إزالة هدايا تذكارات "لا تراعي المشاعر" من معرض حول فان غوخ.. ما السبب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قامت صالة عرض فنية في لندن بإزالة بعض الهدايا التذكارية المتعلّقة بفينسنت فان غوخ من مركز بيع التذكارات التابع لها، بعدما وُصفت بأنّها "لا تراعي المشاعر"، وأنّها تستخفّ بموضوع الصحة النفسية.
وتُقيم صالة عرض "كورتولد"، داخل استوديوهات سومرسيت هاوس في العاصمة الإنجليزية، معرضًا بعنوان "فان غوخ. بورتريهات ذاتية" يستمر حتى مايو/ أيار المقبل.
وتعرّض المعرض لسيل من الانتقادات اللاذعة في الأيام الأخيرة بسبب عدد من القطع المعروضة للبيع داخل متجره في لندن وعلى الإنترنت، تشمل ممحاة على شكل أذن، تشير بوضوح إلى أنّ الرسام الهولندي أقدم على قطع أذنه اليسرى، وأمضى بعدها فان غوخ عامًا في مستشفى سان-بول دو موزول للأمراض النفسية، بسان ريمي في فرنسا.
عانى فان غوخ من مشاكل في الصحة العقلية طوال حياته، وحاول الانتحار عام 1890، عندما كان في الـ37 من عمره، من خلال إطلاق رصاصة على نفسه.
أرسل المعرض بيانًا إلى CNN الاثنين، أقر فيه "بالمخاوف التي أثيرت بشأن عدد من القطع المعروضة للبيع في متجر المعرض وعبر الإنترنت".
وجاء في البيان أنّ صالة عرض "كورتولد" "تأخذ موضوع الصحة النفسية بمنتهى الجدية. ولم يكن لدى كورتولد نية بالظهور بموقف عديم الاحساس أو رافض لهذا الموضوع المهم من خلال عرض هذه القطع".
وأضاف: "تشكل القطع المعنية جزءًا صغيرًا من تلك المعروضة ضمن مجموعة المعرض. في ضوء هذه المخاوف، لن تباع هذه القطع في متاجرنا".
ولم يحدّد القيمون على المعرض القطع التذكارية التي أزيلت من البيع، لكنّ ما هو مؤكد أنّ الممحاة على شكل أذن لم تعد متاحة للشراء عبر متجره على الإنترنت.
ووفق صحيفة Mail on Sunday، فإن إحدى تذكارات المعرض أيضًا، كانت قطعة صابون تباع لقاء 5 جنيهات إسترلينية، أي ما يعادل 7 دولارات أمريكية، وُصفت بأنها مثالية "للفنان المعذّب الذي يستمتع بالفقاعات الرقيقة".
ولا تزال "مجموعة أدوات الإسعافات الأولية العاطفية" بقيمة 16 جنيهًا إسترلينيًا، ما يعادل 22 دولارًا، لـ"20 حالة نفسية رئيسة"، معروضة للبيع.
وأثارت هذه المعروضات رد فعل عنيف، لا سيّما في ما يتعلق بقضايا الصحة النفسية "غير الحسّاسة" المرتبطة بالمنتجات.
التعامل مع الأمر على أنّه مزحة
من جهته، قال تشارلز طومسون، أحد مؤسسي حركة Stuckist الفنية، لـCNN الثلاثاء: "هذه القضية ليست إلا مثالًا صغيرًا لكن فاقعًا عن السخرية والاستغلال التجاري الذي يطال مشهد الفن الحديث، حيث يتم التعامل مع الصحة النفسية والأمراض العقلية على أنها مزحة، أو بدعة، وهي ليست كذلك".
وأشار إلى أن بيع الهدايا "عديمة الإحساس" هذه تعكس الموقف الحالي في الأوساط الفنية حيث "يريد الناس أن يكونوا أذكياء وعصريين على حساب مكانة الفن".
تأسست حركة Stuckism الفنية، التي وُصفت بأنها "حركة فنية راديكالية"، عام 1999، وهي تُعنى بـ"اللوحات التشخيصية المعاصرة التي تحمل أفكارًا".
وأضاف طومسون أنّ الحادث "يكشف الكثير" عن موقف المجتمع الحالي تجاه الأمراض العقلية وآلام الصحة النفسية، مضيفًا: "إلى الآن لم نأخذ الأمر على محمل الجد".
بدوره، قال الناقد الفني ديفيد لي، محرر مجلة Jackdaw للنقد الفني، لصحيفة "ميل أون صنداي": "لا أصدق أن هذا لم يكن شخصًا يحاول تسويق الدعابة التي لا طعم لها في الحانة بعد ساعات العمل".
وأشار إلى الفنانة المكسيكية الشهيرة فريدا كاهلو، وتساءل عما إذا كان المعرض يعتبر من المناسب إنتاج هدايا تذكارية تتعلق بفقدان ساقها بعد إصابتها بالغرغرينا.
وأضاف أنه من المفترض أن معهد كورتولد يجسد مركز تاريخ الفن في المملكة المتحدة إن لم يكن في أوروبا الغربية.