دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عند العودة إلى الوطن بعد العيش خارج البلاد لأعوام طويلة، يلاحظ المرء علامات تدل على الزمن الذي مضى. وبالنسبة للمصورة الكويتية هدى العبد المغني، تجسدت علامة مرور الزمن في انخفاض عدد سيارات الأجرة برتقالية اللون، التي تُعرف بها الكويت، بشكلٍ ملحوظ. وشجعها ذلك على توثيق هذه السيارات التي يقودها الكويتيون بعد التقاعد، من خلال مشروع "Kuwait Taxi"!
وأثار انخفاض عدد سيارات الأجرة برتقالية اللون في الكويت فضول المصورة الكويتية هدى العبدالمغني، فقررت الذهاب مع ابن شقيقها إلى سوق المباركية، حيث تتجمع فيه تلك السيارات عادةً.
وفي إحدى أيام مايو/أيار الساخنة، أمضى الاثنان يوماً بأكمله وهما يجريان المقابلات مع السائقين، كما أنهما حرصا على ركوب سيارة الأجرة المتينة التي يلقبها مالكوها بـ"بو حديدة"، وفقاً لما ذكرته العبدالمغني في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وبدأ تشغيل سيارات الأجرة برتقالية اللون في أوائل الستينيات، وكانت التراخيص حصرية للذكور الكويتيين، وفقاً لما ذكرته المصورة.
ولكن، التراخيص أصبحت تُقدم إلى الرجال الكويتيين المتقاعدين منذ عقد من الزمن.
وتقل سيارة الأجرة عدة ركاب في الوقت ذاته على مسار واحد بين سوق المباركية القديم، ومنطقة سكنية تبعد مسافتها 4 كيلومترات، تُدعى بنيد القار.
ولدى ركوبها لسيارة الأجرة برتقالية اللون للمرة الأولى، لاحظت المصورة الاختلاف بينها وبين سيارات الأجرة العادية. وعلى خلاف خدمات سيارات الأجرة العادية، "يقوم السائق في سيارات الأجرة هذه، بإقحام أكبر عدد من الركاب في السيارة لزيادة عائداته لأقصى حد. ويضع في عين الاعتبار أن كل راكب يدفع حوالي 200 فلس".
وإضافةً إلى ذلك، فإن غالبية الركاب هم بمثابة زبائن دائمين، ويُعرف الركاب والسائقين أسماء بعضهم البعض.
وقالت المصورة إن ذلك النوع من الألفة غير متواجد، في سيارات الأجرة العادية.
ولا يزال هناك حوالي 20 سيار ة أجرة برتقالية اللون تقدم خدماتها في الكويت، إذ أصبحت وسائل النقل البديلة، مثل الحافلات، متاحة في الأعوام الأخيرة، وفقاً للمصورة.
ولا يعمل سوى 5 أو 6 سيارات أجرة برتقالية اللون في الوقت ذاته، بحسب ما قالته المصورة الفوتوغرافية.
وأشارت العبد المغني إلى أن وسائل النقل المشتركة لا تحظى بشعبية بين الكويتيين، إذ أنهم يفضلون استخدام سيارات شخصية، وسائق.
وترى المصورة أن المشهد الحضري في الكويت، يشهد تحولاً سريعاً في الأعوام الأخيرة، إذ هُدمت العديد من السمات المادية المميزة للمدينة، فضلاً عن وجود هياكل مهددة بالهدم.
وجعلها ذلك حريصة على توثيق سيارات الأجرة برتقالية اللون، فقالت: "مع أنها ليست سمة ساكنة للمدينة، إلا أن سيارات الأجرة البرتقالية اللون، هذه جزء لا يتجزأ من هوية شوارع هذه المدينة".
وأكدت العبد المغني: "كمصورة، أنا مضطرة إلى توثيق الجوانب التي تجسد مدينة الكويت بالنسبة لي، وهي جوانب قد لا تصمد للأجيال القادمة".