بعد مشاركته سلسلة Staircases of Egypt، قائلًا: "كان الحنين للماضي، ولفترة زمنية في طريقها للزوال، واضحًا في التعليقات والانطباعات الأولى على الصور، رغم وجود مئات المباني والعمارات العريقة التي لا تزال قائمة في جميع أحياء القاهرة والمحافظات".