شعرَت بقلق شديد بشأن تقبّل الجمهور لأعمالها.. كيف تستكشف أول مصورة يمنية قضايا المرأة؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قضايا المرأة وحقوقها، هذا ما تستكشفه المصورة اليمنية بشرى المتوكل من خلال أعمالها، التي وصفها البعض بحسب ما قالته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية بكونها "مسيئة" و"معادية للإسلام".

محتوى إعلاني

ولكنّ بصفتها فنّانة، قالت المتوكل، والتي تُعتبر أول مصوّرة يمنيّة، إنّ مهمتها تتمحور حول تحويل الخيال إلى فن، مشيرةً إلى أنّ لا أحد لديه السّيطرة على ردود أفعال الآخرين تجاه الفنّ.

محتوى إعلاني

وشرحت المصوّرة: "أحيانًا، تكون بعض أعمالي الفنيّة شكلاً من أشكال المقاومة السِّلميّة، والاحتجاج، والملاحظة، والتّعبير".

ويُعتبر غطاء الرأس من العناصر البارزة في أعمال المصورة، إذ يُعد رمزًا دينيًا مثيرًا للجدل في بعض البلدان.

تم تكريم بشرى المتوكل باعتبارها أول مصورة يمنية في عام 1999. Credit: Boushra Almutawakel

وفي عام 2004، حظرت الحكومة الفرنسية الملابس الدينية، بما في ذلك غطاء الرأس، في المدارس الحكومية.
وحذت دول أوروبية أخرى حذوها منذ ذلك الحين مع فرض قيود مماثلة، واختلاف أنواع أغطية الرأس المسموح بها، والأماكن التي يسمح فيها بوضعها.

ومن جانبٍ آخر، تشهد إيران احتجاجات جراء وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول الماضي أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، بزعم "عدم ارتدائها للحجاب بشكل مناسب".

رمز معقّد

تستكشف المتوكل مواضيع عديدة، ومنها قضايا وحقوق المرأة. Credit: Boushra Almutawakel

وفي بعض أعمالها، يُجسّد غطاء الرأس بأنواعه المختلفة الحريّة، وتمكين النساء، بينما تجسّد صور أخرى الآراء المتطرفة التي يمكن أن تنعكس من خلاله.

وفي سلسلة فوتوغرافية تُدعى "Mother, Daughter And Doll" على سبيل المثال، تظهر المصورة مع ابنتها (ودميتها الموجودة في حضنها) في ملابس تزداد احتشامًا مع كل صورة.

سلسلة فوتوغرافية تُدعى "Mother, Daughter And Doll". Credit: Boushra Almutawakel

وعند حديثها عن رسالتها، قالت المتوكل: "مثل أي شيء آخر، الحجاب/ النقاب بالنسبة لي ليس أسودًا أو أبيض اللون، وليس جيدًا أو سيئًا..هو أكثر تعقيدًا من ذلك".

وبصفتها امرأة يمنيّة تتبع الديانة الإسلامية عاشت في العالم العربي والغرب أيضًا، تشعر المصوّرة أنّها أصبحت تتمتّع بمنظورٍ أكثر شموليّة.

وشرحت المصورة اليمنية قائلة: "يمكن للحجاب أن يعطي إحساسًا بالقوّة، والحماية، والخصوصيّة، وأن يكون شكلاً من أشكال المقاومة، والهويّة، ورمزًا ثقافيًا ودينيًا جميلًا وعصريًا. كما يمكنه أن يكون مُقيٍّدًا، وخانقًا، وساخنًا، وغير مريح، أو عادل، وخطير".

رُغم شعورها بالقلق أثناء العمل على هذه السلسلة، إلا أن ذلك لم يمنعها من عرضه للجمهور. Credit: Boushra Almutawakel

ولم تكن لدى المصوّرة أي شكوك أو مخاوف أثناء العمل على هذه السلسلة بفضل شغفها الكبير، ولكنّها شعرت بالقلق الشديد بشأن تقبّل الجمهور اليمني لهذا العمل، عندما حان وقت عرض بعض الصور، وتقبّل عائلتها لها بشكلٍ خاص كونها استخدمت نفسها وابنتها في بعض اللقطات.

واجهت أعمال المصورة العديد من الانتقادات. Credit: Boushra Almutawakel

وقالت المتوكل: "لدهشتي الكبيرة كان (مستوى) تقبّل العمل أكثر إيجابية ممّا كان متوقعًا، وخاصةً بين النساء. وكما هو متوقّع بالطّبع، وجده بعض الأشخاص مسيئًا ومعاديًا للإسلام".

ولم تمنعها الانتقادات من عرض أعمالها، وأشارت الفنانة الجريئة إلى أنّها تفضّل المخاطرة والفشل بدلاً من عدم مشاركة أعمالها.

وتُعد تجاربها وملاحظاتها الشخصية من الجوانب التي تغذّي أعمالها، إذ قالت الفنانة: "يبدأ الأمر دائمًا بطرح أسئلة مثل: لماذا يكون شيء ما بالطريقة التي هو عليها؟ هل هو صحيح؟ كيف يمكن أن تكون الأشياء مختلفة؟".

وفي سلسلة تُدعى "What If"، تُجسّد الفنانة واقعًا مختلفًا، مع ظهور رجلًا بملابس أكثر احتشامًا مع كل صورة، وفي النهاية، بغطاء الرأس والنقاب.

وتتمنّى المصورة تحلّي الأشخاص بالفضول بدلاً من العدوانية، إذ يتمتّع الفنانون برأيها أيضًا بدورٍ مهم في المجتمع، بحسب ما ذكرته.

صورة من مشروع يُدعى "What If" تُظهر واقعًا مختلفًا. Credit: Boushra Almutawakel

وقالت المتوكل إن "الفنانين ليسوا سياسيين.. ويجب أن يكون لديهم مساحة للتّعبير عن أنفسهم وعدم الشّعور بالخطر الشّخصي عند القيام بذلك. ويجب أن يكون هناك المزيد من التّسامح والحوار".

وأضافت: "عندما أفكّر بالكثير من الأشخاص الذين هاجموني، فهؤلاء لا يتركون مجالًا للنّقاش. وبسبب صوري، نعتوني بالكافرة، وأنّني معادية للإسلام، والحجاب/ النقاب، وكلّها أمور غير صحيحة".

وفي عام 1998، أصبحت المتوكل فنانة بدوامٍ كامل، مع تكريمها كأوّل مصورة يمنية في عام 1999 من قبل مركز البحوث التجريبية ودراسات المرأة في جامعة صنعاء.

وظهرت أعمالها بالعديد من الوسائل الإعلامية مثل "The New Yorker"، و"Yemen Times"، و"The Guardian"، وفقًا لموقعها الرسمي عبر الإنترنت.

وتم اقتناء أعمالها من قبل المتحف البريطاني في لندن، ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن، ومؤسسة بارجيل للفنون، وغيرها.

 

 

نشر
محتوى إعلاني