نقوش أشورية مذهلة اكتُشفت في العراق.. خلال ترميم موقع أثري دمّرته داعش

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: : Zaid al-Obeidi/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلال ترميم موقع أثري دمرته داعش في العراق، عثر علماء آثار في شمال العراق على بعض المنحوتات الصخرية الآشورية المذهلة، التي يعود تاريخها إلى حوالي 2700 عام.

محتوى إعلاني

وكان فريق تنقيب أمريكي عراقي مشترك كشف هذه النقوش في نينوى، شرقي الموصل، خلال استكمالهم أعمال إعادة الإعمار في بوابة مشكي، التي دمرها مقاتلو داعش، عام 2016.

محتوى إعلاني

والعراق يعتبر موطنًا لبعض أقدم مدن العالم وأقدم الحضارات، ضمنًا البابلية والسومرية والأشورية.

حوالي 700 قبل الميلاد، جعل الملك الآشوري سنحاريب من نينوى عاصمة له، وبنى بوابة مشكي، التي تعني "باب الله"، لحراسة مدخلها.

عثر على المنحوتات بعدما دمّر عناصر داعش بوابة مشكي القديمة Credit: Zaid al-Obeidi/AFP/Getty Images

لكن البوابة تعتبر إحدى المعالم التاريخية العديدة التي وقعت ضحية نزاع عسكري طويل الأمد، وتعرضت لأعمال تخريب ثقافي في المنطقة.

أعيد بناؤها في السبعينيات، لكنّ عناصر داعش دمروها مجددًا بجرافة أثناء احتلالهم للعراق.

وخلال فترة الاحتلال، قال مايكل دانتي عالم الآثار لـCNN، أنّ جامعة بنسلفانيا "اضطلعت بإدارة مشروع للحفاظ على التراث الثقافي في العراق وحمايته"، مضيفًا أنّ "بوابة مشكي كانت بين المواقع التي أبلغت عنها عندما دمرها داعش عمدًا".

وعندما بدأ برنامج تثبيت التراث العراقي، الذي يديره دانتي، العمل على إعادة بناء البوابة، اكتشفوا ما وصفه بأنه "نادر جدًا لدرجة أنه لا يمكن تصوّرها".

وكانت سبعة ألواح من الرخام مزيّنة بنقوش مزخرفة تصوّر جنودًا آشوريين يطلقون سهامًا، وأشجار نخيل، ورمّان، وتين، تعود جميعها إلى قصر سنحاريب، مدفونة تحت أنقاض البوابة.

ذهل علماء الآثار لحظة اكتشاف الألواح الأشورية المذهلةCredit: Zaid Al-Obeidi/AFP/Getty Images

وقال دانتي: "أصابنا الذهول جميعًا، وخيّم علينا الصمت تقريبًا. كان الأمر أشبه بحلم"، مضيفًا أنه "لم يتوقّع أحد أننا سنجد نقوش سنحاريب في بوابة المدينة".

ورغم القيام بأعمال حفر أثرية في الموقع سابقًا، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لم يتم التنقيب في هذه الغرفة من قبل، وفقًا لدانتي.

وقال إنه أثناء تدمير البوابة، "لم تتضرّر هذه البقايا الأثرية لأنها كانت مدفونة".

يفتح الاكتشاف على آفاق وفرص جديدة ومثيرة للبحث، حيث عاد علماء الآثار الآن إلى الموصل للتعمق أكثر بتاريخ الإمبراطورية الآشورية الجديدة.

وفيما نقلت اكتشافات سابقة مماثلة إلى الخارج، مثل المتحف البريطاني، ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، ستبقى هذه الألواح في العراق.

وقال دانتي لـCNN إنّ "الملكية الرسمية لهذه الألواح تعود للدولة، ولحكومة العراق، والشعب العراقي"، مضيفًا أنّ زملاءه الباحثين في بنسلفانيا وجامعة الموصل "سعداء للغاية بالعثور على هذه النقوش".

وأشار إلى أنّ "الوصول إلى التراث الثقافي يعتبر أحد حقوق الإنسان، وجماعات مثل داعش تريد قطع هذه الروابط إلى الأبد، كجزء من حملتها للتطهير الثقافي والإبادة الجماعية".

حديقة أثرية

منحوتات تمتد على طول قنوات الري في حديقة فايدة الأثرية في محافظة نينوى، شمال العراقCredit: Land of Nineveh Archaeological Project, University of Udine

وقد أُزيح الستار عن المزيد من الاكتشافات الرائعة في المنطقة خلال حفل أقيم الأحد الماضي.

الكشف عن منتزه فيدا الأثري، الذي يبعد حوالي 19 ميلاً عن نينوى، بعد الانتهاء من أعمال الحفر فيه التي بدأت عام 2019.

كما عثر مشروع أرض نينوى الأثري التابع لجامعة أوديني الإيطالية على 13 نقشًا منحوتًا في جدران قناة ري بطول ستة أميال.

وفي حديث مع CNN، وصف دانيلي موراندي بوناكوسّي، عالم الآثار في أوديني، النقوش بأنها "فريدة" و"لا مثيل لها في الفن الصخري في الشرق الأدنى".

وأوضح أنّ "نقوش فايدة (التابعة لمحافظة نينوى) تشكل مجمّعًا ضخمًا ذات أهمية استثنائية، نفذت من خلالها السلطة الملكية الآشورية، برنامج نحت يهدف إلى الاحتفال بإنشاء النظام الهيدروليكي الذي أعطى الخصوبة والثروة للمنطقة الريفية المحيطة".

وفيما اكتشف أساسًا عالم الآثار البريطاني جوليان ريد بعضًا من هذه المنحوتات، عام 1973، إلا أنه لم يعثر عليها بالكامل حتى تم ذلك الآن.

نشر
محتوى إعلاني