الكويت.. كيف يُشكّل "برج الرياح" حلاً طبيعيًا لمشكلة المناخ الحار؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يقف مبنى "ويند تاور" أو "برج الرياح" في منطقة السالمية بالكويت، ليبدو كأنه كتلة صخرية متراصّة نحتتها الرياح. وكان هذا بالتحديد الطابع الذي أرادت شركة "AGi Architects" تحقيقه عند تصميمها للمبنى.
وأعلنت لجنة تحكيم جائزة "آغا خان" للعمارة مؤخرًا ببيان صحفي إدراج هذا البرج السكني ضمن القائمة القصيرة للمباني المرشحة لدورة الجائزة لعام 2022.
مبنى يستغل الرياح
وكانت شركة "AGi Architects" الكويتية الإسبانية جزءًا من مشروع بحثي طموح يسعى لاستكشاف أسلوب حياة المجتمع الكويتي بهدف إيجاد مناهج بديلة للإسكان في البلاد تكون ذات صلة، ومبنية على أسس اجتماعية، وثقافية.
ونتج عن ذلك مشروع "ويند تاور" بمنطقة السالمية في مدينة الكويت.
وقال الشريك المؤسس، ومدير مكتب معماريي "AGi"، ناصر أبو الحسن، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "صممنا المشروع وأطلقنا عليه اسم برج الرياح لأنه يتميّز بفناء مركزي عمودي يُوفّر تهوية طبيعية لكل وحدة سكنية"، مضيفًا أن استغلال الإضاءة الطبيعية، والتهوية المتقاطعة، كانت قوة دافعة أساسية حددّت الاتجاه النهائي للتصميم.
وعبر هذا التصميم، لم يعد الفناء محصوراً في قلب المبنى، إذ أنه يقوم بدلًا من ذلك باستعارة الضوء، والتهوية من الواجهة، ليمررها عبر منطقة المسبح، حتى تتدفق من جميع المستويات، وتجد طريقها للخروج من خلال الواجهة المقابلة.
واختير حجر الجرانيت لصنع واجهة المبنى، والذي يتباين مع الأسطح الملساء للفناء المركزي المُغطى بالجص الأبيض.
دمج العصرية بالتقاليد
ويدمج البرج بين متطلبات الحياة المعاصرة، والمعايير التقليدية في الوقت ذاته.
ويوفّر المبنى مساحات عامة، ومجتمعية، إضافةً إلى مرافق متعددة مُلحقة بالمبنى تهدف إلى إعادة إدخال مفهوم الحياة الحضرية على مستوى المباني دون الإخلال بخصوصية القاطنين فيه.
وتُعد الاستدامة "جوهر" جميع مشاريع الشركة، بحسب ما ذكره أبو الحسن، مشيرًا إلى أهمية استخدام تقنيات التصميم السّلبي لتحقيق أقصى قدر من العزل الحراري، وتقليل استهلاك الضوء، وتحسين تهوية المبنى.
ويقع مركز الخدمات للمبنى في الجناح الجنوبي لتقليل التعرّض لأشعة الشمس، ما يؤدي بالتالي لتقليل استهلاك الطاقة، ويُعتبر بمثابة حاجز حراري لبقية المبنى.
ولهذا السبب، فإن الحد الأدنى من الفتحات وُضعت على الواجهة، بينما ينفتح المبنى من الجهة الشمالية في مواجهة البحر.